محمد حامد (دبي)
للوهلة الأولى، يبدو أن كريم بنزيمة هو فتى زيدان المدلل، فقد أعلنها زيزو صريحة في ديسمبر الماضي، خلال مونديال الأندية بأبوظبي، حينما قال: «سوف أدافع عن كريم حتى الموت»، في الوقت الذي يقدم المهاجم الفرنسي الأداء الأسوأ له منذ التحاقه بصفوف الفريق المدريدي، وتلاحقه صافرات الغضب من عشاق الملكي في قلب البرنابيو في كل مباراة، إلا أن لزيدان رأياً آخر، حيث يتمسك بوجود مواطنه أساسياً من دون الالتفات لأي انتقادات.
وقد يعتقد البعض أن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو هو اللاعب الذي لا يمكن المساس به في صفوف الريال، كما أن مارسيلو وكروس وإيسكو من النجوم المفضلين للمدرب الفرنسي، ولكن المفاجأة الحقيقية أن اللاعب الأول في خطط زيدان، والأكثر مشاركة بالمباريات في عهد «زيزو» هو لوكاس فاسكيز، الذي يمكن القول إنه «فتى زيزو المدلل».
«لوكاس زيزو» هو الاسم الذي يجسد العلاقة القوية والثقة العمياء التي يمنحها زيدان للنجم الإسباني، فقد بلغ عدد المباريات التي قاد زيدان خلالها الريال منذ توليه تدريب الفريق في يناير 2016 خلفاً لرافا بينيتيز 135 مباراة، ولا يوجد سوى 6 لاعبين فقط خاض كل منهم 100 مباراة أو أكثر في هذه الفترة، وعلى رأسهم، وفي مقدمتهم فاسكيز بـ 109 مباريات، ثم رونالدو وإيسكو ورونالدو 105 مباريات لكل منهما، يليهما مارسيلو وكروس، ولكل 103 مباريات، ثم بنزيمة بـ 101 مباراة.
وبعيداً عن فوز الريال تحت قيادة زيدان بـ 8 بطولات في غضون فترة زمنية قصيرة، أهمها، لقب الدوري، وثنائية متتالية لدوري الأبطال، فإن ما يحسب للنجم الفرنسي أحد أساطير الملكي، أنه يصنع جيلاً جديداً من دون أن يشعر به أحد، حيث يحرص على الدفع بوجوه شابه، وأسماء لم يكن لها ثقل في تشكيلة الفريق من قبل، وعلى رأسهم الثلاثي فاسكيز، وإيسكو، وأسينسيو، وكذلك منح الفرصة للمغربي أشرف حكيمي، مع المحافظة على كسب احترام النجوم الكبار، مما يجعل الريال أكثر استقراراً في عهد زيدان.
وتشير الأرقام إلى تحقيق «ريال زيدان» الفوز في 97 مباراة من بين 135 مواجهة، والتعادل في 24 مباراة، والهزيمة في 14 مواجهة، أي أنه معدل الخسائر لم يتجاوز 10% فقط، وتحول الأداء في عهده إلى الجانب الهجومي والسيطرة على الكرة بعيداً عن طابع التنظيم الدفاعي، والمرتدات الذي ساد في فترة ما قبل قدوم زيدان.
عدد اليوم
