أمهات في الرعاية المركزة يهربن بأطفالهن طلباً للنجاة

عاشت أمهات الأطفال المحجوزين بقسم الرعاية المركزة بمستشفى صـقر برأس الخيمة ساعات من الرعب بعد منتصف ليلة أمس الأول بعد اندلاع الحريق في الطابق الخامس والذي أتى على قسم الأطفال حديثي الولادة· وبمجرد أن تسربت رائحة الدخان إلى القسم هرعت الأمهات المرافقات للأطفال إلى الطوابق الدنيا قبل أن تأمرهن إدارة المستشفى بسرعة المغادرة خوفاً من انتقال النيران إلى بقية الطوابق· ولم تنتظر الأمهات الأوامر وهرعن بأطفالهن إلى الخارج وحملت إحداهن طفلتها التي تبلغ من العمر 4 أشهر إلى المنزل مباشرة قبل أن تعود بها إلى المستشفى في الصباح· وقالت مريم سيف والدة الطفل محمد سالم الذي يبلغ من العمر شهرين فقط جئت إلى المستشفى قبل أربعة أيام بصحبة طفلي الذي يعاني من التهاب رئوي حاد· وفي الساعة الواحدة والنصف صحوت من النوم بعدما شعرت باختناق شديد نتيجة تجمع الدخان في ممر العنبر والغرف وفي الحال ذهبت إلى غرفة العناية حيث كان طفلي على جهاز التنفس الصناعي وشعرت بالخطر عندما أبلغنا الطبيب أن هناك حريقا شب في الطابق العلوي، ورغم محاولاته لتهدئتنا إلا أنني في ثوان محدودة حملت طفلي ونزلت على السلالم إلى الطابق الأرضي وعلى الفور اتصلت بوالده وأبلغته بما يحدث فجاء بعد دقائق إلى المستشفى · ساعات بالشارع أما والدة الطفلة سلامة محمد عبدالله والتي تبلغ من العمر ثمانية أشهر فقالت عندما أمرنا الأطباء بالخروج من القسم والتوجه نحو فناء المستشفى لم أكن أعلم بما يحدث، وعندما شممت رائحة الدخان كدت أموت هلعاً على طفلتي التي تعاني مشاكل في التنفس ولم أنتظر كثيراً فخرجت مع طفلتي خارج المستشفى وحضر الأهل وبقينا داخل سيارتنا حوالي ساعتين حتى تم نقــــلنا إلى مســــتشفى رأس الخيمة وبقينا هناك حتى الساعة العاشرة صباحاً بعدها عدنا إلى مستشفى صقر بعد تهوية الغرف والتأكد من أن جميع الأجهزة تعمل وأن أطفالنا في أمان· ووقفت والدة الطفلة طيف عبدالله التي تبلغ من العمر ستة أشهر مع الأهالي والمرضى الذين تجمعوا في فناء المستشفى وقالت صحوت مفزوعة بينما كانت طفلتي بالقسم وفجأة سمعنا الأطباء يقولون إن هناك حريقاً شب في الطابق العلوي ·· خفنا من تعطل المصاعد أثناء النزول، وكانت كل الأمهات المرافقات لأطفالهن بالقسم وعددهن 10 أمهات يحملن أطفالهن ويحاولن الفرار من الخطر وتجمعنا في فناء المستشفى لكن ظل الرعب يطاردنا حيث كنا نخاف من انفجار أنابيب الغاز والأجهزة وعندما حضر زوجي جلسنا داخل السيارة، وحدث كل ذلك بينما كانت طفلتي تغط في نوم عميق بعد جلسة البخار التي حصلت عليها قبل ساعة من اندلاع الحريق· أما الطفل راشد علي الذي دخل إلى المستشفى في حادث أدى إلى إصابته بنزيف في المخ فكان مع والدته في الغرفة وقت اندلاع الحريق وقال بمجرد أن شممنا رائحة الدخان نزلنا حتى قبل أن يطالبنا أحد بالمغادرة· هربت إلى المنزل والدة الطفلة سارة سعيد التي تبلغ من العمر أربعة أشهر هربت إلى المنزل مباشرة وقالت لم أكن أدري ماذا أفعل ، كان خوفي على ابنتي بلا حدود حيث أنها تعاني كما يعاني معظم أطفال القسم من صعوبة في التنفس نتيجة الالتهاب الرئوي· قسم العظام وتختلف الصورة في قسم العظام الذي يقع في الطابق الثالث عنها في الطابق الرابع لكن صعوبة حركة نزلاء القسم زادت من ورطة المرضى الذين يعانون من كسور في أماكن متعددة· ويقول خليفة عبيد الذي يبلغ من العمر 65 عاماً دخلت المستشفى بسبب آلام في العمود الفقري مساء الجمعة الماضي ووقت الحريق عانينا من صعوبات كبيرة في الخروج من المستشفى بسبب الزحام وصعوبة الحركة· ولم يخبر خليفة أبناءه بما حدث بعد أن نقلونا إلى خارج المستشفى وعدنا اليوم وأخبرني الأطباء بأن مفتاح السيارة والهاتف وكل أوراقي تحفظت عليها الشرطة خوفاً من ضياعها· لكن سيد محمد إبراهيم المصاب بكسر في العمود الفقري والذي يرقد في المستشفى منذ أسبوعين فقد حمله صديقه عصام عبدالنبي بعد أن شعرا برائحة الدخان تنبعث من الطوابق العليا وخرجا إلى فناء المستشفى· ويقول سيد إن بعض المرضى بالقسم خرجوا إلى فناء المستشفى بعد أن نقلهم الممرضون على الكراسي· و قالت هيبة صالح الممرضة بقسم الأطفال التي استدعتها إدارة المستشفى في الساعة الثانية من صباح أمس لتقديم الاسعافات للمرضى إن الإدارة تصرفت بسرعة وتم نقل المرضى إلى مستشفى عبيد الله ورأس الخيمة ورافقت المربيات المرضى حتى وصولهم إلى المستشفيات وبقين معهم·