الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ندين تحسين: نجاحي ونجوميتي وراء حجب الأدوار عني!

ندين تحسين: نجاحي ونجوميتي وراء حجب الأدوار عني!
23 ابريل 2010 20:35
وجه بريء، وذو ملامح طيبة، يعكس روحاً شفافة ونفسية صافية. هذا ما يميز الفنانة الشابة ندين تحسين بك التي دخلت ميدان الفن وهي في الحادية عشرة من عمرها، متسلحة بمواهبها المتعددة في التمثيل والغناء والرقص. لكن الطفلة الموهوبة كبرت، والفنانة الشابة تقدمت بعد عشرات الأعمال، لتصبح في مصاف نجمات الدراما السورية الأوائل، ولتضطلع بجدارة بدور البطولة في عدة أعمال هامة، وقد وصفها الفنان عباس النوري بفاتن حمامة الشاشة السورية، في حين وصفها آخرون بـ “ماجدة” النجمة المصرية المعروفة في الزمن الجميل للسينما المصرية. بدايات ونجاحات بدأت مع المخرج هشام شربتجي الذي وثق بمواهبها وقدراتها التمثيلية، فأتاح لها فرصاً ثمينة كانت جديرة بها، لكن المخرج نجدت أنزور حقق لها حلمها بدور البطولة في “الحور العين”، ورغم أنها كادت ألا تصدق أنه يعرض عليها دور البطولة لعمل هام، فقد كانت جديرة بهذا الدور وأجادت فيه، أما شوقي الماجري فقد اختارها لدور مميز في مسلسل “الاجتياح”، وقدمت من خلاله شخصية الفتاة الفلسطينية التي تعاني من الحصار والقمع الإسرائيلي. وبرزت ندين في عدد من الأعمال الفنية السورية الهامة في الموسم الماضي، فشاركت في مسلسل “قلبي معكم”، وفي “زمن العار” مع رشا شربتجي، حيث تركت بصمات واضحة، بعد أن استفزت رشا إمكانياتها وجعلتها تتفوق على نفسها. هروب وقيود عائلية في هذا الموسم تشارك ندين في مسلسل “الهروب” لرامي الطويل وإخراج ثائر موسى، حيث تلعب شخصية فتاة بريئة وبسيطة ترتبط ارتباطاً عقلانياً وواقعياً وبعيداً عن العاطفة بشاب تخطط أن تعيش معه حياتها، لكنها تكتشف بعد فترة أنه ليس الشخص المناسب الذي يستطيع أن يملأ عالمها، فتنهي علاقة الارتباط به، ويسوقها قدرها إلى أن تقع في قصة حب رومانسية، حيث تتعرف إلى مديرها في العمل، وهو يكبرها في العمر، لكنها ورغم عقلانيتها، تندفع مع عاطفتها وحبها للحياة، وتجد سعادة الحب مع شخص المدير، لتنتصر الرومانسية على كل تحفظات العقلانية. وفي مسلسل “قيود عائلية” تأليف يارا صبري وريما فليحان وإخراج ماهر صليبي، والذي تنتجه الفنانة لورا أبو أسعد، تجسد ندين شخصية مختلفة عن شخصيتها في “الهروب”، فهي تلعب هنا دور عاشقة لمدينة دمشق القديمة، ومن خلال عملها كمصورة تلفزيونية تعد الريبورتاجات عن دمشق وأماكنها التاريخية والأثرية، وتنظر إليها من زاوية العشق، وتصر على أن تبقى على وضعها القديم، بعيداً عن تأثير التطورات المعاصرة، ومع نضوجها الفكري، تؤسس جمعية تدعو لترميم المدينة القديمة، والحفاظ على خصوصيتها التاريخية والأثرية، وتظهر شخصية ندين في هذا العمل على خلفية الخوض في تفاصيل الحياة اليومية واتجاهات الريح فيها، وكأنها تطرح سؤالاً مهماً عن الهوية وكيفية المحافظة عليها. النجمات غائبات؟! يبدو أن صعود ندين إلى صف النجمات وقيامها بدور البطولة، قد جعل بعض المخرجين يترددون في اختيارها لأدوار جديدة، فهي تستغرب أنها في هذا الموسم، وباستثناء الدورين اللذين تقوم بهما، لم تتلق أي عرض للمشاركة في أي من المسلسلات السورية الكثيرة التي يجري تصويرها، أو تلك التي يتم الإعداد لها، وتلاحظ أنها مع نظيرات لها حققن نجاحات كبيرة، ويشكلن علامات مميزة في الدراما السورية يجلسن بانتظار عروض لا تأتي في هذا الموسم!. وهذه الظاهرة الجديدة في الدراما التلفزيونية السورية لا تنسحب على ندين وحدها، بل تشمل عددا من النجمات الأخريات، إذ أن المسلسل السوري، ومن وجهة نظر المنتجين، لم يعد يتحمل وجود عدد من النجوم فيه، نظراً لارتفاع أجور نجوم الصف الأول، وانعكاس ذلك على بقية الممثلين، ولاسيما الشباب منهم، حيث تنخفض أجورهم بشكل غير معقول، وبذلك فإن الدراما التلفزيونية السورية تسير في ذات الطريق الذي تسلكه نظيرتها المصرية، حيث يحصل النجم على أجر كبير يكتسح ميزانية العمل، ولا يبقى منها إلا القليل للممثلات والممثلين الشباب المشاركين فيه. ولهذا السبب فإن ندين تدعم بقوة دخول الفنانين مجال الإنتاج، كما فعلت الفنانة لورا أبو أسعد، وهي اختارت أن تشارك في المسلسل الذي تنتجه دون أن تحدد أجراً لدورها، على سبيل الدعم والمساندة. للنجاح ضريبة، لكن آخر ما تفكر فيه ندين أن يكون نجاحها ونجوميتها سبباً في حجب الأدوار عنها، ولو مؤقتاً، وهو ما يؤلمها، ولاسيما أنها في عملها الفني تركز على نوعية الدور، لا على عدد المشاهد، وترى أن الأهمية لا تكمن في قيامها بدور البطولة، بل بدور مؤثر ذي فعالية، وهي على استعداد للمشاركة في عدد قليل من المشاهد، إذا كانت مهمة وتحمل رسالة، ولم تشترط يوماً أن تكون بطلة العمل، لأن هذا هو قرار المخرجين ومن ورائهم المنتجون، وبالتالي فلا يمكن لهؤلاء أن يحملوها مسؤولية نجاحها، ليحجبوا عنها أدواراً يمكن أن تسعد بتجسيدها، وأن تحقق من خلالها بصمات جديدة. تحب ندين الأعمال الاجتماعية بقوة، وتجد في الميلودراما ملعبها المفضل، كما تميل إلى الأعمال الاستعراضية، لكن الدراما التلفزيونية السورية تفتقدها مع الأسف. وبرغم إحباطها من المخرجين وشركات الإنتاج، فإنها تبدو مطمئنة للمستقبل وواثقة به، ومع اعترافها بأنها رومانسية جداً، فإنها لا تخفي ميلها أحياناً إلى الابتعاد عن الناس، والانطواء على نفسها لتنعم بالهدوء، وتبتعد عن الضجيج، ويظل وجهها المعبر عن البراءة يشع بابتسامة الثقة والأمل.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©