شركات أميركية تغادر بريطانيا بسبب الضرائب

تدرس شركة ماكدونالدز عملاقة الوجبات السريعة العالمية نقل مقرها الرئيسي في أوروبا من لندن إلى جنيف في وقت لاحق من هذا العام الجاري، لتنضم إلى قائمة الشركات الأميركية المغادرة للمملكة المتحدة بسبب الضرائب. وبذلك سوف ينتقل كبار التنفيذيين في الشركة بمن فيهم دينيس هينكوين رئيس العمليات الأوروبية في شركة ماكدونالدز لكي يتخذوا من سويسرا مقراً لهم، وهذه الشركة الأميركية التي افتتحت أول مطعم لها في لندن في عام 1974، آثرت فيما يبدو اللحاق بكبريات المؤسسات والشركات الأميركية الأخرى التي أصبحت مقراتها الأوروبية الرئيسية في سويسرا، بما في ذلك شركات كرافت وكولجيت وبالموليف بالإضافة إلى مؤسسات بروكتور آند جامبل وياهو. فيما فضلت مؤسسة جوجل عملاقة محركات البحث في الإنترنت الانتقال إلى زيوريخ كمقر رئيسي لعملياتها على الرغم من أن لديها مكتباً كبيراً في العاصمة البريطانية. وإلى ذلك فقد ذكرت شركة ماكدونالدز أن الخطوة «تهدف إلى مساعدتها على تنفيذ خطة إدارية استراتيجية تختص بأهم حقوق الملكية الفكرية الدولية بما في ذلك عمليات الترخيص لهذه الحقوق بالنسبة للتوكيلات الأوروبية من داخل الأراضي السويسرية». وشددت الشركة من جانبها على أنها تتوقع أن يصبح معدل الضريبة المفروض عليها بنسبة تتراوح ما بين 29 و31 في المئة. ويذكر أن التعديلات التي تم إجراؤها على ضريبة الأرباح الأجنبية والمرتبطة بحقوق الملكية الفكرية مثل الاختراعات والماركات التجارية والتي أعلن عنها في الميزانية البريطانية لهذا العام أجبرت شركة انفورما المتخصصة في شؤون الطباعة والنشر على نقل مقر إقامتها إلى سويسرا في وقت مبكر من هذا العام. وذكرت الشركة أن بقاءها في بريطانيا كان يعني أنها سوف تضطر في نهاية المطاف إلى الدفع مرتين بسبب الضريبة البريطانية المفروضة أيضاً على عائدات حقوق الملكية الفكرية في الخارج. بل إن هنالك العديد من الشركات البريطانية التي ترعرعت محلياً أصبحت ترفع راية العصيان مؤخراً وتتجه إلى البحث عن أنظمة ضريبية أفضل في الخارج. وتضم هذه القائمة شركة ريجوس المزودة للمعدات والأثاثات المكتبية التي انتقلت إلى لوكمسبورج، وهنالك شركة دبليو بي بي العملاقة في مجال الدعاية والإعلانات وشركة شاير المتخصصة في صناعة العقاقير والصيدلة التي آثرت كل منهما نقل مقرها الرئيسي إلى إيرلندا، وكذلك شركة بريت انشورانس للتأمين التي تخطط للانتقال إلى هولندا، أما شركة هيندرسون للاستثمارات فقد فضلت تأسيس فرع لها في إيرلندا من أجل تقليل مستحقاتها الضريبية، وبالعودة إلى ماكدونالدز فإن أعمالها التجارية البريطانية سوف تستمر إدارتها من العاصمة لندن تحت رئاسة التنفيذي ستيف ايستربروك. علماً بأن الأعمال التجارية الأوروبية للشركة شهدت نمواً متسارعاً في الآونة الأخيرة وبأكثر مما حققته عملياتها الرئيسية في الولايات المتحدة الأميركية قبل أن تصبح هذه العمليات حالياً، الأكبر من ناحية المبيعات الإقليمية. إذ يشار إلى أن مبيعات ماكدونالدز في أوروبا قفزت بمعدل 7.6 في المئة مقارنة بارتفاع لا يزيد على 2.8 في المئة في الولايات المتحدة الأميركية. عن «ديلي تليجراف» اللندنية