الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ضعف الوازع الديني والبعد عن سماحة الإسلام وراء ظهور التوجهات «اللادينية»

15 مارس 2014 22:49
انتشرت في الآونة الاخيرة بعض الحركات اللادينية في الخليج، التي بدأت تخرج إلى العلن وتحث الآخرين على الدخول في عالم الإلحاد، أغلب المنخرطين في هذه الجماعات من فئة الشباب وبعض الديناصورات الشيوعية والماركسية الذين تأثروا بهم ووصل بهم الأمر إلى الإلحاد. تعريف اللادينية هي: اتجاه فكري يرفض مرجعية الدين في حياة الإنسان، ويؤمن بحق الإنسان في رسم حاضره ومستقبله، واختيار مصيره بنفسه دون وصاية دين أو الالتزام بشريعة دينية. دعونا نقف أولاً على أسباب انطلاق مثل هذه الحركات قبل التهجم عليهم وتكفيرهم، لماذا ينخرط بعض الشباب في مثل هذه الحركات وهم مسلمون وأبناء مسلمين؟. ما الذي دفعهم للمشي عكس التيار ويحاربون مجتمعاتهم؟ من السبب؟ اللادينية أو الإلحاد موضوع ليس بجديد على العالم العربي، بعد الفتوحات الإسلامية واختلاط المسلمين مع الروم واليونانيين والهندوس دخلت أفكاراً فلسفية كثيرة، أكثر الجماعات التي تأثرت كانوا المفكرين العرب والمتصوفة الذين تأثروا بالأمور الروحانية والعلمية ومزجوا الدين بالفلسفة واتبعوا الأساطير الوثنية عن الرومان واليونان وغرقوا في الفلسفة حتى ابتدعوا مذاهب جديدة مثل وحدة الوجود لابن عربي في سنة 560 هـ. كما خرجت حركات عقلانية تتهم الإسلام بتهميش العمل وفرض أقوال من الماضي، ومن أقرب الجماعات للعقلانيين هم المعتزلة. الإلحاد خرج بشكل علني بين المسلمين في مصر سنة 1928 م، وهذه الجماعة كانت متأثرة بالماركسية، وكانوا أتباع الشيوعية، وتأثروا بالكتب الفلسفية لفولتير وهربرت سبنسر، وأغلب كتبهم في الفلسفة وعلم النفس، وللعلم أغلبهم تابوا ورجعوا إلى الصواب بعد الإلحاد. وفي عصرنا خرج بعض الشباب علينا وهم يحملون فكر الإلحاد، ويميل بعضهم إلي الليبرالية والماركسية القديمة، ويعتبرون الدين وسيلة للسيطرة على عقول البشر، وكانت نظرية الملحدين الذين خرجوا على ظلم الكنيسة. أول هذه الأسباب ضعف الوازع الديني وعدم القراءة والتفقه في الدين، وابتعادنا عن حقيقة الإسلام وسماحته، والتأثر بشخصيات متشددة دينيا تنفرهم من الدين واختلاط الأجيال مع ثقافات وحضارات متعددة الفلسفات من شيوعية وليبرالية. وكذلك البعثات الخارجية واختلاط الطلاب مع مدرسين وطلاب يحملون الفكر الإلحادي، وغياب تعليم فعال يساهم في زرع الثقافة الإسلامية بشكل صحيح. والأهم عدم وجود تواصل مع هذه الفئة ومعرفة سبب ابتعادها عن المجتمع، هل هو الكبت الديني أو المجتمع أو العائلة. بعضهم يعاني من التفكك الأسري، وبعضهم يعاني من الاضطهاد المجتمعي، والبعض يعاني من نقص واختلال في الشخصية، السؤال هل يمكن معالجة هذه الحالات؟ أو يجب قتلهم وقطع رؤوسهم وتكفيرهم قبل معرفة الداء ومعالجته بالدواء المناسب! يجب على الدعاة إيجاد طرق للتواصل مع هذه الفئة، وليست هذه الفئة فقط إنما الأجيال الحديثة بأسرها فطرق التواصل معهم عقيمة، ويجب تجديد الخطاب الديني بطريقة تتوافق مع عقولهم وثقافتهم، ليس المطلوب منا تغيير الدين أو التنازل عن أي كلمة في الدين لأجل إرضائهم، ولكن استحداث طرق توصيل العلوم الإسلامية بأساليب حديثة ومعاصرة دون المساس بثوابتنا وأصول ديننا الحنيف. يجب أن تكون الدعوة بالموعظة والكلام الحسن لا بالتهديد والوعيد فقط (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ). فديننا دين سلام وتسامح ويجب على الدعاة النصح لهم بالكلام اللين، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يفرح بهداية أى شخص أكثر من كفرهم، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (فوالله لأن يهدي اللَّه بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم). الرد ليس موجها ً لأحد، ولكن لفئة جديدة من الشباب انجرفوا مع التيار، لأنهم لم يجدوا من يحتويهم ويتداركهم قبل يغرقوا في بحر الضياع، كل ما يحتاجونه هؤلاء الشباب عقول تسمع لهم وتناقشهم بكل هدوء وتأخد بيدهم إلى بر الأمان. الكاتب: القلم الإماراتي المنبر الإماراتي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©