السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الهروب الكبير..!

الهروب الكبير..!
15 يوليو 2009 00:47
في الموسم السياحي الصيفي هذا العام، كانت هناك حالة من التفاؤل المفرط فيما يخص السياحة الخليجية..فظروف هذا العام ربما لن تتكرر..أعداد كبيرة من السياح الخليجيين لم يسافروا إلى أوروبا أو أستراليا أو آسيا كما اعتادوا كل عام، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي تواجه أول مواسمها الصيفية. كان من المتوقع أن تحصل الإمارات على نصيب الأسد هذا العام من السياحة الخليجية، نظراً لتوافر كل المقومات والعوامل التي تجعل السائح الخليجي يجد في الإمارات ضالته السياحية، خاصة مع وجود المهرجانات والاحتفالات والتخفيضات وغيرها من عوامل الإغراء في دبي وأبوظبي والشارقة..ولكن واقع الحال يقول عكس ذلك تماماً..! فوجئت الفنادق وشركات السياحة والطيران، بضعف الإقبال السياحي الخليجي بشكل كبير، يخالف كل التوقعات، والسبب هو كل ما سبق وقلناه وحذرنا منه. لا يزال شبح الأسعار المرتفعة للفنادق والأماكن السياحية يطارد السائح، لم ينس السائح ذلك الانطباع القديم بأن أسعار السياحة في الإمارات مرتفعة، وأن الرحلة إليها تحتاج إلى ميزانية ضخمة. فهذه الصورة الانطباعية لا تزال عالقة في ذهن الأشقاء الخليجيين، رغم كل ما ينشر ويقال ويذاع ويبث عن انخفاض أسعار الفنادق والخدمات السياحية، وهذا طبيعي ومنطقي، فلا يمكن أن يصدق السائح أن ما كان يحصل عليه بعدة آلاف أصبح بمئات في يوم وليلة. كثيرا ما حذرنا وقلنا وتكلمنا عن أن رفع الأسعار بشكل مبالغ فيه سيكون له تأثير سلبي مستقبلاً، ولكن لم يسمعنا أحد، ولم يصدق أحد. تلك هي النتيجة النهائية، فقد ضاعت فرصة الصيف وربما الشتاء القادم أيضاً إذا لم نتحرك سريعاً..ولابد من العمل بشكل جدي قوي وبتركيز على السوق الخليجي، لإزالة الصور النمطية الانطباعية السابقة، ولتوصيل رسالة للسائح الخليجي بأننا نسعى إليه ونقدم له التسهيلات والخدمات المميزة، فهو السائح الذي تتكالب عليه الوجهات السياحية العالمية، بينما هو إلى جوارنا ونحن الأقرب إليه، ولكننا تسببنا بتصرفاتنا في هذا الهروب الكبير للسياحة الخليجية إلى خارج أسواقنا. وهناك ملاحظة أخرى على هذا الموسم لابد وأن نتداركها أيضاً، فقد انخفضت أسعار الفنادق والرحلات السياحية نتيجة الرقابة والتفهم والتعاون بين الجهات المختلفة، ولكن هناك من يغرد خارج السرب، وهي المطاعم التي كانت في وادٍ آخر، ورفعت أسعارها بشكل مبالغ فيه، وكأنها تريد تعويض خسائرها الشخصية، ولكن على حساب المنظومة ككل، وهي نفس الطريقة التي كانت تتبعها الفنادق سابقاً، والتي أدت إلى الوضع الحالي. ومع هذا الوضع المحتدم، والواقع المرير..نعيد كلامنا القديم مرة أخرى بأن الحل الوحيد هو الرقابة وتحديد الأسعار العادلة للطرفين، ومراقبة الخدمات، فلابد وأن نتعلم من الأخطاء السابقة، ومن الوضع الحالي.. إبراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية Email: a_thahli@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©