الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المسلمون الأميركيون... أدوات تحسين الصورة

23 ابريل 2010 20:56
إليكم إعلان وظيفة للمتفوقين والموهوبين فقط، بل هي وظيفة لا تصلح إلا للأفراد النادرين الذين يتمتعون بقدرات تكاد تكون خارقة لحل وتفكيك الدوائر المتقاطعة والمتشعبة، التي توجد في العقلية الأميركية؛ ذلك أن "المجلس الإسلامي للشؤون العامة" يبحث هذه الأيام عن "مرشحين يتمتعون بالطاقة والنشاط" لشغل منصب مسؤول التواصل. ولا أخفي عليكم كم أتمنى أن تتاح لي فرصة التنصت على المقابلات التي ستتم مع المتقدمين لهذه الوظيفة. "ما هي في نظرك أفضل مقاربة لتصحيح التصورات الخاطئة والتعصب الأعمى تجاه المسلمين، والذي لا يقابَل بأي طعن أو تحد تقريباً في الولايات المتحدة؟" أجل، يعترف "هاريس تارن"، وهو مدير في مكتب المجلس في واشنطن، أن المسلمين الأميركيين يحتاجون إلى شخص شبيه بالصحفي الأميركي الشهير "والتر كرونكايت"، فهم في أمس الحاجة إلى متحدث يتمتع بالمصداقية من أجل تبديد مخاوف مواطنيهم المرتابين والمتوجسين وتعليمهم وتوعيتهم. فعلى الرغم من أنهم ينددون دائماً بالأعمال الإرهابية، يجد المسلمون الأميركيون أن التهمة الأولى التي توجه لهم، هي أنهم لا ينددون بالإرهاب. ولكن، مثلما يوضح "تارن" وآخرون، فإن المسلمين في الولايات المتحدة لا يسيطرون على الطريقة التي تروى بها قصته؛ ويتركون في أحيان كثيرة فراغاً يسده أولئك الذين ينظرون إلى المسلمين كمشتبه فيهم، وعلى أنهم مناوئون للمسحيين أولاً وأخيراً. ولذلك، يتعين على المسلمين أن يخلقوا صورة إيجابية أكثر في الذهنية الجماعية، ولعل أفضل طريقة للقيام بذلك هي الإشارة على نحو أكثر فعالية إلى من يكونون، بدلاً من وقوفهم موقفاً دفاعياً. ولكن ما الذي يواجهه المسلمون الأميركيون؟ لنتأمل هذا الإعلان الغريب الذين نشرته مؤخرا كنيسة معمدانية في "سينت كلاود" بولاية مينيسوتا في إحدى الصحف المحلية. جاء نص الإعلان تحت العنوان التالي: "هل يشكل الدين الإسلامي تهديدا لأميركا؟". ومن بين أمور أخرى تنم عن الغباء، حذر الإعلان من أنه في غضون ثلاثين عاماً سيصبح عدد السكان المسلمين الأميركيين 50 مليون نسمة. ولكن، بالله عليكم كيف لمجموعة دينية من السكان يبلغ تعدادها 2.35 مليون نسمة اليوم أن تحقق هذا الإنجاز الديمجرافي؟ الجواب: من خلال "الهجرة، والتكاثر، والتعليم، والحكومة، ودعم أجندة المثليين"، كما يزعم الإعلان. ولكن، لماذا تهتم كاتبة عمود مسيحية مولودة في أميركا بأن يحصل المسلمون الأميركيون على محاكمة عادلة؟ ولماذا يرغب كل غير المسلمين من ذوي النوايا الحسنة في الشيء نفسه؟ الأمر بسيط، ذلك أن الأقليات التي تتعرض للهجوم تحتاج إلى حلفاء من الأغلبية الأكبر؛ وعندما يقوم أفراد من التيار الغالب بتقديم المساعدة، فإنهم بذلك يقوون ويمتنون الوشائج الاجتماعية، التي تساعد على دفع هذه الأقليات إلى المشاركة في المجتمع. بعبارة أخرى، أعتقد أن الحفاظ على الولايات المتحدة آمنة ومحمية من المتطرفين الإسلاميين يقتضي مساعدة وتعاون المسلمين الأميركيين الوطنيين. ولكن قد تتساءلون: ما هو هذا المجلس الإسلامي للشؤون العامة؟ من بين أمور مفيدة أخرى، نشر هذا المجلس ما قد يكون أكثر شرح شمولية قرأته في حياتي حول كيف يصبح بعض المسلمين متطرفين؛ ولكنني أكاد أجزم أن قلة قليلة من الناس فقط يعلمون بوجود الوثيقة التي صدرت في 2009 وتناقش "سوق الشهداء". الوثيقة التي تحمل عنوان "مد الجسور لتقوية أميركا" يمكن الاطلاع عليها في موقع المجلس على شبكة الإنترنت www.mpac.org. والواقع أن العديد من الأميركيين يعتقدون أن المسلمين غير قادرين وغير راغبين في الاندماج -وهي تهمة وُجهت من قبل إلى كل مجموعة مهاجرة غير أنجلوساكسونية، ومن ذلك الإيرلنديون والألمان واليهود، في مرحلة ما من تاريخ الولايات المتحدة. والحق أن المسلمين الشباب من بين الفئات الأقل ميلا إلى تسجيل أنفسهم في اللوائح الانتخابية من أجل التصويت، مثلما وجد استطلاع للرأي أجرته مؤسسة جالوب عام 2008. ومع ذلك، يقول "تارن" مفسراً: "إننا مازلنا في مرحلة الطفولة بالنسبة للانخراط السياسي والمجتمعي؛ والحال أننا مطالَبون بأن ننجز في 30 عاماً ما أنجزته مجموعات أخرى في 150 عاما". وعلى الرغم من أنهم يشكلون مجموعة مهاجرة في معظمها، إلا أن "مركز بيو للبحوث" وجد في استطلاع للرأي أن معظم المسلمين يعتقدون أن عليهم أن يتبنوا العادات والتقاليد الأميركية ولا يرون تعارضاً بين الإسلام والعيش في مجتمع حداثي. كما وجد الاستطلاع أن الأميركيين المسلمين يعدون الأكثر تنوعاً عرقياً مقارنة مع أي مجموعة دينية في الولايات المتحدة، وأن النساء المسلمات الأميركيات يأتين في المرتبة الثانية بعد الأميركيات اليهوديات من حيث التحصيل الدراسي. والواقع أنني أقرأ كثيراً عن المواضيع ذات الصلة بالهجرة والمهاجرين، ولكنني لم أسمع أبداً بأي من تلك الإحصائيات من قبل ؛ إنها حقائق تستحق أن تُستغل في حملة لتحسين صورة مسلمي أميركا! ماري سانشيز - صحفية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم سي تي إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©