سليمان يبدأ غداً الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة

تسلم الرئيس اللبناني الجديد ميشال سليمان مقاليد الحكم أمس بدخوله القصر الرئاسي بعد فراغ استمر ستة اشهر، بينما بدأت الأكثرية النيابية مشاوراتها لتحديد مرشحها لرئاسة الحكومة المقبلة· ويتوقع أن يختار زعيم تيار المستقبل النائب سعد الحريري أو رئيس الحكومة المستقيلة فؤاد السنيورة· ويبدأ سليمان غدا الاربعاء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الوزراء المقبل بموجب المادة 53 من الدستور اللبناني· ووصل سليمان الى القصر الجمهوري في بعبدا ليتولى مهماته لولاية من ست سنوات تنتهي في 24 مايو ·2014 وسار سليمان على بساط احمر امتد على الطريق الفرعية المؤدية الى القصر مستعرضا الحرس الجمهوري الذي عزف النشيد الوطني ولحن التعظيم· واطلقت مدفعية الجيش 21 طلقة ايذانا بتسلم الرئيس مهماته، فيما كان العلم اللبناني يرتفع مجددا على السارية· واستقبل موظفو القصر وعدد كبير من الاعلاميين الرئيس الذي دخل الصالون وجلس على كرسي الرئاسة· ولم يشهد القصر الجمهوري تسليما وتسلما بين السلف والخلف جراء شغور سدة الرئاسة الاولى منذ 24 نوفمبر الفائت مع انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود· ولاحقا، أورد بيان صدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية ان سليمان ''سيجري الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة الذي سيكلف تشكيل الحكومة الجديدة يوم الاربعاء 28 مايو في قصر بعبدا وفقا لتوقيت يحدد في حينه''· وشكل موضوع تشكيل الحكومة الاولى في العهد الجديد محور الحركة السياسية اللبنانية خلال الساعات التي أعقبت ''احتفالية'' انتخاب سليمان· وبقي منصب رئاسة الحكومة يتأرجح بين السنيورة والحريري، مع أرجحية للاخير، حيث إن مشاورات ستجري خلال الساعات المقبلة بين قيادات 14 مارس لاتخاذ القرار في هذا الشأن· وأوضح وزير الاتصالات مروان حمادة في هذا الإطار، أن مسألة تسمية رئيس الحكومة تعود الى كتلة ''المستقبل'' بشكل اساسي لأنها هي المعنية المباشرة بذلك، مشيراً الى ان الامور ستنجلي خلال الساعات المقبلة· واشار الى انه اثناء ''لقاء الحوار اللبناني'' في الدوحة، بحث الامر مع النائب الحريري الذي أكد في حينه أن الأكثرية هي التي تقرر وتوقع أن تكون الحكومة الجديدة هي حكومة إعداد للانتخابات المقبلة· أما عضو كتلة ''المستقبل'' النائب محمد قباني، فأكد من جانبه إلى أن قوى 14 مارس ستتشاور خلال الساعات المقبلة من اجل حسم مرشحها لرئاسة الحكومة، مشيراً الى ان لبنان دخل مرحلة جديدة تستوجب لقاء الفرقاء كافة من اجل تسهيل التقدم نحو المستقبل· وتمنى رئيس الحكومة السابق عمر كرامي أن تؤلف الحكومة الجديدة بأسرع ما يمكن لتنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الدوحة وإرساء الاستقرار، وقال: ''نحن نطمح إلى أن يقر قانون الانتخاب سريعاً لتهيئة الاجواء لإجراء الانتخابات لأنها ستؤمن إعادة تشكيل السلطة في لبنان''· وامل النائب بطرس حرب أن يتمكن الرئيس سليمان من تشكيل حكومة قادرة على العمل كفريق عمل متجانس وقادر على مواكبة طروحاته المعتدلة والوطنية والقادرة على جمع مواقف الاطراف· وأكدت مصادر المعارضة لـ''الاتحاد'' أن الاتفاق على تشكيلة الحكومة الجديدة لن ينتهي قبل الاسبوع المقبل، وأن الاتفاق على النسب بين الموالاة والمعارضة ورئيس الجمهورية لن يحول دون حصول بعض الخلافات حول كيفية توزيع الحقائب الوزارية ولاسيما السيادية بين الاطراف الثلاثة وحتى ضمن الطرف الواحد· وأجمعت الغالبية والمعارضة على أن خطاب القسم الذي ألقاه بعيد انتخابه اتسم بـ ''الواقعية والتوازن''· وقال النائب في الاكثرية انطوان زهرا إن خطاب القسم ''اتسم بالشمولية والواقعية والتوازن وهو يؤسس لبناء الدولة التي نطمح اليها جميعا''· واضاف زهرا الذي ينتمي الى كتلة حزب القوات اللبنانية أن الرئيس سليمان ''تطرق في خطابه الى موضوعات لم يتجرأ أحد على التطرق اليها، وفي طليعتها موضوع الاستراتيجية الدفاعية للدولة وعدم استخدام السلاح في الداخل وإقامة علاقات دبلوماسية مع سوريا''· وقال النائب المعارض سليم عون ''لفتني تطابق خطاب الرئيس سليمان في جزء كبير من نقاطه مع برنامج التيار الوطني الحر'' الذي يترأسه ميشال عون· ومن ضمن هذه النقاط، ركز عون على ''الاستراتيجية الدفاعية والعلاقات مع سوريا وارساء التوافق الوطني''· واكد ''اننا في كتلتنا النيابية سنكون الى جانب الرئيس سليمان مئة في المئة وسندعمه بكل الوسائل لان تطلعاته تنسجم مع تطلعاتنا''· بدوره، اعتبر النائب المعارض حسن يعقوب ان ''التوازن الذي كان بارزا في خطاب الرئيس الجديد يعكس التوازن الذي تميز به سلوك العماد سليمان في العامين الاخيرين كقائد للجيش''· واضاف ''لقد تحدث الرئيس سليمان عن امور اساسية، وهذا يؤكد أن المشكلة وتوصيفها واضحان في ذهنه، ونتمنى ان يصار الى التعامل معه بحكمة وباسلوب يوصل الى افضل ما نتمنى''· ورأى النائب في الاكثرية مصباح الاحدب في حديث متلفز أن ''الخطاب مريح جدا كونه أخذ هواجس اللبنانيين في الاعتبار''، مضيفا أنه ''يبعث على التفاؤل بسبب الجرأة التي أظهرها''·