الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«توك توك لندن» يقاسم المركبات السوداء لقمة العيش

«توك توك لندن» يقاسم المركبات السوداء لقمة العيش
15 يوليو 2009 00:51
قائدو المركبات السوداء في لندن المدموغة بكلمة «تاكسي» متوترون لدرجة الحنق، فهناك من يقاسمهم لقمة عيشهم، ويضيّق عليهم الطريق، إنهم سائقو «الريك شو» المصطلح عليها آسيوياً بإسم «التوك توك». ويمكن ملاحظة هذا الغضب في الإشارات المتذمرة التي تصدر عنهم أو المنبهات التي يطلقونها حين يكون «التوك توك» عابراً في الطريق نفسها. فقبل عامين لم يكن في بريطانيا هذا النوع من المركبات (التي تسير على ثلاث عجلات) بغرض نقل الناس، لكن الفرنسي دومينيك بونيه جلب الفكرة الآسيوية إلى «الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس» وجعل من مدينة برايتون المكتظة بالسياح نقطة لانطلاق مشروعه الذي يصنف على إنه «صديق للبيئة» حيث لا عوادم ملوثة ينفثها في الهواء الطلق، ولا أصوات مزعجة يجرها في ركبه أينما حل. وبدأ بونيه بـ12 مركبة استوردها من الهند، وأضفى عليها بعض التعديلات بغرض جعلها أكثر أمناً وسلامة بإضافة دعامات جانبية لحماية الركاب من السقوط، وتزويدها بأحزمة أمان، وواقيات بلاستيكية اتقاء لهطول المطر الذي يحدث فجأة. ويتسع «التوك توك» لثلاثة أشخاص في حده الأقصى، ويستخدم لنقل الركاب ضمن مسافات قصيرة لا تزيد عن 15 كيلومترا في غاية مداها، كما أن أجوره الزهيدة مقارنة بسيارات الأجرة، مصدر جذب جيد لزائري المدينة الراغبين في توفير كلفة المواصلات، وتجنب التنقل بالحافلات الضخمة التي تجوب شوارع بريطانيا من دون توقف. ويبدو أن بونيه الذي وعد العام الماضي بتسيير «التوك توك» في شوارع لندن هذا العام، قد وفى بوعده، بل وبالغ في الوفاء به، فمركباته الصغيرة تلاحظ بأشكالها المختلفة وألوانها المتعددة بكثرة في شوارع لندن الرئيسية، وتسابق سيارات الأجرة المصبوغة باللون الأسود على اقتناص السياح، خصوصاً المنتمين للطبقة المتوسطة. ويفضل السياح العرب امتطاء ظهر هذه المركبات بغرض خوض تجربة الركوب فيها كنوع من الترفيه، فيما يركبها آخرون لتقليل مصاريف التنقلات خصوصاً في المسافات القصيرة التي يمكن قطعها مشياً على الأقدام، لكن اختصار الوقت أو نقص اللياقة يدفعان بأصحاب هذه الفكرة إلى دفع باوندين ونصف (20 درهماً) والمضي إلى وجهتهم المنشودة، بصحبة «التوك توك»..وهو مبلغ ضئيل جداً، قياساً بـ 40 باوند (280 درهم) يدفعها سائح آخر لسيارة أجرة تقطع به المسافة ذاتها. وفي أجندة بونيه خطط لمد نشاطه ليبلغ مدناً بريطانية أخرى، مثل العاصمة مانشستر وبرمنجهام وأدنبره خلال نهاية العام الحالي أو بداية العام الذي يليه، وبحسب تصريحات صحافية سابقة له فإنه يأمل في التوسع ليصل إلى كل أنحاء أوروبا «لكي نعطي المدن الأوروبية مسحة من مدينة بومباي الهندية». كما أن «التوك توك» وفقاً لمخططات بونيه سيعمل كحافلة عامة، وليس كسيارة أجرة (تاكسي) بحيث يمكن ركوب أشخاص غرباء في وقت واحد..وسوف تتحرك هذه المركبات في المدينة طوال العام، وليس موسم السياحة فقط، يقول بونيه: «أنا واثق من استمرار الطلب على خدمات شبكة النقل الجديدة التي أعمل على تطويرها عندما يوفر التوك توك وسيلة مثالية، خاصة لإنقاذ العملاء من برد الشتاء وأمطاره». ويحصل قائد «التوك توك» على دورة تدريبية لمدة أربعة أيام لتعلم قيادة المركبة «الآسيوية المطورة» وطريقة إصلاح ما تتعرض له من أعطال خفيفة. كما يشترط حصول قائد «التوك توك» على رخصة لقيادة السيارات قبل بدء العمل. على هذه الوسيلة المبتكرة.
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©