حديقة الحيوان في صنعاء.. غابة داخل مدينة

على رابية مطلة جنوب شرق العاصمة اليمنية صنعاء تم إنشاء أول حديقة حيوان هناك في العام 1999، كما تم اختيار المكان بعناية اعتمادا على البيئة المحيطة بالمكان إضافة إلى المساحة الكبيرة الخاصة بالحديقة، إلا أن ذلك المكان يعده الكثير من قاطني صنعاء بعيداً بعض الشيء عن مساكنهم لذا نادرا ما تتم زيارتها، إلا أنه في الأعياد وأيام العطلات الرسمية والصيفية ويوم الجمعة تكثر تلك الزيارات للحديقة، أما باقي أيام الأسبوع فيكثر فيها قدوم السياح الأجانب وطلاب المدارس عبر رحلات مدرسية متنوعة لتنمية قدرات الطلاب على معرفة الأحياء البرية في الطبيعة بعيداً عن رسومات الكتب المدرسية. الهروب من الضجيج يقول الطبيب البيطري عثمان المطري: «إن الناس عند زيارتهم لحديقة الحيوان بصنعاء يحاولون الخروج من بيئة المدينة وضجيجها فقد روعي في تصميم الحديقة أن تكون قريبة من الحياة البرية، وتتيح للحيوانات صورة مصغرة للبيئة التي جلبوا منها، لذا تشكل زيارة الحديقة فرصة جميلة خاصة وأنه تم تشجيرها ووضعت مساحات لراحة الأسر والأطفال، وفيها المقاهي وبعض الألعاب المجانية للأطفال كالأراجيح وغيرها وبعض الكراسي والمظلات ومرافق الاستراحة». من الملاحظ أن اليمنيين يجدون المتعة في هذا المكان الذي يعيدهم إلى جو الريف الطبيعي بعيداً عن دخان عوادم السيارات، لذا يجلبون مايحتاجونه للجلوس طيلة اليوم. يقول المهندس عبدالله الحرارزي: «أعمل في شركة نفطية، وطبيعة عملي تستلزم المكوث في الحقل لمدة شهر كامل يتبعها إجازة لمدة شهر كامل أقضيها في صنعاء مع أسرتي وأطفالي، وأحرص على زيارة حديقة الحيوان هنا معهم تلبية لهم». بينما يقول ناصر المنجشي: «أزور الحديقة كل جمعة نظرا لقربها من المنزل، ففيها خصوصية تميزها عن متنزهات صنعاء عموما. حيث يجد الزائر الحديقة مقسمة إلى عدد من الأقسام منها للحيوانات الأليفة ومنها للحيوانات المفترسة والزواحف، وهناك عدة بحيرات أهمها بحيرة التماسيح التي تحتوي على التماسيح النيلية وبحيرة البجع الجذابة التي تجذب معظم الأطفال هنا في الحديقة، كذلك تواجد الطيور بأنواعها كالصقور والنسور العملاقة والنعام والطواويس وغيرها، وتوجد في جناح الحيوانات المفترسة الفهود العربية والنمور والأسود وغيرها من الحيوانات. وأكثر الحيوانات حظاً في الحديقة القرود التي تلقى رعاية كبيرة من الزوار الذين يتعمدون اللعب معها ومنحها أصناف الأطعمة المختلفة». حيوانات برية يطالب زوار الحديقة أن تحظى بمزيد من الاهتمام، في ذلك تقول هناء الصراري- طالبة جامعية: «أفترض الاهتمام بالزراعة والتشجير أكثر إذ هناك العديد من الأماكن في حديقة الحيوان غير مستغلة جيدا، لو استغلت عبر تشجيرها لأعطت منظرا جميلا للمكان، وكذلك غياب الحملات الدعائية الخاصة بالحديقة»! من جهة أخرى فإن الزائر يجد في الحديقة حيوانات متعددة تتجاوز 400 أغلبها مألوفة في اليمن إذ أن معظمها محلية الموطن.. يشير أحد عاملي الحديقة إلى أنه «تم جلب النمور من مناطق يمنية متعددة منها منطقة «وادعة، وحاشد»، وكذلك جلبت الأسود من «صعدة، وريمة، والحيمة، ووادي بنا، خولان، وآنس». إضافة إلى شراء واستيراد الحيوانات المختلفة من خارج البلاد حيث جلبت التماسيح النيلية من السودان». رعاية خاصة فيما يخص رعاية الحديقة وحيواناتها، تقول إدارة الحديقة: «تحظى الحيوانات هنا برعاية بيطرية خاصة، حيث يتم الفحص اليومي للحيوانات في العيادة البيطرية الخاصة بالحديقة ويتم الاعتناء بجميع الحيوانات كل على حدة، أما بالنسبة للتشجير فنحن نعمد إلى تشجير معظم الأماكن الممكنة في الحديقة إلا أن هناك مساحات فارغة تم تركها بقصد لمشاريع استثمارية جديدة للمرحلة المقبلة». من جهة أخرى تم الاعتماد على الهدايا المقدمة من رئيس الجمهورية والمسؤولين اليمنيين ورؤساء بعض الدول، ففي بداية تدشين الحديقة أهدى الرئيس علي صالح للحديقة أسدين الأول روسي، والثاني سوداني، وهناك أسد من أثيوبيا، وبعض الطواويس والصقور.. كما تسلمت الحديقة حيوانات أخرى من بعض المسؤولين. بينما تضم الحديقة مركزا لتحنيط الحيوانات حيث يتم تحنيط الحيوانات النافقة خصوصا الحيوانات النادرة وعرضها ضمن متحف مفتوح في صالة عرض خاصة في الحديقة، كما تستقبل الحديقة هدايا متنوعة لحيوانات محنطة يتم وضعها في تلك الصالة.