ستوكهولم تستضيف مؤتمر العهد الدولي الثاني حول العراق

يُعقد في الثامن والعشرين من الشهر الجاري بستوكهولم في السويد المؤتمر الثاني لـ''وثيقة العهد الدولي''، والذي يشارك فيه رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ووفد عراقي كبير، إلى جانب ما يقرب من 500 شخصية يمثلون 90 دولة و10 منظمات دولية، أبرزها: البنك الدولي، وصندوق الدعم المالي الدولي، والبنك الإسلامي، وصندوق التنمية العربي· وقدّمت الحكومة العراقية في اجتماع ضم سفراء وممثلي الدول المشاركة في العهد الدولي الخاص بالعراق عقد قبل يومين تقريراً سنوياً لخص ما أنجزته الحكومة خلال عام واحد منذ مايو 2007 ضمن التزاماتها في العهد الدولي وتحضيراً لعقد المؤتمر الثاني الخاص بالعراق في ستوكهولم في 28 من الشهر الجاري· وعرض نائب رئيس الوزراء برهم صالح خلال الاجتماع الذي حضره المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إبراهيم جمبري وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العــــــــراق ستيفان دي ميستورا وممثلو أكثر من ثلاثين دولة منضوية في مؤتمر العهد الدولي الخاص بالعراق تقريراً مفصلاً لخص فيه جهود الحكومة العراقية في إنجاز مسائل سياسية ودمج ومشاركة أوسع في صناعة القرارات وتعزيز الأمن والاستقرار، فضلاً عن فرض القانون وإدخال إصلاحات اقتصادية، وتوفير دخل أعلى للعراقيين، وإقرار عدد من القوانين والتشريعات المهمة· وتضمن التقرير خطاباً لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، ذكر فيه أن التقرير المعروض والتقارير التي تليه هي ''بمثابة رسائل ثقة وضمانة للمجتمع الدولي والبلدان المانحة فيما يتعلق بجدية الحكومة في تحقيق الأهداف، وأن لدى الحكومة رؤية مناسبة لتحقيقها بمساعدة المجتمع الدولي والتي عدت عنصراً مهماً في الإنجازات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تحققت خلال العام الماضي''· ومن المرجح أن تشمل أجندة الاجتماع جهود تعزيز المصالحة في العراق، وكيفية توزيع عائدات النفط والغاز العراقيين بين مختلف المناطق في إطار خطة قومية للتنمية، إضافة إلى مراجعة ما تم تحقيقه منذ مؤتمر شرم الشيخ في مايو عام ·2007 ولاحظ تقرير قدم بشأن المبادرة يناقش خلال المؤتمر أن المدنيين لا يزالوا مستهدفين من قبل ''جماعات مسلحة وميليشيات ومجرمين''· وتحت عنوان ''حقوق الإنسان''، تم التطرق إلى العمليات العسكرية، فضلاً عن عمليات الاحتجاز دون محاكمة وقضايا أخرى· وبينما طلبت الأمم المتحدة والعراق من السويد استضافة المؤتمر، عبّر مسؤولون سويديون بأن بغداد والأمم المتحدة هما اللتان ''تملكان'' القمة· ومن المقرر أن يحضر القمة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس· وصرح مسؤول بوزارة الخارجية السويدية بأنه من المتوقع أن يحضر القمة أيضاً وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي ووزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وتركيا على الأرجح· وأعلنت السويد مؤخراً أن المؤتمر ليس ''مؤتمر مانحين''، لكنه يهدف للتركيز على ''الدعم الدولي والمصالحة وبناء الدولة'' في العراق· وقد برزت معارضات في السويد باستضافة للمؤتمر، فكتب بيير شوري مساعد رئيس الوزراء السويدي الراحل اولف بالما السابق في مقال بصحيفة سفنسكا داجبلادت بأنه يتعين على الأمم المتحدة ألا تنحدر لمستوى ''القائم بعمليات النظافة'' بعد الغزو الأميركي·