الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نظام تميم أمام القضاء الأميركي

28 مارس 2018 00:19
لندن (الاتحاد) بعد نحو أسبوعين على خسارة النظام القطري أحد أبرز مؤيديه في دوائر صنع القرار في واشنطن مع إقالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزير خارجيته السابق ريكس تيلرسون، مُني «نظام الحمدين» بانتكاسة جديدة على الساحة الأميركية، من خلال الدعوى القضائية التي رفعها رجل الأعمال البارز إليوت برويدي - الذي يُوصف بالمقرب من ترامب - ويتهم فيها الدوحة بالتجسس على بريده الإلكتروني وقرصنته وشن حملة تشويهٍ للسمعة ضده بسبب مواقفه المناوئة لسياساتها. وبحسب تفاصيل الدعوى، يتهم برويدي - الذي يشغل منصب نائب المدير المالي في اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري الحاكم في الولايات المتحدة - الحكومة القطرية بالانخراط في «حرب معلوماتية معقدة» لتلطيخ سمعته في داخل أميركا وخارجها. وأشار الرجل، الذي يُعرف بأنه من أبرز جامعي التبرعات لصالح الجمهوريين في الولايات المتحدة وأنه مناصرٌ منذ أمدٍ طويل للرئيس ترامب، إلى أن السلطات القطرية «اخترقت حسابات بريد إلكتروني خاصة به - عبر الاستعانة بجماعات ضغطٍ تتخذ من أميركا مقراً لها - ومن ثم تسريب مواد تمت سرقتها (إلكترونياً) وإعادة صياغتها، إلى صحفيين أميركيين وأجانب». وبحسب وسائل إعلام أميركية عدة - من بينها صحف «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» و«ذا هيل» - تشكل هذه الخطوة من جانب بريودي رداً على حملة التشويه التي يتعرض لها في الوقت الراهن، عبر نشر رسائل مكذوبة منسوبة إليه تتهمه بتبني مواقف مناوئة لقطر والسعي للتأثير على السياسة الخارجية لإدارة ترامب، من أجل تحقيق مصالح شخصية. ونقلت هذه الوسائل عن بيانٍ أصدره القيادي البارز قوله إنه يثق في أن الأدلة المتوافرة لديه «واضحةٌ فيما يتعلق بأن هناك دولةً قد أطلقت حملة تضليل معقدة ضدي من أجل إسكاتي». وأشار بيان بريودي إلى أن هذه الحملة شملت «قرصنة رسائل بريد إلكتروني وتزوير مستندات، والضلوع في أنشطة تجسس، وغير ذلك من الكثير من الأفعال غير المشروعة»، مؤكداً أنه على يقين من أن استهدافه جاء بسبب «مواقفي السياسية القوية المناوئة لرعاية دولة قطر للإرهاب» وانتهاجها سياساتٍ تتسم بالازدواجية. واعتبر رجل الأعمال والقيادي الجمهوري البارز الحملة القطرية التي يتعرض لها «عملية استخباراتية عدائية» اضطلعت بها الدوحة «على التراب الأميركي ضد مواطنين أميركيين»، قائلاً إن هذا النشاط المعادي شمل كذلك زوجته، التي سبق أن اتهمت قطر بدورها بأنها «دولةٌ راعيةٌ للإرهاب». ورفع إليوت بريودي دعواه أمام محكمة فيدرالية في مدينة لوس أنجلوس، حيث مقر شركته «بريودي كابيتال مانجمينت»، ويطالب فيها المحكمة بتقدير حجم الأضرار التي لحقت به جراء حملة التشويه التي تستهدفه بتدبيرٍ من قطر.. ونقلت «واشنطن بوست» عن «لي ولوسكي» محامي بريودي قوله إن فريق المحاماة الخاص بهذا الرجل، يرى أن النظام القطري تورط «في هجماتٍ إلكترونية استهدفت مواطناً أميركياً (بريودي) على التراب الأميركي، بسبب ما تتصوره (الدوحة) من نفوذٍ سياسي له، ومعارضته العلنية لدعم قطر ورعايتها للإرهاب». ومضى ولوسكي مؤكداً أن موكله وقرينته كانا «ضحيتين لجهدٍ معقدٍ يستهدف تشويه سمعتيهما»، والعلاقات التي تربط بينهما وبين المجتمع المحيط بهما. ووفقاً للمعلومات المتوافرة، اخترق قراصنة مدفوعون من النظام القطري حسابات بريدٍ إلكتروني شخصية ومهنية، تخص بريودي وزوجته اعتباراً من أواخر العام الماضي، وذلك بعد تلقي قرينة رجل الأعمال الأميركي رسالةً مشبوهة، استدرجتها لكتابة اسم الحساب وكلمة السر الخاصين بها، ومن ثم السطو عليهما إلكترونياً. ويقول محامو إليوت بريودي إن هذا الاختراق مَكَّنَ المهاجمين الإلكترونيين من التعرف على تفاصيل حسابات بريدٍ إلكتروني أخرى، يخص بعضها بريودي نفسه وشركته، ويتبع عددٌ منها أجهزة خادم موجودة في بريطانيا وهولندا. وأشار المحامون إلى أن محققاً في مجال الطب الشرعي استعان به القيادي الجمهوري المرموق، كشف النقاب عن موقع القراصنة المسؤولين عن عملية الاختراق هذه، وعن أنهم يستخدمون «عنوان بروتوكول للإنترنت - آي بي - مرتبطاً بمزود لخدمة الإنترنت تسيطر عليه الحكومة القطرية، وله صلات بجهاز الاستخبارات» في الدوحة. وتشمل الدعوى المرفوعة ضد النظام القطري نيكولاس ميوزِن، وهو أحد أبرز الموالين لهذا النظام على الساحة الأميركية، وينخرط بوصفه خبيراً في وضع الاستراتيجيات في الحزب الجمهوري ومالكاً لشركة «ستونينجتون ستراتيجيز» في جهودٍ مكثفةٍ، لرسم صورة زائفة للدوحة أمام الرأي العام في الولايات المتحدة. فمنذ شهور تضطلع شركة ميوزِن بدورٍ واسع النطاق في جهود تبييض سمعة الدويلة المعزولة، بموجب تعاقدٍ أبرمته معها الدوحة في شهر أغسطس من العام الماضي، تحصل في إطاره على 300 ألف دولار شهرياً مقابل مساعدة قطر على تعزيز علاقاتها مع أميركا وإسرائيل. ويتهم بريودي الشركة المملوكة لـ«ميوزِن» - وهو يهوديٌ متشددٌ ومساعد سابق للسناتور الأميركي تيد كروز - بأنها شكلت جزءاً من حملة التشويه التي استهدفته، وأنها وُظِفتْ من جانب الحكومة القطرية لتحقيق هذا الهدف. كما يتهم رجال الأعمال والقيادي الجمهوري المرموق نيكولاس ميوزِن بمحاولة إقناع قادة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة بزيارة قطر في مسعى لاستجداء دعمهم لنظامها الحاكم الذي يعاني من عزلة خانقة منذ نحو عشرة شهور. ويأتي رفع إليوت بريودي دعواه ضد النظام القطري وأنصاره في أميركا، تنفيذاً منه لتعهداتٍ قطعها على نفسه قبل أسابيع بملاحقة المسؤولين عن اختراق عناوين بريد الإلكتروني والسعي لتشويه سمعته. وفي ذلك الوقت، وجه برويدي تحذيراً عالي النبرة، خاطب فيه السفير القطري لدى واشنطن قائلاً إن «أفعال حكومتكم ضد المواطنين الأميركيين، ستُعرض بالقطع علاقات أمتكم مع الولايات المتحدة للخطر، في فترة سياسية حساسة ومُكلفة». وتزيد هذه الدعوى القضائية من المصاعب التي تواجه حكام الدوحة على الساحة الداخلية الأميركية، لا سيما وأنها تتزامن مع مطالباتٍ في الكونجرس بفتح تحقيقٍ فيدرالي بشأن أنشطة قناة «الجزيرة» القطرية، التي تُتهم بالتجسس بدورها، على خلفية ما يُقال عن إعدادها لفيلمٍ وثائقي يتناول المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، من خلال زرع صحفي متخفٍ عَمِلَ في هذه المنظمات لعدة شهور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©