الأمم المتحدة تكرم الشيخة فاطمة في يوم المرأة العالمي

كرمت منظمة الأمم المتحدة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيس الأعلى للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة وذلك اعترافاً بدورها القيادي الداعم لقضايا المرأة والأسرة والطفل وتقديرا لموقفها الريادي في تمكين المرأة الإماراتية من المشاركة السياسية وبوصف سموها نموذجاً للمرأة العربية صاحبة المساهمات الإنسانية المتميزة المتجاوزة للحدود الوطنية والإقليمية والممتدة إلى العالمية. ويأتي تكريم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بالتزامن مع يوم المرأة العالمي تقديرا لمبادرات سموها وعطاءاتها الكبيرة في المجالات الإنسانية والخيرية والتعليمية في دول كثيرة من مختلف أنحاء العالم ما عزز من مكانة سموها المحلية والإقليمية ومنحها دورا ومكانة على مستوى العالم. جاء ذلك خلال الحفل الذي أقامه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دولة الإمارات وفي قصر الإمارات لتكريم سموها بحضور حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان وحرم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان رئيس هيئة طيران الرئاسة الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي وحرم سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الشيخة اليازية بنت سيف آل نهيان وحرم سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة الشيخة شيخة بنت سيف آل نهيان والشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان. وحضرت حفل التكريم معالي مريم محمد خلفان الرومي وزيرة الشؤون الاجتماعية ومعالي الدكتورة ميثاء سالم الشامسي وزيرة دولة وعدد من السفيرات وعقيلات أعضاء السلك الدبلوماسي في الدولة رئيسات البعثات الخليجية المشاركة حاليا في الدورة الثانية لرياضة المرأة في دول مجلس التعاون الخليجي التي تستضيفها أبوظبي حاليا وحشد من القيادات النسائية وسيدات الأعمال. وتسلمت الشيخة اليازية بنت سيف نيابة عن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الدرع التذكاري الذي قدمته الدكتورة اليسار سروع الممثل المقيم للأمم المتحدة والمنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدى دولة الإمارات. إنجازات سموها وتضمن الحفل عرضا لأبرز الإنجازات التي حققتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رائدة العمل النسائي في الدولة وإسهامات سموها في مجال دعم قضايا المرأة ومحو الأمية ورعاية الأمومة والطفولة وذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين إضافة إلى استعراض أبرز الجوائز وشهادات التقدير التي حصلت عليها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك من قبل المنظمات الدولية والإقليمية ومن بينها ست منظمات تابعة للأمم المتحدة وذلك تقديرا لدور سموها المؤثر والواضح على المتغيرات التي طرأت على حياة المرأة العربية من كافة النواحي خاصة من خلال دعم ورعاية سموها ورئاستها لمنظمة المرأة العربية لثلاث سنوات. وكان الحفل قد استهل بكلمة للدكتورة اليسار سروع رحبت فيها بالحضور وقالت، نشكركم على تلبية دعوتنا في احتفالنا اليوم بمناسبة يوم المرأة العالمي واختيار هذه المناسبة للاحتفال بسيدة فاضلة وبإنجازاتها المميزة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، مؤكدة أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك هي مثال للمرأة في وقوفها إلى جانب زوجها في السراء والضراء، وهي المثال للمرأة في حسن تربيتها لأبنائها، وهي مثال للمرأة في تمسكها بتراثها وتقاليدها، وهي أيضاً مثال للمرأة في رجاحة العقل وسداد البصيرة وفي التفاعل مع كل مستجدات العصر وانتقاء الأصلح والأجدر والأنسب لبيئتنا ومجتمعنا. وأضافت أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك قائدة لمسيرة العمل النسائي التي جعلت العمل النسائي في الإمارات مكملاً للعمل الوطني ونموذجا يحتذى به على مستوى العالم ككل لافته إلى ان سموها رسمت بجهودها المتميزة والسامية آفاق مشاركة المرأة لتشمل كل قضايا العمل الديني والوطني والقومي في كل أنحاء العالم. وشددت الدكتورة اليسار على ان هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لو لم يكن على قمة العمل النسائي في الإمارات قيادة واعية حكيمة تعي أن دور المرأة لا ينسيها واجباتها، وإدراكها أن تقدم المرأة لا يمكن أن يكون على حساب جذورها وتراثها وتقاليدها، قيادة تؤمن أن المرأة مربية وصانعة للأجيال فعلاً وان عمل المرأة هو مؤازرة ودعم لعمل الرجل وجهده وان العمل لا يكون على حساب الأسرة بل لصالحها. وأكدت الممثل المقيم للأمم المتحدة والمنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدى دولة الإمارات أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لعبت دوراً ريادياً في الارتقاء بالعمل النسائي تجلت بمبادرات سموها في مجالات الحياة العديد ومن بينها رعاية المرأة الإماراتية ونيلها حقها في التعليم بكافة مراحله وحقها في العمل بمختلف اتجاهاته وحقوقه إضافة الى وصول المرأة الى المراكز القيادية العليا بتبوئها أعلى المسؤوليات في الدولة واحتلت مواقعها الطبيعية كسفيرة للدولة وعضوة للمجلس الوطني الاتحادي وقاضية ووزيرة بل وتقوم المرأة الإماراتية اليوم بأدوار فاعلة في السلطات السيادية الثلاث (التنفيذية والتشريعية والقضائية) واحتلت أربع وزارات هامة في مجلس الوزراء ومجموعة من القاضيات في المحاكم الابتدائية ووكيلات للنيابة إلى جانب تعيين عدد من السفيرات. وقالت في كلمتها إن تاريخ سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ونشاطها يؤكد أنها من الأوائل في الدولة التي دعمت الحركة النسائية في الإمارات فمنذ تأسيس الاتحاد النسائي عام 1975 وتسلمها قيادته عملت سموها جاهدة ومثابرة ومن خلاله بالتعريف بأهمية عمل المرأة وبالنهوض بها في كافة الجوانب. ونوهت بنجاح سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في تشجيع المرأة على إبراز مهاراتها القيادية في مجالات متعددة أبرزها مجال التعليم حيث يمثل التعليم حجر الزاوية في تقدم أي مجتمع أما في مجال المشاركة السياسية فقد شاركت المرأة بنشاط في العملية السياسية وفي اتخاذ القرار العام. وقالت إن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ساهمت في تشجيع المشاركة الاقتصادية للمرأة الإماراتية وخوض المشاريع الخاصة الأمر الذي ساهم في التقليل من البطالة والاعتماد التام على الدولة في توفير فرص العمل. واستعرضت الدكتورة اليسار جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك محلياً وعربياً ودولياً في العمل النسائي والخيري والثقافي والإنساني وحصول سموها على الكثير من التقدير والتكريم الذي تمثل في عدد من الجوائز المحلية والعربية والعالمية. وأكدت أنه الى جانب التقييم العالمي لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ودورها الريادي والتأسيسي في الحياة العامة للمرأة والمجتمع على المستويات المختلفة محلياً وعربياً وعالمياً فقد كان لسموها دور مؤثر وواضح على المتغيرات التي طرأت على حياة المرأة العربية من كافة النواحي خاصة من خلال دعم ورعاية سموها ورئاستها لمنظمة المرأة العربية في القاهرة لسنوات ثلاث وحتى عام 2009 وهذا الدور ينصب أيضاً في نشاطها على مستوى العالم إذ قامت سموها برعاية ودعم العديد من الأنشطة التعليمية والإنسانية والخيرية في دول كثيرة في قارتي آسيا وأفريقيا وقارات أخرى ما عزز مكانة سموها المحلية والإقليمية ومنحها دوراً ومكاناً على مستوى العالم بل وأدخلها التاريخ المعاصر سيدة استثنائية نذرت حياتها بالكامل لخدمة الإنسان أينما كان. واختتمت الدكتورة اليسار كلمتها بالقول “ لكل هذا ولكافة الإنجازات الحضارية والإنسانية المحلية والعالمية والتي يعتبرها العالم كافة مثال يحتذى به وقدوة حسنة من أجل كل الإنجازات الثقافية والتنموية نحتفل اليوم بسيدة فاضلة نعتز بشخصها الكريم وبعطائها اللامتناهي .. نقف أمامك بكل اعتزاز وتقدير و محبة ونفخر بك مثالا أعلى للقيم والعطاء .. وبكل تواضع نيابة عن منظمات الأمم المتحدة المعتمدة لدى دولة الإمارات العربية المتحدة نقدم لكي هدية رمزية تقديراَ منا لكل جهودك السامية ولكل عطائك المتفاني” . بان كي مون كما ألقت الدكتورة اليسار سروع كلمة نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وجهها للحفل وأكد فيها ان الاحتفال بيوم المرأة العالمي يركز هذا العام على المساواة في الحصول على التعليم والتدريب والعلم والتكنولوجيا مشيرا الى ان المرأة تستطيع أن تحسن صحة أسرتها وحظها من الرفاه وأن تستفيد من فرص الكسب وتحمي نفسها من الاستغلال والضعف أمام المخاطر. وقال “رغم الفجوة القائمة بين الجنسين في مجال التعليم ماضية في التقلص فإنه مازال هناك اختلاف شاسع بين بلد وآخر حيث أن أعداداً كبيرة جدا من الفتيات لا يحظين بفرص التعليم المدرسي أو ينقطعن عن الدراسة قبل الأوان أو يكملن تعليمهن بمهارات ضئيلة وفرص أقل”. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة على الحاجة الماسة إلى تقدم ملموس في مجال صحة المرأة والطفل مشيرا الى أن مؤتمر القمة الذي انعقد في سبتمبر 2010 بشأن الأهداف الإنمائية للألفية قد أقر أهمية ذلك وتعهدت الدول المانحة بتقديم دعم قوي للإستراتيجية العالمية التي أعلن عنها الأمين العام من أجل إنقاذ الأرواح وتحسين صحة النساء والأطفال على مدى السنوات الأربع القادمة. وفيما يتعلق بمجال صنع القرار قال بان كي مون ان النساء قد أحرزن تقدماً ملحوظاً في الحصول على مقاعد في المجالس البرلمانية بأعداد متزايدة وفي عدد كبير من البلدان. ومع ذلك لا تتولى المرأة مناصب رئاسة الدولة أو رئاسة الحكومة إلا في أقل من 10 في المائة من البلدان مشيرا الى ان مبادرة تمكين المرأة تهدف الى تصحيح هذا الخلل حيث يعمل بها الآن ما يفوق 130 من كبرى الشركات. وشدد في ختام كلمته على إن انطلاق العمل هذا العام بجهاز الأمم المتحدة المعني بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة لدليل على عزمنا المضي قدما في العمل في هذا المجال من مجالات الاهتمام، فبدون مشاركة المرأة مشاركة كاملة وعلى قدم المساواة مع الرجل في جميع مناحي الحياة العامة والخاصة لا أمل لنا في تحقيق المجتمع الذي وعد به ميثاق الأمم المتحدة، مجتمع ينعم بالاستقرار والسلام والعدل. جوائز وميداليات حصلت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيس الأعلى للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة على أربعين جائزة وميدالية وشهادات تقدير تكريماً لجهودها وإسهامات سموها البارزة في مجال العمل العام. كما كرمت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك من قبل ست منظمات تابعة للأمم المتحدة تقديرا لجهود سموها في دعم قضايا المرأة ومحو الأمية ورعاية الأمومة والطفولة وذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين والأيتام عام 1997. وفي عام 1999 منحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” ميدالية ماري كوري لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك تقديراً لجهودها في المجالات الثقافية والإنسانية، وفي مارس عام 2000 أطلقت سموها مبادرة إنشاء صندوق المرأة اللاجئة، وفي 4 أبريل 2001 قلدتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين شعار المفوضية الذهبي الذي يمنح للشخصيات البارزة في مجال إغاثة اللاجئين، وفي إبريل 2005 تم منحها لقب “ أم الإمارات “. كما منحها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة جائزة العمل للإنجاز الثقافي والإنساني في مايو 2005، وفي ديسمبر من العام نفسه منحها سموه جائزة العمل التطوعي وحصلت سموها أيضاً على العديد من الجوائز المحلية وفاءً لها من أبناء الإمارات وشهدت سموها في إبريل 2007 حفل تكريم منظمة الأمم المتحدة كما منحتها المجموعة العالمية للقلب والتي تضم حوالي 300 طبيب وجراح من مختلف أنحاء العالم جائزة الشخصية الإنسانية العالمية تقديرا لجهودها وحرصها على تخفيف معاناة المرضى.