الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غدا في وجهات نظر..مراجعات «النهضة»..ومصير «الإخوان»

غدا في وجهات نظر..مراجعات «النهضة»..ومصير «الإخوان»
31 مايو 2016 22:57
مراجعات «النهضة».. ومصير «الإخوان» أكد د. وحيد عبدالمجيد أنه يتعذر أي حل لأزمة «الإخوان» من دون مراجعة لفكرة «التمكين» التي حولوها إلى «عقيدة»، وارتبطت بإيمان عميق لديهم حول «الاستخلاف»! يثير القرار الذي أقره المؤتمر العاشر لحركة «النهضة» التونسية قبل أيام، بشأن فصل السياسة عن العمل الدعوي (الديني)، والخروج من تيار «الإسلام السياسي»، جدلاً حول آثاره المحتملة على هذا التيار الذي وضعت جماعة «الإخوان» أساسه منذ نحو ثمانية عقود. وجاء هذا القرار إثر مراجعة حدثت داخل حركة «النهضة» في العامين الأخيرين لتقييم مسارها منذ إنشائها في مطلع السبعينيات، وتجربتها في السلطة. غير أن العامل الرئيسي الذي دفع إلى هذه المراجعة هو الهبوط الدراماتيكي لجماعة «الإخوان» في مصر بعد وصولها السلطة التي لم تبق فيها أكثر من عام واحد. فقد أسهمت تجربة «الإخوان» المريرة في مراجعة «النهضة» توجهاتها للتخلص من أحد الأثقال التي يمكن أن تضعف دورها الذي تتطلع إليه. لذلك يُثار سؤال عن تأثير هذه المراجعة على جماعة «الإخوان»، وخاصة بعد أن صدر عن بعض قادتها ما يفيد إمكان الاتجاه إلى فصل السياسة عن الدعوة. «تأسيس» التشدد في إيران! أكد محمد خلفان الصوافي أن رهان المجتمع الدولي على إصلاحيي إيران انقلب عليه، أما الرهان على وعي الشعب الإيراني فيبدو أنه لا يزال مبكراً ويحتاج إلى وقت. حينما تعلن إيران عن فوز شخصية مثل أحمد جنتي، السياسي الإيراني المتشدد، برئاسة مجلس خبراء القيادة (المؤسسة المخولة باختيار المرشد الأعلى للثورة أو عزله)، الأسبوع الماضي، فإن ذلك لابد أن يقلق دول الجوار والعالم، كما أن انتخاب المتشددين الآخرين محمد علي مرادي كرماني، ممثل خامنئي في الحرس الثوري كنائب أول لجنتي، ومحمود هاشمي شهرودي في منصب النائب الثاني، وحين يترافق هذا الاختيار مع بيان للخارجية الإيرانية بأن «المتشدد الآخر» قاسم سليماني هو من يدير المعارك في العراق وسوريا.. فإن ذلك أيضاً يحمل معاني كثيرة ينبغي على الرأي العام العالمي قراءتها جيداً، لاسيما أن فيها ما يدعو المراقبين إلى التساؤل عن الأفق السياسي لهذا النظام، وما يدحض توقعات من دافعوا، في الإقليم أو العالم، عن إمكانية تحول إيران لتكون دولة طبيعية، وعلى رأس هؤلاء الرئيس باراك أوباما «عراب» الصفقة النووية مع إيران، والذي حاول إقناع المجتمع الدولي بنظرته نحو الانفتاح والتعاون لإيجاد حلول لما يواجهه العالم من تحديات تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي، خاصة الإرهاب! ولعل أوضح تعبير وأدق دلالة على أن النظام الإيراني غير مهتم بما يفكر فيه سياسيو العالم من ناحية الانفتاح على الخارج وإعادتهم إلى المجتمع الدولي، هو هذه الانتخابات، أما عن بيان الخارجية الإيرانية فأقل ما يقال عنه إنه أسخف وأقبح رد على كل «التعاطف» الإقليمي والدولي حيال هذا النظام، كما أنه دليل وبرهان لا لبس فيه على أن المراهنة على الإصلاحيين الإيرانيين مسألة غير واقعية حتى لو أن المجتمع الإيراني بدأ يتغير وبقوة، على الأقل لمدة عشرة أعوام قادمة لأن مدة استمرار هذا المجلس ثمانية أعوام. الخطاب الشعبوي: ظلوم جهول.. وخطِر يرى د. عبدالحميد الأنصاري أن الدعاة الشعبويون، بخطبهم الحماسية المضللة، ساقوا الشباب للالتحاق بالتنظيمات المتطرفة، تحت شعارات مثل «الدفاع عن كرامة الأمة» و«مقاومة المحتل الأميركي»! الخطاب الشعبوي خطاب مضلل، يثير الغرائز والنزعات القومية والوطنية والدينية والطائفية لدى العامة، ويشحنهم بالكراهية والعداء، ويلهب حماسهم، ويؤجج مشاعرهم، ضد أو مع، فكر أو نظام أو قضية أو شخص، وذلك من غير تبصر ولا حساب للتداعيات والعواقب. هو خطاب ديماغوجي فوضوي يوظف المزاج الشعبي العام ويستثمره لخدمة أهدافه النفعية الضيقة. الخطاب الشعبوي خطاب لاعقلاني، يخاطب عواطف الجماهير المتقلبة لا عقولها، وخطورته في سهولة انقياد قطاع كبير من الرأي العام، بل وحتى من النخب، لشعاراته الحماسية المضللة، التي تجلب الكوارث على المجتمعات والأوطان، وتمهد لقبول الجماهير بالسلطة المطلقة للزعيم الشعبوي الفرد، كما حصل في حقبة ألمانيا النازية، ومصر الناصرية. الخطاب الشعبوي هو المصدر الأساس، وراء كل مآسي العرب، على امتداد نصف قرن وأكثر من تاريخهم، حيث قام الزعماء الشعبويون بتعبئة الجماهير وتحريضهم وشحنهم بفكر الكراهية والعداء، ضد كل مخالف لهم في رأي أو توجه أو سياسة. الخطاب الشعبوي، خطاب تعبوي دعائي محرض على كراهية الآخر، هدفه إثارة المتلقي وكسبه وشحنه لا رفع وعيه، يخاطب الغرائز الأولية والنزعات المتخلفة في الإنسان العربي، لإقناعه بعدائية الآخر الحضاري أو الديني أو المذهبي أو القومي، واستهدافه لعروبتنا وإسلامنا! انتعشت الشعبوية وامتدت موجاتها لتكتسح عواصم الغرب والولايات المتحدة، لتشمل الدول الشيوعية السابقة، مثل هنغاريا وبولندا، والأنظمة الاشتراكية في شمال أوروبا: فالديمقراطيون في السويد حلوا في المرتبة الثالثة، وبلغت الشعبوية هولندا التي عرفت بالليبرالية، والمملكة المتحدة التي أبدعت الديمقراطية التمثيلية، وألمانيا ونموذجها الديمقراطي، وفرنسا التي بالكاد تقاوم طوفان ماري لوبان، اليميني المتعصب، وها هو دونالد ترامب يكتسح الساحة ويتقدم في الولايات المتحدة، مهدداً المهاجرين ومتوعداً حلفاء أميركا، ومتجاوزاً المؤسسات والنخب السياسية. إنها الشعبوية الساعية لإلغاء كافة البنى السياسية القائمة، وهدم آليات العمل الديمقراطي (الأحزاب السياسية)! الشعبوية نهاية السياسة، كما قال عن حق المفكر الفرنسي دومينيك شنابر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©