استعد خوسيه ماريا منديثابال للمشاركة في مسابقة تقطيع ونشر الخشب. وتعد هذه الرياضة هي الأشهر بين ما تسمى الرياضات الريفية في الباسك. وأطلق على رجوع خوسيه (63 عاما) إلى الرياضة التقليدية التي تركها قبل 20 عاما بعودة "أسطورة"، لأنه كان وصل إلى مستوى لم يجاريه فيه أحد حتى بعد اعتزاله. وكان منديثابال الذي ينحدر من منطقة أدونا القريبة من سان سبستيان يرغب في العودة بأسلوب مبهر إلا أنه، ولسوء الحظ، دفع حياته ثمنا لحلم العودة إلى الشهرة من جديد. فقبل أن يشرع في تقطيع القطعة الأخيرة بين 4 قطع من الخشب في المسابقة، بوقت سابق من الشهر الجاري في تولوسا، اضطر للتوقف بسبب عدم قدرته على التنفس. وأصيب بأزمة قلبية بينما كان في طريقه إلى منزله وعثر عليه ميتا على رصيف مشاة، لتفقد بذلك منطقة الباسك بشمال أسبانيا أشهر بطل في لعبة تقطيع الأخشاب. وترجع أصول الرياضات الريفية في منطقة الباسك إلى العمل التقليدي في المزارع وتتطلب بذل مجهود كبير. ومن بين هذه الرياضات رفع الصخور وحمل الصخور بمساعدة الثيران وقذف كومات القش، وعادة ما يكون هناك الكثير من المال لأن المشاركين والمتفرجين يراهنون على النتائج. وكسب منديثابال ما يعادل عشرات الآلاف من اليورو عندما كان منافسا قويا فى رياضة تقطيع الخشب. وفي 23 يناير عام 1983 أصبح أعظم أبطال المسابقة الأشهر والأصعب في تاريخ اللعبة حيث جرى التسابق لمعرفة الأقدر والأسرع في تقطيع 58 جذع شجرة يتراوح قطرها بين 40 إلى 80 سنتيمترا.
وكان خصم منديثابال الأقوى في هذه المسابقة هو ميخيل مينديجيا، الذي كان يحمل اللقب في هذا الوقت والمرشح للاحتفاظ به، إلا أن منديثابال تغلب عليه. ونجح في قطع كل الجذوع في أربع ساعات و12 دقيقة متقدما بفارق 17 دقيقة عن مينديجيا.
وفي هذا الوقت كان عدد المتفرجين قريبا من الخمسة آلاف شاهدوا ما وصف بأنه مسابقة القرن، إلا أن عودة منديثابال لم تجذب سوى 500 ، وذلك في وقت تتراجع فيه الرياضات الريفية خاصة أن الشباب أضحوا أكثر اهتماما برياضة كرة قدم أو رياضة "بيلوتا" الشهيرة في الباسك والقريبة من لعبة الاسكواش. وأمست هذه اللعبة هي لعبة لكبار السن ولا يتعدى عدد ممارسيها 50 إلى 65 لاعبا.
وقد أثارت وفاة البطل السابق جدلا في منطقة الباسك حول مدى مناسبة رجال في مثل هذا السن لمثل هذه المنافسات الشاقة. وكان أطباء قد فحصوا منديثابال قبل عودته، دون أن يروا أي مانع صحي لديه. وبعد انسحابه من المسابقة قبل نهايتها، نصحه الأطباء بالذهاب إلى المستشفى للخضوع للفحص، إلا أنه لم يتبع النصيحة لأنه لم يكن يرغب، بعد الخسارة، سوى في العودة إلى المنزل.
عدد اليوم
