يوسف البستنجي (أبوظبي)
تكبدت أسواق المال المحلية خسائر في قيمتها السوقية بقيمة 35,7 مليار درهم خلال شهر مايو 2016 بضغط من تراجع مستويات السيولة، وانخفاض في أسعار الأسهم التي استكملت توزيعاتها عن نتائج أعمالها للعام الماضي، حيث تراجعت القيمة السوقية الإجمالية لسوقي أبوظبي للأوراق المالية ودبي المالي إلى 743 مليار درهم بنهاية مايو 2016 مقارنة مع 778,7 مليار درهم بنهاية أبريل 2016، بحسب البيانات والإحصاءات الصادرة عن الأسواق.
وانخفض سوق أبوظبي للأوراق المالية إلى 411,6 مليار درهم يوم أمس مقارنة مع 440,6 مليار درهم بنهاية أبريل الماضي بخسارة بلغت 29 مليار درهم، فيما بلغت خسائر سوق دبي المالي نحو 6,7 مليار درهم، حيث تراجعت القيمة السوقية إلى 331,4 مليار درهم أمس مقارنة مع 338,1 مليار درهم بنهاية أبريل 2016.
ومع ذلك تماسكت أسواق المال بالدولة خلال جلسة أمس، وتمكن سوق أبوظبي للأوراق المالية من تقليص خسائره بدعم من قطاعي العقار والاتصالات، ليغلق على مستوى 4250 نقطة بانخفاض 0,22% مقارنة مع أول من أمس، وظل السوق في المنطقة الحمراء بضغط من قطاع البنوك الذي انخفض بنسبة 68%.
وتمكن سوق دبي بدعم من سهم «إعمار» للعودة إلى المنطقة الخضراء ليغلق عند مستوى 3314 نقطة مرتفعاً بنسبة 0,22%، كما تحسنت قيم وأحجام التداول في السوقين، خلال جلسة أمس مقارنة مع معدلات التداول اليومية خلال الأسبوع، وذلك بسبب عمليات تحويل أجرتها الصناديق والمحافظ الاستثمارية لتعديل أوزان الشركات في محافظها وفقاً للتغيرات التي أجراها مؤشر مورجان ستانلي بنهاية الشهر.
وقال وضاح الطه عضو المجلس الاستشاري لمعهد الأوراق المالية والاستثمار البريطاني في الإمارات: «إن السمة التي طغت على أسواق المال بالدولة خلال شهر مايو 2016 هي استمرار ضعف التداولات بشكل واضح».
وأضاف: «إن حصة أسواق الإمارات في الأسهم المدرجة على مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة انخفضت من 0,92% إلى 0,89%، حيث تقوم المحافظ التي تعتمد على هذا المؤشر لتشكيل محافظها، بتخفيض وزن الأسهم المدرجة في محافظها بالنسبة نفسها».
ولكن الطه أشار إلى أن رد فعل السوق على هذا التغيير كان متفاوتاً بين سهم وآخر.
وأوضح أن معدل التداول اليومي في سوق دبي المالي سجل تراجعاً ملحوظاً خلال شهر مايو 2016 إذ بلغ 357 مليون درهم يومياً، مقارنة مع تداولات بمعدل 644 مليون درهم يومياً، خلال الربع الأول من العام الحالي، في حين كانت قيمتها خلال شهر أبريل 708 ملايين درهم يومياً.
وقال: «ربما كان هذا السبب وراء تخفيض أوزان أسهم الإمارات في مؤشر مورجان ستانلي».
وأوضح أن الانخفاض في السيولة يعبر عن حالة التردد والحذر لدى المستثمرين.
وأشار إلى أنه على الرغم من ارتفاع أسعار النفط وتجاوزها 50 دولاراً للبرميل في مايو 2016، إلا أن أسعار الأسهم سجلت انخفاضاً، فيما يعتبر مؤشراً على انخفاض مستوى الربط مع أسعار النفط، الذي لم يكن متناسباً مع معامل الارتباط في الربع الأول من 2016.
وقال: الأسواق ستبقى غالباً، بانتظار محفزات خلال الفترة المقبلة. من جهته، قال وائل أبومحيسن مدير الوساطة في شركة غلوبل للأسهم والسندات: «إن حالة ترقب وانتظار تخيم على المتعاملين في أسواق المال بالدولة، بانتظار معلومات أو إفصاحات جديدة عن مشاريع أو تطورات في أعمال الشركات تحفز المستثمرين على الدخول من جديد للتداول».
وأوضح أن أحجام التداولات في أسواق المال بالدولة ارتفعت خلال جلسة أمس، لكونها كانت آخر جلسة في شهر مايو، حيث تقوم المحافظ الاستثمارية والعديد من كبار المستثمرين بتعديل الأوزان للأسهم التي تتشكل منها محافظهم الاستثمارية، تبعاً للتعديل في الأوزان الذي يجريه مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة على أوزان الشركات المدرجة فيه. وأضاف: هذا السبب الذي دعم أحجام التداول في الأسواق.
ولفت إلى أن التداولات كانت مركزة على عمليات تحويل من شركات إلى أخرى حسب وزنها في المؤشر، ولذلك السعر لم يكن ذات أهمية، ولهذا يلاحظ أن مؤشرات الأسعار تذبذبت بهامش واسع خلال الجلسة، حيث كانت تتحرك في المنطقة الخضراء ثم انتقلت إلى الانخفاض وبعد ذلك عادت لتقليص خسائرها وتفاوتت عند الإغلاق.
وقال: السوق ما زال بحاجة إلى سيولة تقدم الدعم الضروري للارتفاع.
وأوضح أبومحيسن أن عمليات البيع في السوق ظلت محدودة عند هذه المستويات السعرية، ما يعني أنه لا توجد حالة هلع لدى المتعاملين، لكن حالة الترقب تهيمن على السوق.
وشهدت جلسة التداول في سوق أبوظبي أمس، إبرام 1519 صفقة على أسهم 30 شركة، وتم من خلالها تداول 53,7 مليون سهم بقيمة تداول إجمالية بلغت 203,3 مليون درهم.
وكانت محصلة التداولات ارتفاع مستوى سعر الإغلاق لـ8 شركات فيما تراجعت أسعار 13 شركة واستقرت أسعار 9 شركات دون تغيير مقارنة مع أسعارها ليوم أول من أمس.
وفي سوق دبي سجلت جلسة تداولات أمس إبرام 4286 صفقة على أسهم 35 شركة تم من خلالها تداول 365 مليون سهم بقيمة 448 مليون درهم.
654 مليون درهم صافي شراء المؤسسات في سوق أبوظبي
أبوظبي (الاتحاد)
بلغ صافي الاستثمار المؤسساتي في سوق أبوظبي للأوراق المالية 654 مليون درهم في شهر مايو 2016، محصلة شراء، نتيجة شراء المؤسسات أسهما بقيمة 2,06 مليار درهم مقابل بيعها أسهما بقيمة 1,407 مليار درهم خلال الشهر نفسه.
وأظهرت بيانات تداولات المستثمرين الأجانب أن صافي تداولات المتعاملين من غير الجنسيات العربية والخليجية بلغ 71 مليون درهم محصلة شراء، فيما سجل المستثمرون العرب 45 مليون درهم محصلة بيع والخليجيين14 مليون درهم محصلة بيع أيضاً، ليبلغ بذلك صافي الاستثمار الأجنبي الإجمالي 12,2 مليون درهم. محصلة شراء خلال مايو 2016 في سوق العاصمة.
عدد اليوم
