الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحديات معركة الفلوجة

31 مايو 2016 23:06
قال القائد العسكري الأميركي في العراق، إن قدرة القوات العراقية على توجيه ضربة سريعة لتنظيم «داعش» في مدينة الفلوجة قد تتأثر بالدعم المحلي للمقاتلين، ملمحاً إلى أن حسم المعركة المهمة قد يكون أطول وأصعب مما يتوقعه الزعماء العراقيون. وقال الليفتانت جنرال شون ماكفارلاند، الذي يقود القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق، إنه من المبكر معرفة النحو الذي ستجري عليه المعركة داخل الفلوجة. وتبنى نبرة أكثر حذراً من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ومسؤولين كبار آخرين بخصوص حشد وتعبئة العراقيين حول ما يقولون إنها ستكون حملة حاسمة وسريعة في المدينة المحاصَرة. وقال ماكفارلاند في حوار معه الأسبوع الماضي: «الحقيقة أننا لم نخض معركة مثل هذه من قبل». وأكد الجنرال الأميركي أن المدينة الواقعة غرب العراق تُعتبر معقلًا لبعض «المعتنقين الأوائل» لفكر تنظيم «داعش» في العراق، وأن آخرين جرى تلقينهم أفكاره المتطرفة. وقال: «هناك احتمال أن تكون ثمة نسبة كبيرة نسبياً من مدينة كبيرة إلى حدما معادية لنا». وإذا كانت الشرطة وقوات الجيش العراقية، التي تقاتل إلى جانب المليشيات العراقية ورجال العشائر السنية، قد تمكنت من تأمين مناطق محيطة بالفلوجة منذ إطلاق العملية قبل قرابة أسبوع، فإن العبادي لم يعطِ بعد الأمر بمهاجمة المدينة نفسها. ولكن المسؤولين العراقيين يسعون لجعل العملية مختلفة عن المعركة الأخيرة التي جرت لاسترجاع الرمادي، وقد استغرقت أسابيع وأسفرت عن تدمير جزء كبير من المدينة. وفي هذه الأثناء، تقوم الولايات المتحدة بتنفيذ ضربات جوية لدعم العملية العسكرية، بينما يقدم مستشارون أميركيون النصيحة والمشورة للقوات العراقية من مقرات بعيدة عن الخطوط الأمامية. ولكن الجنود الأميركيين لن يشاركوا في العمليات القتالية في الفلوجة، بحسب ما يقول المسؤولون. ومن شأن استعادة الفلوجة أن ترفع معنويات قوات الأمن العراقية، التي تتوق لإثبات قوتها وفعاليتها بعد انهيارها المذل في يونيو 2014. كما من شأنها أن تمنح مكسباً ضرورياً للعبادي، الذي يسعى لإثبات قوّته وسط احتجاجات متكررة وموجة من الهجمات الإرهابية في بغداد. ولكن بالنسبة لبعض العراقيين، فإن الفلوجة ربما ترمز أيضاً إلى الدعم الذي وجده «داعش»، وسلفه «القاعدة في العراق»، بين قطاع صغير من العراقيين منذ 2003. ففي 2004، قاتل الجنود الأميركيون في هجومين متوالين في الفلوجة ضد متمردين - كانوا عبارة عن خليط من المقاتلين المحليين والأجانب- في بعض من أكثر معارك الشوارع ضراوة التي أعقبت الغزو الأميركي للعراق. وكانت مشاعر الاستياء تجاه الحكومة التي يقودها الشيعة قد تنامت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، في وقت اشتكى فيه سكان محافظة الأنبار ذات الأغلبية السُّنية من التهميش والإقصاء من السلطتين السياسية والاقتصادية. وفي أوائل 2014، أصبحت الفلوجة أول مدينة عراقية تسقط في قبضة «داعش». ويقول ماكفارلاند، إن الفلوجة باتت تقض مضجع بعض العراقيين، الذين قد ينظر طيف منهم إلى المدينة، التي لا تبعد عن بغداد سوى ساعة بالسيارة، باعتبارها مصدر تهديد بالنسبة للعاصمة. ولئن كان بعض المسؤولين يفترضون وجود أفراد من سكان الفلوجة بين صفوف «داعش»، فإنهم يقولون إن ذلك قلما يعزى إلى تبني أولئك الرجال لإيديولوجيا التنظيم. وفي هذا الصدد، يقول محمد العسكري، وهو مستشار رفيع في وزارة الدفاع العراقية، إن المدنيين في الفلوجة «يخشون على أرواحهم ولا يتصرفون على النحو الذي يريدونه». بيد أن زعماء محليين، تحدثوا من خارج المدينة، وصفوا أسباباً معقدة تقف وراء ارتهان التنظيم لعدد محدود من سكان الفلوجة، حيث يقولون إن بعض الأفراد ربما سعوا للحصول على رواتب من التنظيم الذي يملك الكثير من المال، في حين قد يكون آخرون خضعوا للتجنيد الإجباري. ولكن البعض في الفلوجة، وعلى غرار آخرين من الشريحة السُّنية في العراق، ربما انجذبوا إلى الجماعات المتطرفة لشعورهم بالسخط والاستياء، كما يقول الزعماء المحليون، وذلك جراء سنوات من الإهانة والاستخفاف من قبل الزعماء الشيعة في بغداد ضد محافظة الأنبار. وفي هذا السياق، يقول الشيخ فيصل العيساوي إن أولئك الأشخاص «كانوا سينضمون إلى أي جماعة تعتبر الحكومة عدواً، وتلك الجماعة كانت داعش»، مضيفاً «وذلك لأنهم كانوا يشعرون بأنهم غير مرحب بهم من قبل الحكومة». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©