الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«تمرة وقهوة» مشروع تراثي «أكاديمي» في مواجهة «العولمة»

«تمرة وقهوة» مشروع تراثي «أكاديمي» في مواجهة «العولمة»
23 ابريل 2010 23:27
“تمرة وقهوة”، مشروع تخرج لطالبات ست في جامعة زايد، يطمحن أن يتعدى كونه “فكرة أكاديمية” إلى مشروع تجاري يعد الأول من نوعه للحفاظ على تراث وهوية مجتمع الإمارات في وجه “العولمة”. فمنذ القدم، فإن تناول “التمرة” لا بد أن يتبعه فنجان من القهوة العربية بنكهتها المحلية، في تجسيد لعادة أصيلة تطمح الطالبات صاحبات المشروع إلى تمسك أبناء المجتمع وبناته بها كواحدة من خطوات الحفاظ على تقليد توارثه الأجداد. “إن فكرة المشروع كانت حـُلماً يراودهن خاصة في ضوء ما يشهده السوق اليوم من توسع في الشركات التي تقدم القهوة بأسماء وماركات عالمية، ويقبل عليها الشباب من دون الوقوف لحظة أمام جمال وروعة المنتج المحلي “التمرة والقهوة”، كما قالت الطالبات لـ”الاتحاد”. وبذلت سارة خليفة الهاملي عضوة الفريق هي وزميلاتها جهوداً طويلة خلال أربعة أشهر في التحضير لهذا المشروع الذي واجه تحديات كبيرة، خاصة عندما تراجعت إحدى المؤسسات عن دعمه المادي في اللحظة الأخيرة مما اضطرهن إلى اللجوء إلى شقيقها رجل الأعمال محمد خليفة الهاملي، الذي تكفل بالدعم المادي لهذا المشروع، وخاصة فيما يتعلق بإصدار الدليل العلمي للمشروع، والذي يحمل العنوان نفسه “تمرة وقهوة”. وتضمن حفل تدشين مشروع الطالبات فاطمة عبد الرحمن الغيلاني، هدى سالم الراشدي، فاطمة يوسف الحمادي، مي محمد الزعابي، سارة خليفة الهاملي ومريم عبيد العميمي إطلاق كتاب “تمرة وقهوة” وهو دليل ثقافي يشمل معلومات حول تاريخ التمور والقهوة العربية وارتباطهما بالتراث الإماراتي الأصيل كرموز للضيافة الإماراتية. ودشن الشيخ الدكتور هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان مساء أمس الأول المشروع، الذي أقيم بالتعاون بين عدد من الجهات المجتمعية من بينها بلدية مدينة أبوظبي ونادي تراث الإمارات. وأكد سموه في تصريح لـ “الاتحاد” أن ما قدمه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد طيب الله ثراه للبشرية من رعاية واهتمام بالتراث يعتبر نموذجاً فريداً على مستوى العالم. وقال إن المغفور له الشيخ زايد رحمه الله نجح في أن يجعل التراث أحد مرتكزات الحاضر وأن يستنهض الهمم والعزائم للانطلاق بعبر ومفاهيم التراث وتوظيفها في الارتقاء بالنهضة الحضارية التي تشهدها الدولة. ومن هنا جاء اهتمام فقيد الأمه وتركيزه على أن يكون التراث “ذاكرة وطنية” وقد نجحت هذه الجهود في بث الوعي الوطني تجاه هذه القضية الحيوية، حيث أكد فقيد الأمة في أكثر من مناسبة أنّ “مَنْ لا ماضي له .. لا حاضر له”. وأشار سموه في تصريح لـ “الاتحاد” إلى أنه لا تعارض بين التراث والعولمة، التي يشهدها العالم حالياً، فالمجتمعات التي تستند إلى ركائز قوية لتراثها الوطني، هي تلك المجتمعات التي يمكنها أن تواجه متغيرات العولمة، وخاصة فيما يتعلق بالشأنين الثقافي والاجتماعي، وما يرتبط بهما من تأثيرات على منظومة القيم. وتضمن الحفل جلسة تراثية بمشاركة الممثل علي التميمي، والمذيع حارب السويدي، والشاعر جمعة بن نايم الكعبي، وعدد من المتخصصين في الشأن التراثي، حيث ناقشت الجلسة تاريخ وأصول التمور وأنواعها والقهوة العربية ومكانتها واستخداماتها كرمز من رموز الضيافة الإماراتية وعادات وتقاليد تقديمها، بالإضافة إلى دور المغفور له بإذن الله تعالى الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في زراعة النخيل واهتمامه بالتمور. وتقول الطالبة فاطمة عبد الرحمن الغيلاني، في خضم التزاحم وتبادل الثقافات والعولمة، قمت أنا وزميلاتي الطالبات من كلية علوم الاتصال والإعلام باختيار مشروع تراثي عن التمر والقهوة لنشارك به الثقافات العربية والأجنبية كافة بمعلومات قيمة وبأسلوب علمي بسيط يسهل على المتلقي فهمه بوضوح. وأشارت: دائماً ما نطمح إلى أن تكون لنا القدرة على تعريف الناس أكثر وأكثر عن تراث هذه الدولة المعطاء ويوماً ما حتماً سنقوم بنشر كل ما يتعلق بتراثنا في أنحاء العالم” حتى يعرف الأجانب من الجاليات التي تعمل داخل الدولة المقاصد النبيلة لمنظومة القيم الإماراتية، وخاصة عندما نقدم لهم “التمرة والقهوة”. وأشارت الطالبة هدى سالم الراشدي إلى أن فكرة مشروع تمرة وقهوة أتت ضمن حرصنا على الحفاظ على تراثنا وهويتنا، لذا أردنا أن نتناول جزءاً من الثقافة الإماراتية، حيث إن التمر والقهوة جزء لا يتجزأ من حياة الشعوب العربية والخليجية بصفة خاصة. كما أن للتمر والقهوة مكانة بارزة في المجتمع الإماراتي إلى درجة أنهما أصبحا رمزين يمثلان التراث الإماراتي، ومن خلال الكتيب الذي أصدرناه أردنا أن نوضح هذه المكانة، وأن نعرف الأجانب والسياح عن ثقافة التمر والقهوة”. وأكدت الطالبة فاطمة الحمادي، أن التراث لا يحتاج من يتعلمه بل يحتاج إلى التطبيق والتذوق لذلك كانت فكرة المشروع تمرة وقهوة، وهي من أهم رموز الضيافة في الإمارات منذ القدم حتى الآن ولا يمكن الفصل بينهم” . ويعد التمر والقهوة أنيس كل مجلس إماراتي، والرفيق في السفر والترحال، وفق الحمادي التي قالت “أردنا من خلال مشروعنا توضيح أهمية هذه العادة وكيفية ترسيخها لدى الأجيال القادمة، نتمنى أن يترك هذا المشروع بصمة خالدة في التراث للأجيال المقبلة”. وقالت الطالبة سارة خليفة الهاملي: “منذ صغري كنت أفكر في مشروع يعكس تراث أجدادي، ومن خلال مشروع (تمرة وقهوة) قمت بإنجاز ما كنت أحلم به، فالتمر والقهوة رمز ضيافة البدو في الماضي والحاضر. فهذا فخر لنا وهدية بسيطة لدولتنا الحبيبة”. وأشارت إلى أنها نجحت في الحصول على ترخيص تجاري لهذا المشروع من قبل دائرة بلدية أبوظبي، بحيث يمكن تنفيذه في المستقبل ضمن هذا الفريق من الطالبات المشاركات. وأضافت الطالبة مريم عبيد العميمي، “يسرنا تقديم كتيب تمرة وقهوة الذي يضم العديد من المعلومات القيمة، والذي نستهدف فيه جيل الشباب والأجانب على حد سواء، من خلال تقديم معلومات وفيرة وقيمة حول التمر والقهوة وأصلهما وكيفية ارتباطهما بالضيافة الإماراتية، والعادات والتقاليد، التي ما زلنا نمارسها اليوم في تقديم التمور والقهوة العربية”. وأشارت الطالبة مي الزعابي إلى أن المجلس التراثي ناقش عدداً من الموضوعات في مقدمتها اهتمام المغفور له بإذن الله تعالى الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه بزراعة النخيل، وما قيل في التمر والقهوة في عدد من القصائد التراثية بالإضافة إلى قصص مختلفة عن أهمية التمور ومكانة القهوة العربية، الأمر الذي أتاح لجميع الطالبات الشعور بالصلة القوية والارتباط بماضي أجدادنا.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©