الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة: الإسلام يحث على تكريم المعاقين وتنمية طاقاتهم وتطوير إبداعاتهم

خطباء الجمعة: الإسلام يحث على تكريم المعاقين وتنمية طاقاتهم وتطوير إبداعاتهم
23 ابريل 2010 23:36
أكد خطباء الجمعة في مساجد الدولة أن دولة الإمارات ترعى المعاقين رعاية لا نظير لها، وفي هذا دلالة واضحة على ما تبذله القيادة الرشيدة لهؤلاء المعاقين، فقد بنت لهم مؤسسات ينعمون فيها بالرعاية الصحية والتغذية السليمة والتأهيل البدني والتعليم، وأعدت لهم مواقف خاصة بسياراتهم ومداخل خاصة بهم إلى المؤسسات والدوائر الحكومية والمساجد. وأشاد الخطباء بتقدير المعاقين هذه الرعاية حق قدرها، حيث ردوا الجميل لهذا الوطن، فكان منهم المبدعون الذين تركوا خلفهم آثارا طيبة نافعة تدل على هممهم العالية ونفوسهم الكبيرة، وفاز الكثير منهم بالجوائز وخاصة في مجال الرياضة، ورفعوا راية الدولة في المسابقات العالمية، وحققوا إنجازات لم يحققها غيرهم، وقد قال الله عز وجل “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا”. وقال أئمة المساجد في الخطبة الموحدة أمس إن الله تعالى خلق الخلق، وجعلهم متفاوتين في القوة والضعف، والصحة والمرض، والغنى والفقر، وكل ذلك لحكمة أرادها الله جل في علاه، ومن فضله سبحانه أنه جعل التفاضل على أساس التقوى والعمل الصالح الذي ينفع الخلق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم” فقيمة الإنسان وعظمة مكانته عند ربه وعند الناس تكمن في الأعمال الخيرة والنافعة، فكم من إنسان معاق تميز بهمته العالية على الصحيح القوي، فقدم لمجتمعه من الخير ما يعجز عنه بعض الأقوياء الأصحاء. وأكد الخطباء أن الإسلام ينظر إلى المعاقين كالأعمى والأعرج والأصم والأبكم وغيرهم نظرة تكريم، ويدعو إلى رعايتهم والوقوف بجانبهم، وتنمية طاقاتهم وقدراتهم ومهاراتهم، وتطوير إبداعاتهم، وقد حثنا ديننا الحنيف على ذلك، قال صلى الله عليه وسلم “وعونك الضعيف بفضل قوتك صدقة، وبيانك عن الأرتم صدقة”. ودعا الخطباء من أراد القرب من الله تعالى، ومن أراد الأجر العظيم والثواب الكبير، أن يكن قريبا من هؤلاء، يأخذ بأيديهم ويشجعهم ويقوم على تربيتهم وتعليمهم ورعايتهم، ويساهم في الإنفاق على المشاريع التي تعنى بهم، فالمعاقون مكرمون بصبرهم، وينالون بذلك الأجر العظيم، قال النبي صلى الله عليه وسلم “يقول الله عز وجل: من أذهبت حبيبتيه - أي عينيه - فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة”. وبينوا أن هذا الجزاء العظيم الذي أعده الله تعالى للمعاق وأهله ومن يقوم على رعايته، يكون حافزا على بذل الجهد والتفوق، ويدفع بأهل المعاق إلى التكيف مع هذه الإعاقة لجعله فردا فاعلا في المجتمع، ومتميزا في عطائه وإبداعه. وأشار الخطباء إلى أن المعاقين استطاعوا تسجيل أسمائهم في سجل عظماء التاريخ، ويتركوا بصمات واضحة، تبرهن على أن الإعاقة لا تشكل حاجزا بين الإنسان وبين الرقي والإبداع والتميز، ومن هؤلاء العظماء الصحابي الجليل عبدالله ابن أم مكتوم رضي الله عنه الذي لم يمنعه فقد بصره من طلب العلم، ومن أن يكون مؤذنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أنزل الله تعالى في حقه آيات قرآنية يأمر الله عز وجل فيها نبيه صلى الله عليه وسلم بمراعاة حالته الخاصة، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمه، ويبسط له رداءه إذا أقبل إليه، وقد استخلفه صلى الله عليه وسلم على المدينة المنورة عندما سافر مرتين. كما أشاروا إلى أن الإمام الترمذي رحمه الله كان أعمى، ولكنه أوتي من المواهب والإبداعات ما جعله من أكابر العلماء، فبرع في علم الحديث وحفظه وأتقنه وطاف البلاد وسمع من كبار العلماء، وألف وصنف، وترك وراءه ثروة عظيمة دائمة. وهذا أبان بن عثمان بن عفان رضي الله عنه كان به صمم، ومع ذلك كان من فقهاء التابعين ومن فقهاء المدينة وعلمائها العشرة، يقول عنه أحد الفقهاء: ما رأيت أعلم منه بالحديث والفقه. ونوه أئمة المساجد في خطبة الجمعة الثانية أمس بالجهود التي تبذلها القيادة الحكيمة من عطاء لأفراد هذا الوطن المعطاء، مشيدين بكل المؤسسات التي ترعى المعاقين، وتسعى في خدمتهم، قال عز من قائل “وما تفعلوا من خير فإن الله كان به عليما”. وقال الخطباء إن تاريخنا قد سجل اهتماما بالمعاقين وتكريما لهم وعناية بهم، فقد أعطى الوليد ابن عبد الملك كل مقعد خادما، وقد أمر عمر بن عبدالعزيز رحمه الله لكل أعمى بقائد، لافتين إلى أن دولة الإمارات اهتمت بالمعاقين اهتماما بالغاً فأنشأت دورا لرعايتهم، وأحضرت المتخصصين الذين يقومون بتعليمهم، ووفرت لهم كل سبل الرعاية الصحية والاجتماعية، وأوجدت لهم فرص العمل التي تناسبهم، وأمنت لهم المساكن اللائقة بهم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©