الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حزب الله يحدد الخطوط الحمراء مع العهد الجديد

28 مايو 2008 01:41
رأى نواب ومحللون أمس أن الأمين العام لـ''حزب الله'' اللبناني حسن نصر الله تمسك في الخطاب الذي ألقاه أول من أمس بالخطوط الحمراء التي سبق له أن رسمها حول سلاحه بما يشكل رسالة قوية وحازمة للعهد الجديد الذي بدأ بانتخاب الرئيس ميشال سليمان· وقال النائب الياس عطا الله (الأكثرية) إن الخطاب رسم حدود العلاقة بين دولة الأمر الواقع والدولة الشرعية، وأضاف ''في خطاب القسم للرئيس ميشال سليمان، المقاومة تقوم على وحدة الشعب ومبرر وجودها تقصير الدولة في الماضي وتفككها، والآن علينا الاستفادة من قدراتها في إطار استراتيجية دفاعية··وأتى الرد من جانب نصر الله وفق معادلة سابقة للتحرير لم تعد تصح اطلاقا ترتكز فيها المقاومة على جزء من الشعب، بما يعني أن وحدة اللبنانيين ليست مهمة''· وسيطرت المعارضة بقيادة ''حزب الله'' عسكريا على احياء بيروت الغربية في بداية مايو ردا على قرارات حكومية اعتبرها تمس بأمن المقاومة· وحدد نصر الله في الخطاب الذي ألقاه الاثنين لمناسبة الذكرى الثامنة لتحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي مهمة سلاح حزبه ومهمة سلاح الجيش، عبر التشديد على أن المقاومة ليست بحاجة إلى إجماع شعبي عليها، والتأكيد على أن سلاحه لن يستخدم في الداخل وأنه لا يريد السيطرة على لبنان أو تغيير نظامه لأنه بلد متنوع· واعتبر عطا الله ان نصر الله اعطى جوابا برفض جزء اتفاق الدوحة المتعلق ببسط سلطة الدولة وبحث علاقة التنظيمات المسلحة بها· فيما رفض فؤاد السنيورة رئيس حكومة تصريف الاعمال التعليق على مضمون الخطاب مكتفيا بالقول للصحافيين اثر اجتماعه بالرئيس سليمان ''افضل عدم التعليق حاليا''· ورأى وزير الدولة لشؤون البرلمان ميشال فرعون ان خطاب نصرالله محاولة لوضع العصي في دواليب الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية قبل بدئه مع محاولة جديدة لوضع خطوط حمراء، وان التفسير المسبق لدور الدولة من السلاح هو مناقض لمبدأ الحوار وكأن الكلام عن المشاركة يأتي في اتجاه واحد· وعلق النائب بطرس حرب على خطاب نصرالله معتبرا أنه لا يجوز اعتماد هكذا خطاب متشنج في اول يوم لتولي رئيس الجمهورية مقاليد الحكم، كاشفا عن اجتماع قريب يحضر لقوى 14 مارس· واعتبر النائب انطوان اندراوس ''أن إطلالات نصرالله انما هي نذير شؤم على اللبنانيين بحيث ومع أي اطلالة او خطاب يدفع اللبناني الكلفة الأمنية والاقتصادية وتتحول شوارع بيروت الى مرتع للرعاع وهذا ما حدث بعد خطابه''· وسأل اندراوس عن الاهداف الكامنة وراء ''النبرة العالية لنصرالله وبعد فرح الناس بانتخاب سليمان رئيسا، وقال ''كأن السيد نصرالله بات متخصصا في إفساد فرحة اللبنانيين والتزامه بنسف الموسم السياحي، والسؤال هل النبرة العالية في خطابه موجهة ضد خطاب القسم الذي جاء متوازنا ومنطقيا، أم هي استمرار لدور الحزب في رهن البلد لمشاريعه الانقلابية''· وقال اسامة صفا المحلل في المركز اللبناني للدراسات الاستراتيجية ''إن نصر الله كرس في خطابه ما أكدته الأوضاع على الأرض خلال الحرب المصغرة التي جرت، وهي أن سلاحه خط أحمر وأن أي مؤسسة لبنانية لن تجرؤ من الآن فصاعدا على ان تتناوله''· ورأى أن لما ما جرى في بيروت هدف استراتيجي أساسي· وقال ''ضحى حزب الله بأمور على المدى القصير مثل خسارة لشعبيته واستخدامه السلاح في الداخل من أجل تأمين هدف اساسي طويل الأمد وهو تحييد السلاح عن أي سجال''· واعتبر أن الحزب نجح في ذلك رغم ما ورد في اتفاق الدوحة عن الاستراتيجية الدفاعية والحوار حول السلاح· ووصف نبيل بو منصف المحلل السياسي في صحيفة ''النهار'' موقف نصر الله بأنه خطير جدا، وقال ''بطريقة واضحة ومباشرة نصر الله يفرض مفهومه الخاص للاستراتيجية الدفاعية على مفهوم الدولة··لم يتغير شيء في موقفه ويحاول ان يفرضه على العهد الجديد والأكثرية''· واعتبر بو منصف أن الخطاب يشكل ردا على خطاب القسم الذي حدد فيه سليمان الخطوط العريضة لعهده الذي يمتد ست سنوات وأنه يناقضه تماما· وقال ''طرح سليمان هو طرح ابن الدولة المتعاطف مع المقاومة ولا يمكن لأحد أن يزايد عليه لكن رغم ذلك وضع له حدودا''، وأضاف ''غير صحيح أن السلاح لم يستخدم لتحقيق مكاسب سياسية بالعكس وما ورد في الخطاب هو من جملة المفاعيل الناجمة عن ذلك''· وأشار بو منصف إلى أن طرح نصر الله نموذج رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل عام 2005 فيما يتعلق بالعلاقة بين الدولة والمقاومة قد مر عليه الزمن· وقال ''هذا النموذج كان في واقع الوجود السوري الذي يقول ''انت دورك الاعمار وانت دورك المقاومة''· وفي المقابل، رفضت مصادر ''حزب الله'' التعليق على الخطاب الذي وصفته قناة المنار الناطقة باسم الحزب من جانبها بأنه ''الخطاب الفصل''· وقالت ''كما المرحلة مفصلية تأخذ البلد من ضفة إلى أخرى، جاء الخطاب الفصل لقائد المقاومة تاريخيا، يؤسس لمستقبل جديد قال فيه ما يجب أن يقال عن المنطقة ولبنان وما بين أزمتيهما من صلات أرادها الآخرون جسرا لعبور مشاريعهم المشبوهة، فقطعت المعارضة الطريق عليهما''·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©