الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جدل الـ «سكود» يلقي بظلاله على محاولات التقارب بين سوريا وأميركا

24 ابريل 2010 00:06
تأتي التحذيرات الأميركية لسوريا المتهمة بتزويد حزب الله بصواريخ سكود في الوقت الذي تأمل فيه دمشق عودة الدفء إلى علاقتها مع واشنطن. واعتمدت واشنطن على نحو مفاجئ لهجة قاسية نحو دمشق على لسان جيفري فلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط. وقال فلتمان خلال جلسة استماع في الكونغرس مساء الاربعاء “إذا صحت تلك الأنباء، فسيتعين علينا دراسة كل الأدوات المتوافرة لنا من اجل جعل سوريا تصحح هذا العمل”. واعتبر محلل سياسي طلب عدم الكشف عن اسمه “أن التهديدات ليست لها أية قيمة، ليس هناك ما يعزز أن هذا يعكس الموقف الرسمي لإدارة اوباما”. وأضاف فلتمان “لقد أظهرت الولايات المتحدة في السابق أنها قادرة على التحرك.. اعتقد أن كل الخيارات مطروحة في هذا الشأن”. ولكن المحلل السوري اعتبر أنه “ليس صحيحا أن الولايات المتحدة تملك كل الخيارات في المنطقة.. الولايات المتحدة ليست طليقة اليدين في الشرق الأوسط، وسوريا والعرب يدركون ذلك”. وكان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز اتهم في الآونة الأخيرة سوريا بأنها زودت “حزب الله” اللبناني بصواريخ من طراز سكود. وجدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس اتهام دمشق بنقل أسلحة إلى حزب الله. وقال نتنياهو للشبكة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي رداً على سؤال حول الوضع على الحدود الشمالية، “لا نريد الحرب. لكن هناك أسلحة تنقل إلى حزب الله عبر الحدود بين سوريا ولبنان، وهذا أمر غير مقبول”. ونهجت الولايات المتحدة نهج إسرائيل مطالبة دمشق بتوضيحات. وأصدرت الخارجية الأميركية بيانا مساء الاثنين جاء فيه “لقد تم استدعاء أعلى دبلوماسي سوري موجود في واشنطن هو مساعد رئيس البعثة زهير جبور إلى وزارة الخارجية للاستفسار عن أعمال استفزاز من قبل سوريا تتعلق باحتمال نقل أسلحة إلى حزب الله”. بالمقابل ردت سوريا باتهام الإدارة الأميركية بتبني مزاعم إسرائيل، وأعربت على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم عن اسفها لتورط الخارجية الأميركية بتبني مزاعم إسرائيل. وقال المعلم بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية (سانا) انه “تم تحذير المسؤولين الأميركيين من تجاهل الدوافع الإسرائيلية لإطلاقها هذه المزاعم والضجيج الذي تثيره بهدف خلط الأوراق وحرف النظر عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة”. وفي معرض تعليقها على الموضوع اتهمت الصحافة السورية واشنطن بتبني الموقف الإسرائيلي. وتساءلت صحيفة تشرين الحكومية “هل تصدق الإدارة الأميركية فعلا ما تزعمه إسرائيل وتدعيه من إرسال صواريخ سكود إلى حزب الله أم أنها تزعم أنها تصدق ذلك في سبيل إرضاء مزاعم إسرائيل وتوفير الفرصة لها لشن عدوان جديد في المنطقة؟”. وأكدت الصحيفة أن “إسرائيل تكذب وتفتري. إن سوريا بالتأكيد لم تمنح أحداً صواريخ سكود. ولا تزال السياسة الأميركية تجاه العرب إسرائيلية الهوى والمزاج، ولا تزال لغة أميركا السياسية تتبنى مصطلحات العدو الصهيوني ومفردات خطابه”. وأضافت “على الولايات المتحدة أن تشرح لنا لماذا يحق لإسرائيل امتلاك سلاح تدميري شامل ولا يحق للعرب والمسلمين الدفاع عن أنفسهم”. وتأتي الأزمة في حين تواصل العلاقات بين دمشق وواشنطن تحسنها بعد عدة سنوات من التوتر. كما تأتي بينما يدرس مجلس الشيوخ قرار الرئيس الأميركي تعيين سفير جديد للولايات المتحدة في سوريا هو روبرت فورد. وإذا تمت الموافقة عليه فإن فورد سيصبح اول سفير أميركي في دمشق منذ 2005 . وأعطت سوريا مؤخراً موافقتها لإعادة فتح المدرسة الأميركية في دمشق والتي أغلقت منذ شهور عدة. ويعتقد خبراء كثر أن اختلافات كبيرة ما زالت عالقة بين دمشق وواشنطن. فسوريا، كما يؤكد هؤلاء، تدعم عدداً كبيراً من أعداء الإدارة الأميركية من أيران إلى حزب الله مروراً بحركة حماس ومسؤولين سابقين في حزب البعث العراقي.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©