الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجلس الأمن··· ولعبة إيران الجديدة

مجلس الأمن··· ولعبة إيران الجديدة
28 مايو 2008 01:58
برغم العداء الراسخ بين الولايات المتحدة وإيران، يبدو أن الطرفين شرعا مؤخراً بجس نبض بعضهما بعضاً، وهو ما يوحي بأن ما سيتصدر أجندتهما في النهاية قد يكون الحوار بدل المواجهة، ففي الأسبوع الماضي أطلع الجنرال ''ديفيد بيترايوس'' الكونجرس أنه عندما سيتقلد منصب قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى سينصح باعتماد مقاربة شمولية مع إيران تنخرط فيها ''جميع المؤسسات الحكومية'' مع النظام في طهران· ولا ننسى أن الجنرال ''بيترايوس''، الذي رشحه الرئيس بوش ليرأس القيادة الأميركية المركزية الممتدة على منطقة استراتيجية واسعة تشمل الشرق الأوسط وتمر من العراق وإيران وأفغانستان وباكستان، سبق أن أعلن تفضيله للدبلوماسية في نفس الوقت الذي اقترحت فيه إيران حواراً شاملا مع المجتمع الدولي، ففي رسالة وجهها وزير الخارجية الإيراني ''منوشهر متكي'' -في أواسط شهر مايو الجاري- إلى الأمين العام للأمم المتحدة ''بان كي مون'' اقترحت طهران وضع حزمة متكاملة من المواضيع على طاولة النقاش مع مجلس الأمن الدولي، بما فيها البرنامج النووي، وأكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده مستعـــدة لبحث ''تعاون حقيقي وجدي مع الأطراف الدولية المعنية''· غير أن بعض المسؤولين الغربيين اعتبروا الرسالة مجرد ''مناورة ذكية'' تقوم بها إيران لاستباق عرض جديد يستعد مجلس الأمن وألمانيا لتقديمه، يتضمن حوافز جديدة لطهران مقابل التخلي عن برنامجها النووي، وتوالت ردود الفعل على الرسالة الإيرانية فيما تبحث الوكالة الدولية للطاقة النووية التابعة للأمم المتحدة رفع تقريرها إلى مجلس الأمن، وهو التقرير الذي يتوقع المراقبون أن يشير إلى استمرار تلكؤ إيران في التعاون مع المفتشين ومراوغتها في فتح سجلاتها الخاصة بالتخصيب أمامهم، لا سيما تلك المرتبطة بالتسليح· وبشأن تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية أوضحت وزيرة الخارجية الأميركية ''كوندليزا رايس'' -الخميس الماضي- أنه سيكشف زيف ادعاءات الحكومة الإيرانية بخصوص شفافية برنامجها النووي قائلة: ''إذا كانت لدى إيران نوايا سلمية كما تقول، فعليهم فتح الأبواب أمام الوكالة الدولية''، غير أن البعض الآخر من المراقبين يعتقدون أن المبادرة الإيرانية قد توفر فرصة لمعاجلة القضايا العالقة مع المجتمع الدولي تتجاوز الملف النووي، وبالنسبة لواشنطن تشمل القضايا الأخرى التي تسعى إلى معالجتها الانخراط الإيراني في العراق ودعم طهران للتنظيمات الإسلامية المسلحة مثل ''حزب الله'' في لبنان و''حماس'' في قطاع غزة· وفي هـــذا الإطــــار يقول ''ديفيــد أولبرايــت'' -رئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن-: ''علينا أن نأخذ المقترح الإيراني على محمل الجد''، مضيفاً: أنه في الوقت الذي لم تأتِ فيه الرسالة بأي جديد في موضوع البرنامج النووي، إلا أنها تعبر فعلا عن ''اهتمام حقيقي بالتفاوض''، وتأتي هذه الدعوات الدبلوماسية وسط مؤشرات تفيد بأن موضوع إيران أصبح من أولويات السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ففي وقت سابق من الشهر الجاري أطلع وزير الدفاع ''روبرت جيتس'' مجلس الشيوخ بأن المواقف ''المتشددة'' للرئيس الإيراني ''محمود أحمدي نجاد'' صعبت من أمر المفاوضات، لكنه أضاف بأن الهدف هو استخدام جملة من الوسائل تتراوح بين الدبلوماسية إلى الضغوط الاقتصادية والعسكرية لإقنــاع طهران بأن التفاوض مــع الولايات المتحدة هو في مصلحتها، ومع ذلك جاء خطاب الرئيس ''بوش'' الذي ألقاه منذ فترة بالكنيست الإسرائيلي حاداً في نبرته بعدما حذر من ''مهادنة'' طهران، وهو ما فسره البعض على أنه هجـــوم مبطن على المرشح الديمقراطي ''باراك أوباما'' بسبب دعوته السابقة للحوار مع الرئيس الإيراني· ورغم تصريحات الرئيس ''بوش'' حرص البيت الأبيض على نفي ما جاء في تقرير إسرائيلي -نشرته إحدى الجرائد- من أن المناقشات التي جرت بين مسؤولين إسرائيليين والرئيس ''بوش'' أظهرت مساندة هذا الأخير لتوجيه ضربة لإيران، ويرجع المراقبون هذا الإقرار الأميركي، ولو على مضض، بالفائدة المرجوة من التفاوض مع إيران إلى حقيقة الدور المتنامي للجمهورية الإسلامية في الشرق الأوسط، لا سيما بعد الإطاحة بعدوها اللدود ''صدام حسين''، وما انتصار ''حزب الله'' المدعوم إيرانيا في السياسة اللبنانية وتسجيله لحضور بارز في الآونة الأخيرة سوى دليل على النفوذ الإيراني في المنطقة، ويرى ''باهمان باختياري'' -أستاذ العلوم السياسية بجامعة ''مين'' الأميركية- أن طهران تسعى من خلال مقترحها للتفاوض إلى استباق خطوة مجلس الأمن وألمانيــا بعرضهم لحوافز جديدة على إيران قد تضعها في موقف حرج إذا لم تقبلها، مضيفاً أن الاقتراح دلالة أيضا على اتفاق القادة الإيرانيين وإجماعهم على البرنامج النووي، ويعتقد ''باختياري'' ذو الأصول الإيرانية أن توجيه الرسالة من قبل وزير الخارجية ''منوشهر متكي'' -الذي أقصي في وقت سابق من قبل الرئيس أحمدي نجاد- يعكس عودة ''المحافظين البراجماتيين'' إلى الساحة السياسية في إيران الذين يوافقون ''على دراسة المقترحات الغربية''، ويعكس المقترح الإيراني للحوار الذي تضمنته رسالة وزير الخارجية مدى حرص طهران على إبقاء الصين وروسيا إلى جانبها، وكما يقول ''باهمان باختياري'' تعتبر إيران أن ''مجلس الأمن هو أداة أميركية، لذا من الأفضل أن يكون منقسماً''· هوارد لافرانشي محرر الشؤون الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©