الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المارينز وطالبان بين الكر والفر

المارينز وطالبان بين الكر والفر
28 مايو 2008 01:58
على مدى عامين، أسس البريطانيون وجودا في مركز مقاطعة صغيرة واقعة في جنوب أفغانستان، حتى يتمكنوا من صد الهجمات التي يشنها عليهم مقاتلو حركة ''طالبان''، ولكن الأمر لم يستغرق من المارينز وتحديدا سوى 96 ساعة فقط لطرد طالبان من هناك بعد معركة وقعت الشهر الماضي، نجح خلالها في دفع مقاتلي الحركة 6 كيلومترات للوراء، كانت تلك أول معركة قتالية كبيرة تدور بين الجانبين، منذ أن جاءت القوة إلى هذا المكان في مارس الماضي، وأداء هذه الوحدة التي تعتبر آخر وحدة من وحدات المارينز تصل إلى أفغانستان، لقضاء دورة خدمة مدتها سبعة شهور لتعزيز قوات الناتو، سوف يكون تحت مجهر الرقابة وخصوصا بعد الحادث الذي تورطت فيه قوة سابقة حين أطلقت النار دون تمييز على حشد من المدنيين بعد أن تعرضت لهجوم انتحاري ما أدى إلى مصرع 19 مدنيا، وحملة المارينز في هذه المنطقة الزراعية لم تنته بعد لأن مقاتلي طالبان عادة ما يعودون إلى المناطق التي يتم طردهم منها· نتائج المعركة الأخيرة التي خاضها المارينز كانت محسوسة سواء بالنسبة للقوات البريطانية المعسكرة في المنطقة أو بالنسبة للسكان، يقول الميجور ''نيل دين- ماكي'' قائد سرية ''فوج اسكتلندا الملكي'' -معلقا على ذلك-: ''لقد تمكنت قواتنا من حرمان طالبان من حرية الحركة، ودفعهم جنوبا، وهو ما أدى إلى تمكيننا من تطوير مستشفى المنطقة، وتوفير الظروف الملائمة لعودة الحكومة مجددا، وهو ما ساهم بدوره في خلق حالة من التفاؤل الشديد في أرجاء المنطقة''· يوجد في باكستان 34 ألف جندي أميركي منهم ما يزيد عن 3000 من قوات المارينز، الذين تم إرسالهم بعد أن طلب الناتو معاونة إضافية في المناطق الجنوبية التي تتمتع فيها طالبان بنفوذ كبير، وكان لدى الجنرال ''دان كيه· ماكنيل'' قائمة بالمهام التي يتعين على قوات المارينز تنفيذها عندما وصلوا إلى البلاد في شهر مارس، ولكن ما حدث مع ذلك هو أن غالبية أفراد هذه القوات أمضوا شهرا في ''جارمسر'' بعد تغيير خطتهم الأصلية التي كانت تتضمن تأمين طريق رئيسي، وذلك بعد أن أدركوا مدى أهمية هذه المنطقة لطالبان سواء لجهة اتخاذها منفذا للتسلل، أو كطريق لتوصيل الإمدادات للمقاتلين الموجودين في الجزء الشمالي من ولاية ''هيلماند''· يشار إلى أن هذه المنطقة الواقعة في الجزء الجنوبي من ولاية ''هيلماند'' والتي تمتد بمحاذاة وادي نهر ''هيلماند''، كانت تقليديا هي المنطقة الأولى في إنتاج القمح وغيرها من المحاصيل التي تحتاجها البلاد، ولكن ما حدث خلال الثلاثين عاما الماضية من الحروب هو أن المنطقة توقفت عن زراعة المحاصيل واستبدلتها بزراعة الأفيون بكميات كبيرة تعادل 98% من كميات الأفيون المنتجة في العالم، وظلت المنطقة طويلا نقطة تسلل للمقاتلين القادمين عبر الحدود الجنوبية المتاخمة لباكستان، والقادمين أيضا من مقاطعة ''بلوشستان'' في باكستان عبر معسكر اللاجئين الأفغان المعروف باسم ''غابة جيردي'' ومنها إلى المنطقة المعروفة بـ''صحراء الموت'' وصلوا إلى وادي النهر الذي يقدم غطاءً مثاليا للمقاتلين والمهربين على حد سواء بسبب الانتشار الكثيف للقرى والزراعات· وبوجود مثل هذه المنطقة الشاسعة تحت سيطرتهم كان مقاتلو طالبــان قادرين على تجنيد المزيد من الأفراد، وتخزين الأسلحة والمعدات، وتوفير طريق لوجستي لإرسال المقاتلين والأسلحة إلى شمال ''هيلماند'' ومن ثم إلى ولايتي ''قندهار'' و''أروزجان''· وقد اختلط مقاتلو طالبان الذين طردوا السكـــان من ديارهـــم بأعـــداد كبيــــرة من العرب والباكستانيين والبلوش القادمين من جنوب إيران الذين يمقتهم السكان المحليون هنا، يقول ''شير أحمد'' 32 عاما: ''لقد عانينا مر المعاناة العامين الماضيين، ونحن في الحقيقة ندين بالفضل لمن وفروا لنا الأمن، نحن لا نريد مساعدات من الناتو وإنما نريد الأمن''، ويشار إلى أن السكان يرفضون المساعدات الإنسانية التي يقدمها المارينز، لأن بعض عناصر طالبـــان التي كانــت تنجــح في التسلل عائدة إلى هنا كانت تهدد كل من يستلم مساعدة من المارنيز· بعد شهر من التواجد في المنطقة لم ينجح المارينز سوى في تأمين نصف مساحة المنطقة والتي تقع إلى الجنوب من ''جارمسر'' وتبلغ مساحتها ستة أميال مربعة تقريبا، ولا تزال قوات طالبان التي تقاتل انطلاقا من قريتين تشن هجمات على الجناح الجنوبي من المارينز، بل وتزحف أحيانا لإطلاق النار على المواقع البريطانية الموجودة على أطراف المدينة· الاختبار الأكبر سوف يأتي خلال عدة أسابيع من الآن، عندما يتحرك المارينز من هنا، ويتولى الجنود الأفغان المدعومين من قبل البريطانيين المسؤولية، والخوف هنا هو من أن يتمكن مقاتلو طالبان من التسلل وسط القرويين العائدين كي يتمكنوا من تنسيق الهجمات· يقول الميجور ''دين- ماكاي'' الذي يمضي فترته الرابعة في أفغانستان، إنه يرى أن هناك تقدما كبيرا قد حدث، وذلك من حيث درجة الثقة والقدرة التي تتمتع بها قوات الأمن الأفغانية، وهذه القوات المعززة التي تم تدريبها والإشراف عليها بواسطة البريطانيين والأميركيين انتقلت بالفعل إلى هنا، وهي تعمل بشكل جيد إلى جوار قوات حرس الحدود وأفراد الاستخبارات· في ذات الوقت يستعد المارينز للخطوة التالية، فإلى الجنوب من هنا تمتد مساحات من المناطق غير المسيطر عليها، التي لا تزال طالبان تعمل فيها بحرية، بالإضافة إلى عشرات المناطق الأخرى الواقعة في مختلف أنحاء البلاد، والتي تتطلب قدرا كبيرا من الاهتمام· كارلوتا جال- أفغانستان ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©