الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النخلة المباركة تستقبل زوار «ووماد أبوظبي» والناي الهندي يغازل معزوفات الفلامينكو

النخلة المباركة تستقبل زوار «ووماد أبوظبي» والناي الهندي يغازل معزوفات الفلامينكو
24 ابريل 2010 20:16
واصل مهرجان ووماد الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عروضه الفنية لليوم الثاني على كورنيش أبوظبي مستهلاً أولى فقرات السهرة بلوحات من أشجار النخيل المتلألئة التي شكلتها الألعاب النارية، وهي تشع في فضاء الكورنيش، وكانت بداية جميلة تدعو إلى التأمل والإعجاب خاصة أن النخلة المباركة ترمز إلى الخير والمحبة والسلام. افتتحت فرقة رانغو السودانية أولى فقرات السهرة على المسرح الجنوبي، وهي مجموعة من الموسيقيين والراقصين السودانيين المقيمين في القاهرة، وكان عرض الجمعة مختلفاً عما قدمته في ورشة العمل خلال اليوم الأول. بادرت الفرقة لتحية الجمهور بأغنية “السلام عليكم” وهي ذات إيقاع سريع شبيه بترديد نهايات الأناشيد الصوفية، ثم تقدمت الفنانة زينب لتخص أبو ظبي بالتحية وتشكر الهيئة المشرفة على تنظيم هذا المهرجان، وراحت توزع التحية والسلام وكأنها تنثر الورود على الإمارات ومصر والسودان وبقية البلاد العربية. وهذه الفرقة تمتاز بموسيقاها التقليدية وتمزج ألحان آلاتها الوترية بإيقاع الدف والطبول وتمتاز بالانسجام الفني المدهش بين أنغام العزف وإيقاع النقر والحركات الراقصة التي بدأها حسام فتحي الصالحي واسمه الفني (فيكا) وقد عرض لوحة فنية راقصة وكان لثوبه الأبيض الفضفاض وأكمامه العريضة دورها التشكيلي الجميل في استكمال حركات الرقص وهو يتمايل بجسمه الممتلئ مردداً: “صلوا.. صلوا على النبي”، وكان بارعا بإتقان هذه اللوحة الفنية، وجاءت الأغنية الثانية حوارية بين الفنان عصام (توتو) والفنانة زينب مع الرقص والتغني بمصر والسودان، وقد هب الجمهور ليردد معهما: “كدا مصر من هنا/ والسودان من هنا/ أرقص كدا.. أيوه كدا/ أبو ظبي كدا/ الغنوه كدا/ والفن كدا/ يالله نفرح الليلة/ يا الله كدا..”. وتابعت الفرقة أغانيها ورقصاتها لمدة لا تقل عن ساعة، وكان مسك الختام من جديد مع الفنان توتو الذي ظهر بملابس تقليدية، بدءاً من التاج المزين بالريش والحزام المشكوك بالريش والخرز الأزرق والأبيض ليقدم مع الفرقة أجمل لوحة فنية راقصة مصحوبة بالأغاني العذبة والإيقاعات التقليدية الرائعة. فرقة عبري وفي المسرح الشمالي قدمت فرقة عبري عرضها الفني، وهي من أفضل الفرق التقليدية التي انطلقت من دبي لتقيم في بريطانيا وتؤدي أعمالها الفنية مازجة ألوان الموسيقى التقليدية مع عناصر فريدة من الأصوات المتناغمة بطريقة تصويرية قريبة من الموسيقى التعبيرية. وقد قدمت عرضا موسيقيا شائقاً تجاوب معه الجمهور الشبابي لأن هذه الفرقة تضم مجموعة من المواهب الشابة التي أكدت حضورها على مسارح العالم وحصلت على جوائز عدة مهمة، كما قدمت مساء أمس الأول ألواناً من مقطوعاتها الموسيقية الجميلة على كورنيش أبوظبي. فرقة شيميراني وعودة سريعة إلى المسرح الجنوبي لنشهد ما قدمته فرقة شيميراني المتميزة، وهي مؤلفة من عائلة إيرانية واحدة تقيم في باريس: الأب جمشيد، وولداه كيفان وبيجان، وابنته مريم التي تألقت بصوتها الملائكي الآسر. وهذه الفرقة المتشربة بالموسيقى التقليدية تعتبر أسياد فن الإيقاع في العالم، بدءاً من الأب أستاذ الموسيقى الشرقية في السوربون منذ حوالي أربعين سنة، وقد تعلم ولداه الموسيقى على يديه وأتقنا فنون الإيقاع وخاصة كيفان الذي امتاز بالنقر الإفرادي (سولو) وكذلك بالعزف الجماعي مع الفرقة، وقد أبدع لونا موسيقيا خاصا به في ما يسمى بالحوار الإيقاعي بين آلات عدة متناغمة من إيران والهند ومالي. كما أن أخاه الصغير بيجان الذي درس اللون الموسيقي التراثي المعروف باسم (الزارب) وأصبح عازفا مدهشا في الإيقاع والنقر على الدف والرق والكاجون. هذا العرض الفني الرائع من جمال اللحن وعذوبة الصوت زاده الجمهور المحتشد روعة وجمالًا بانسجامه وتجاوبه مع كل ما قدمته هذه الفرقة المتميزة. ألحان غربية وشرقية وننتقل إلى عرض ترانسجلوبال أندرجراوند، وهي فرقة موسيقية أُسست في لندن و تمزج في أدائها الألحان الغربية والشرقية والأفريقية، وهم يعزفون على آلات موسيقية متنوعة من وترية وإيقاعية وقصبية، ومنها الجيتار والميلوديكا والمزمار وآلات الإيقاع بأنواعها، وقد قدموا معزوفات وأغاني امتازت بالكلمات الرقيقة والأصوات العذبة على أنغام حديثة مبتكرة ومواكبة للعصر، لذلك اجتذبوا على عجل أمواج الحضور من المسرح الجنوبي إلى المسرح الشمالي حيث برعوا في تقديم مقطوعاتهم الموسيقية كما أجادوا بالرقص والغناء. الفرقة الكوبية ويطير بساط الفن السحري بجمهور كورنيش أبوظبي إلى المسرح الجنوبي مع الفرقة الكوبية سييرا مايسترا التي أخذت هذا الاسم من تلك الجبال الرائعة المطلة على البحر الكاريبي، والتي اقترن اسمها بأسماء كاسترو وجيفارا والعديد من أبطال أميركا اللاتينية، خاصة أن هذه الفرقة أُسست من الطلبة في جامعة هافانا قبل أكثر من ثلاثين سنة، وكان هدف الفنانين المؤسسين من أولئك الشباب الرواد إحياء لون موسيقي كان دارجا في العشرينات من القرن الماضي. قدمت الفرقة آخر عرض على المسرح الجنوبي، وقد نالت الفرقة شهرة واسعة على مستوى أميركا اللاتينية والعالم. أطلت الفرقة على جمهورها الذي افترش الرمال، وهي مؤلفة من تسعة فنانين يرأسها جون دي ماركيز جوانزالس، وقد عزفوا مقطوعات موسيقية عدة على آلات متعددة، منها الجيتار والبوق والتربز، إضافة إلى أدوات الإيقاع. وكانت أغانيهم مستمدة من تراث بلادهم الذي اشتهرت به كوبا وأميركا اللاتينية التي يمتاز شعبها بحبه للفرح والرقص والغناء. كان هذا العرض مسك الختام لحفلات هذا المسرح، وعلى أنغام الموسيقى الكوبية ورقصات الجمهور المحتشد أسدلت الستارة وانفض الجمهور الكبير على أمل اللقاء مساء السبت. الفنانة تابو بعد انتهاء العرض كان لنا لقاء مع إحدى الأخوات المشاركات بالفرقة، وهي الفنانة تابو، تقول: “هذه أول مرة نأتي فيها إلى أبوظبي، المدينة جميلة، وخاصة أبراجها العالية الملونة التي تظهر من هذا المكان تجلب السرور والإعجاب، نحن عائلة صغيرة وجميع أفرادها مولعة بالفن، وأنا أحب الرقص والغناء من صغري منذ أن كنت في العاشرة من عمري”. وعن إمكانية جو المنافسة بين الأخوات في الفن، تضيف تابو: “لا يوجد أي منافسة بيننا، نحن أخوات سعيدات بالتفاهم والمحبة، والانسجام بيننا كبير وكل فرد فينا “أخ أو أخت” يكمل دور الآخر ويزيد فنه جمالا وتنوعا، وخاصة أن الأداء الجماعي يزيد العمل الفني قيمة وأهمية لأن السعادة في تقديم الفن تظهر في كثرة عدد المشاركين سواء كانوا من الفنانين أو من الجمهور”. معزوفة هندية على الناي من تنزانيا في جنوب شرق أفريقيا حملت أجنحة الفن جمهورها إلى رحاب الهند في قلب آسيا ليشهدوا ألواناً من روائع الإبداع الهندي في الرقص والغناء والعزف والنقر على آلات متعددة وترية وإيقاعية ونفخية، إضافة إلى حركات الأصابع المزودة بقطع معدنية رنانة أو بالنغمات التي تحدثها هذه الأصابع بالتناغم مع نبرات الصوت الخافتة، وقد قدم كل واحد من الفنانين الستة وصلة من اللون الموسيقي الذي يجيده، وكانت هدية أبوظبي معزوفة شجية على الناي قدمها أحد الفنانين، وكان لحنها الشرقي العذب قريبا من الأنغام العربية. وبعد ذلك الأداء الفردي وكأن كل فنان منهم كان يقدم نفسه من خلال العزف على آلته المحببة، اجتمع شمل الفرقة لتقدم عملًا جماعياً حيث انطلقت الآلات بين أصابعهم وشفاههم لتقدم ألواناً متنوعة ومنسجمة وكأن الأنغام على الآلات المختلفة تحاور بعضها بعضاً وتتناجى في جلسة وجدانية صوفية حولت الأنغام إلى ما يشبه الابتهالات الروحانية التي امتازت بها أرض الهند وأجواؤها منذ القديم . وفي ختام هذه الجلسة الفنية المؤثرة أطلت فنانة صبية تتماوج بأزيائها الشعبية التقليدية لتقدم وصلة راقصة على أنغام وإيقاع الفرقة المحيطة بها، وكانت التنورة الواسعة تشكل ما يشبه مظلة تنسدل وتدور معها منسجمة مع حركاتها في حالات الوقوف والجلوس وكأنها هالة ملونة من الحرير المشكوك بالخرز تحيط بهذه النجمة الجميلة. معزوفات الفلامينكو ومن الهند وأجوائها الصوفية العميقة إلى مدينة النور في الغرب باريس تلك العاصمة الأوروبية التي لا تنام جاء الفنان تيتي روبن مع الفنانة الإسبانية أماريتا فارجوس إلى مدينة النور في الشرق أبوظبي، المنفتحة على ثقافات العالم لتقدم رقصتها الكلاسيكية على أنغام روبن وهو يرافقها بمعزوفات الفلامينكو على الجيتار في خيمة ورشة العمل، معبراً عن لون خاص بهذا الجو الجميل المتناغم مع الرقص والموسيقى والغناء بمشاركة عدد من عشاق ومحبي هذا الفن الطافح بمشاعر يحولها إبداع العازف بأنامله الرشيقة على أوتار الجيتار إلى أنغام موسيقية منسجمة مع تموجات الرقص لتتحاور معهما ألوان من ثقافات الشرق والغرب والأندلس التي انصهرت فيها عناصر من تراث الحضارة العربية بعناصر من حضارة العصر الغربية، وقد رافق هذا العرض الفني الجميل تقديم بعض أطباق المائدة الفرنسية التي اشتهرت بها بين ألوان الطعام والحلوى في العالم. وبلغ من إعجاب الشباب بهذا الثنائي الفني حين صعد عدد منهم إلى المنصة ليشارك في تعلم بعض من حركات رقص الفلامينكو، كما وجه بعض الشباب أسئلة حول هذا الفن وتاريخه، وما طرأ عليه من تطور وتجديد، وكانت تجيبهم أماريتا بالكلمة والحركة التعبيرية. لأن هدف هذه الورشة تقديم معلومات ودروس عملية من الفنانين المشاركين في المهرجان، وذلك من خلال تحاورهم وتفاعلهم مع محبي فنهم من الحاضرين. فواصل راقصة وكما شاهدنا ألواناً من فن فرقة عبري على المسرح، جاءت مشاركتها في ورشة العمل بألوان جديدة مبتكرة من الأغاني والألحان تزينها فواصل راقصة، وقد تجاوب الحضور مع هذه الألوان الفنية التي قدمتها الفرقة وشاركها بعض الشباب في أداء فقرات من هذا العرض. وهكذا يؤكد جيل الشباب على مدى استعداده وقدرته على التفاهم واستيعاب الثقافات والفنون المختلفة من أي بلد جاءت، فالمهم أن تكون نابعة من أوساط الشعب وتعبر عن مشاعر إنسانية لا تختلف عن بعضها كثيرا، ولكنها تزداد جمالاً بكثرة تعددها وتنوعها. صغار في أحضان «ووماد» المهرجان الذي نظمته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، لم يكن خاصاً أو مقتصراً على حضور الكبار ومشاركتهم في ورش العمل، بل كان لجيل الناشئة من أطفال صغار وفتيان دورهم ومكانهم الواسع بالحضور، سواء في ورش أعمال الرسم المخصصة لهم في خيمة مستقلة، أو أولئك الأطفال الذين حضروا بصحبة أهلهم للفرجة والاستمتاع واللهو بالركض على الرمال الناعمة وكانت بعض العائلات التي التقينا بها تعبر عن امتنانها وشكرها للهيئة المنظمة لاهتمامها بعالم الأطفال وإعداد الأمكنة المخصصة لهم. وفي لقائنا مع فاطمة، وهي فرنسية من أصل جزائري، وزوجها وريز سبستيان من أستراليا وطفلهما الصفير ابن السنة الذي كان يركض على الرمال تعبيراً عن فرحه بشكل مدهش، وكأنه عصفور صغير يحاول الطيران لأول مرة. تقول فاطمة: “نحن من سنتين نعيش في أبوظبي، كان الجو في البداية غريباً علينا بعض الشيء، ولكن استضافة عاصمة الإمارات لهذه الفنون من مختلف بلدان العالم جعلتنا نشعر وكأننا نعيش في باريس. عرض فرقة شيميراني إيقاعات أفريقية في الخيمة التراثية شهدت الخيمة التراثية لليوم الثاني على التوالي أجمل العروض الفنية التي قدمت على المسرح الصغير الذي أقيم فيها، إضافة إلى تقديم طبخة معينة من ذاك البلد ووصف المواد الداخلة في إعدادها لتعرف الحضور بألوان من الطعام هناك. وقد قدمت عائلة زاوسي من تنزانيا أول عرض في ذلك اليوم في مهرجان “ووماد” حيث امتلأت أرض الخيمة التراثية بالحضور الذي جاء ليشاهد أجمل عروضها الفنية القادمة من أعماق جنوب شرق أفريقيا، وكان مندمجاً ومبتهجاً بما يرى ويطلع عليه من الثقافات الأخرى حيث جموع المتفرجين كلهم جلوساً على الوسائد المريحة والحديثة التي فرشت بها الخيمة. وعائلة زاوسي التي تضم خمسة من الشباب والفتيات وهم بيندو، سارة، هاني، كورما، وسفيري، بدأت بالغناء أولًا بدون مرافقة الآلات الموسيقية، وجاءت ثاني مقطوعة بالضرب على الدفوف مع الرقص الجميل، وهم يرتدون بدل الثياب العادية بعض القطع من جلود الحيوانات، وقد تجاوب معهم في رقصاتهم عدد من الحضور، ثم رافق هذا العرض الفني إعداد لون خاص من الطعام حين قدمت ورشة العمل المصاحبة طبقاً من المائدة التراثية المشهورة بها تنزانيا، وكان الطبق عبارة عن وجبة من الأرز إلى جانب طبق حساء من جوز الهند من دون خلطها بأي مادة دسمة، بينما وضعت قطع اللحم في طبق منفرد بعد أن تم شيها على موقد الفحم أمام الحضور في الخيمة وأضيفت إليه الصلصة الخاصة به. هدايا شركة أبوظبي للإعلام قدمت شركة أبوظبي للإعلام هدايا لزوار ركنها المخصص في «ووماد»، حيث قامت الشركة بتقديم هدايا في صورة «تي شيرتات، وقبعات «كابات»، وكؤوس طبعت عليها شعارات قنوات أبوظبي. كما قدمت كتيبات «بروشورات» تعريفية عن قنوات أبوظبي مع توزيع كتيبات عن البرامج التي تقدمها القنوات المتنوعة ، وتميز ركن شركة أبوظبي للاعلام بوجود «استديو مصغر» توافد إليه الزوار للتصوير عبر كاميراتهم. مقنيات للذكرى في أركان مخصصة لبيع منتجات بعض البلدان المشاركة سوف يجد الزائر منتجات مختلفة عرضت للبيع داخل المهرجان. وتجد إقبالاً كبيراً، فتقول إحدى البائعات نحن نقدم بعض المواد الاستهلاكية التي صنعت يدوياً وبعض المنتجات لبعض البلدان الأفريقية، فالزائر يبحث عن اقتناء بعض مايعجبه ليحتفظ به كتذكار. فأغلب السياح عندما يسافرون يحضرون معهم مقتنيات فنية تعبر عن البلدان التي زاروها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©