الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إبراهيم الخوري: الشطرنج لعبة فكرية تحاكي الكفاح في الحياة

16 مارس 2014 01:10
لكبيرة التونسي (أبوظبي) - يشبه إبراهيم الخوري، رئيس لجنة المنتخبات في اتحاد الإمارات للشطرنج، لعبة الشطرنج بالكفاح في الحياة، موضحاً أنها تبنى على المنافسة، مستندًا إلى قول أحد أبطال العالم «الشطرنج، مثل الحرب على لوحة»، ويشدد على أنها لعبة فكرية سلاحها العقل وليس اليدين. ويوضح أن «لعبة الشطرنج تشبه الحياة، فهناك اللاعب الماهر الذي يوقع الجميع في فخاخـه، وهناك من يقع فيها دوماً». صقل الشخصية يقول الخوري، لاعب شطرنج مثّل الإمارات في العديد من المناسبات العالمية في مجال هذه اللعبة، إن الشطرنج ساعده كثيرا في صقل شخصيته. وأوضح «رغم أنني أحمل الطابع العصبي إلا أنني في الوقت نفسه أحب الهدوء والتركيز، وتعلمت اتخاذ القرارات والتخطيط السليم، وعدم التعجل في الكثير من الأمور من ممارسة لعبة الشطرنج، التي كان لها تأثير إيجابي على عملي ونجاحي فيه». ويتابع «من خلال الشطرنج كونت صداقات ومعارف حول أنحاء العالم، ومنه تعلمت معنى التضحية، كما تعلمت أن أعمل من أجل الآخرين». وعن قصته مع الشطرنج، وكيفية التحاقه بنادي أبوظبي للشطرنج، يقول الخوري، مدير إدارة قسم المواهب في هيئة مياه وكهرباء أبوظبي: «بدأت قصتي معه عام 1989، وكان ذلك مصادفة حينما رأيت حافلة النادي بقرب المنزل في انتظار أحد اللاعبين، فلم أتردد، وركبت مع زملائي للتعرف على المكان، وكان عمري حينها 9 سنوات، ومن يومها لم أفارق النادي، حيث تعلمت فيه الكثير ليس فقط قواعد الشطرنج؛ وكان النادي يوفر محفزات للالتحاق به، ومن ضمنها توفير رحلات ترفيهية، ومعسكرات خارجية، والمواصلات ومدربين متميزين، وجوائز ومكافآت». ويشير الخوري إلى أن للعبة الشطرنج فوائد منها، «تساعد على رفع معدل الذكاء، وتجنب أمراض ضعف الذاكر، وتنشط جانبي الدماغ، وتطور ملكة الإبداع، وتقوي الذاكرة، وتحسن مهارة القراءة، ومستوى التركيز وتبقيك يقظاً، وتساعد على نمو خلايا الدماغ بالنسبة للأطفال، وتساعد على تعلم مهارات التخطيط». أهمية الموهبة حول الأشخاص الذين يتميزون في اللعبة، يقول الخوري «من وجهة نظري هم الذين يعملون بجد ويمارسونها بشكل محترف، فالموهبة مهمة، ولكنها ليست كل شيء، كما أن من أهم أسباب النجاح أن يكون للممارس هدف وطموح، مؤكداً أن دعم الأسرة هي من أهم أسباب نجاح الابن في اللعبة، ولها دور كبير في صناعة البطل، وعليه فإن تصبح متميزاً في اللعبة يجب أن تكون مستعدا لتقديم الكثير من التضحيات، وتخصيص وقت كافي بشكل يومي لممارستها. » وعلى صعيد الإنجازات وتحقيق البطولات، يشير الخوري إلى أن الممارس للعبة في سن مبكرة يزيد نسبة نجاحه من المتأخر في ممارستها، لذلك نرى أن كثيرا من أندية الشطرنج تستقطب طلاب المدارس من سن السادسة والسابعة. ويؤكد الخوري أن فوائد الشطرنج غير محدودة، خاصة في جانب امتصاص طاقة الأطفال، ويقول «يمكن استغلال الطاقة الزائدة للطفل بشكل إيجابي من خلال التفكير والعمليات الحسابية في الشطرنج، وهناك أمثلة صادفناها في النادي، وبعد سنة من ممارسة الشطرنج تغير سلوك الطفل بشكل كبير، إذ إن جلوس الطفل لمدة قد تزيد على 5 ساعات في لعبة واحدة أو مباراة واحدة تؤدي إلى اكتسابه عادات جديدة منها الصبر، وبالتدرج يقضي على سلوك الحركة الزائدة لدى بعض الأطفال». انعكاسات صحية أظهرت دراسات باحثين أن الشطرنج يعزز الصحة العامة، وللعبة الشطرنج آثار مفيدة على التعلم وتنمية العقل، خاصة إذا تم ممارستها في سن مبكرة، هذا ما يؤكده الخوري. ويضيف «العديد من المدارس تجد أن دعم الأسرة هي من أهم أسباب نجاح الابن في اللعبة ولها دور كبير في صناعة البطل، وتساعد على تطور مناطق معينة في المخ، بالإضافة إلى أن العديد من الأطفال يمكن أن يستفيدوا عند كبرهم من ممارسة هذه اللعبة». ويجمل الخوري أهمية للعبة الشطرنج بأنها تعمل على تطوير المهارات التحليلية، والتركيبية، وصنع القرار، والتي يمكن نقلها إلى الحياة الحقيقية، لافتا إلى أن الانخراط في لعبة الشطرنج بشكل عميق وشامل يساعد الأطفال على بناء ثقتهم في قدراتهم على القيام بالبحوث الأكاديمية، ومساعدة الأطفال على اكتساب نظرة ثاقبة لطبيعة المنافسة التي ستساعدهم في أي مسعى تنافسي. ويضيف أن اللعبة تنمي عند الشباب مهارات التفكير العميق، وتحليل الأفعال وعواقبها، وتصور احتمالات المستقبل، وتساعد على تعلم الانضباط في سن مبكرة، ويعلم الشطرنج كيفية أن يكون لديك خطة للمستقبل، وكذلك تحمل مسؤولية تخطيطك الناتج عن قراراتك، وهو يزيد القدرة على الاستيعاب على أساس سليم، ويقوي ذاكرة اللاعب ويحفز قدرته الذهنية على الإبداع والابتكار، ويزيد القدرة على الصبر والتحدي، وحسن التصرف عند المواقف الحرجة، وبالمحصلة هو يزيد القدرة على التحصيل الدارسي بشكل أفضل، موضحا «لأنها لعبة تركيز من الدرجة الأولى، فهي تعلم مهارة التحكم في الأعصاب في حالة اللعب مع واحد بطيء، كما تكسب الإنسان الذكاء الحسي فهي خليط من الدفاع والهجوم معاً بحركات محددة، والشطرنج يعلمك أن هناك قواعد لكل شيء وكسر هذه القواعد سيؤدى إلى عواقب معينة عليك تحملها». ويشير الخوري إلى أنه «في البلدان التي يتم تقديم لعبة الشطرنج فيها على نطاق واسع في المدارس، تجد طلبتها متميزين في القدرة على التعرف على أنماط معقدة، وبالتالي التفوق في الرياضيات والعلوم». الأصغر نتائجهم أفضل عن الفئة العمرية التي تحقق نتائج أفضل في اللعبة، يقول إبراهيم الخوري، إن ذلك مرتبط بطموح ممارس اللعبة. ويضيف أن الموضوع يختلف من فئة عمرية لأخرى، إلا أنه يرى أن اللاعبين المنتمين للفئة العمرية الأقل من 8 سنوات، بإمكانهم تحقيق نتيجة ممتازة إذا خضعوا لتدريب جدي ومدروس قد يمتد إلى سنة، وكلما ارتفع سـن اللاعب تزيـد فتـرة تدريبه، لافتاً إلى أنه إلى جانب الوقت يجب توفير مدرب جيد، وبيئة صحية جيدة للاعب، وهدف واضح، ودعم من الأسرة والمدرسة والنادي. نادي أبوظبي للشطرنج..محور اللعبة محلياً شكلت انطلاقة نادي أبوظبي للشطرنج والثقافة عام 1979 محور الرياضة الشطرنجية في الدولة، وفردت له مساحة متميزة إقليمياً وعربياً ودولياً. فقد عمق النادي المفهوم الشطرنجي لدى الشباب من أبناء الوطن والمقيمين، ونشر هذا المفهوم ليستقطب بشكل لافت المئات من الأعضاء إليه، بحيث تتوافر لهم إمكانات وتسهيلات التدريب من خلال توفير أطقم تدريب فنية كفؤة استقت خبرتها من مستويات عالمية معروفة، إلى جانب إتاحة التدريب العملي من خلال المعسكرات والأنشطة المحلية والبطولات الإقليمية والدولية، التي اعتبرت بحق ميداناً خصباً وثرياً للعطاء قدم العديدين من أبناء الإمارات بألقاب ومسميات دولية. ومنذ إشهار النادي رسمياً عام 1981 من قبل المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وهو يحث الخطى تنظيماً وتدريباً ومشاركات متنوعة كي يثبت حضور الإمارات الشطرنجي، بل وتفوقها في بطولاته المختلفة. مقياس التحضر يؤكد إبراهيم الخوري، رئيس لجنة المنتخبات في اتحاد الإمارات للشطرنج، ومدير إدارة قسم المواهب في هيئة مياه وكهرباء أبوظبي أن الشطرنج مثل سائر العلوم والفنون له قواعد وقوانين، موضحا أنه مقياس لتقدم الأمم وحضارتها، وقد كان للشطرنج شأن في الحضارات القديمة. وتعتبر الهند منشأ الشطرنج في الشرق على الأرجح، ومرّت اللعبة بمراحل مختلفة في طريقة اللعب وقوانينه. ويوضح الخوري أن الشطرنج الذي نلعبه حالياً ذا قواعد وقوانين مطبقة في العالم كله، ويسمى الشطرنج العصري، للتمييز بينه وبين الأنواع الأخرى من الشطرنج التي كانت تلعب في عصور سابقة»، مشيراً إلى أنه كان للشطرنج أبطاله فمثلًا في القرن العاشر كان أبو بكر الصولي في بغداد يعتبر أقوى لاعب يذكره التاريخ، ثم انتقلت البطولات العالمية من آسيا إلى أوروبا وأميركا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©