السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استراحة الشواب بالشارقة.. «ذاكرة المسنين وواحة المتعبين»

استراحة الشواب بالشارقة.. «ذاكرة المسنين وواحة المتعبين»
24 ابريل 2010 20:22
تستقبل زوارها برائحة الهيل والقهوة، تجمع بين المقهى والمطعم والمجلس الشعبي، في أشكال المتعة والذكرى التي لا تنسى تحكي أروع القصص والمواقف، وتسجل أجمل لحظات المتعة المتجددة، وفي أجواء مفعمة بالرومانسية، وبوتيرة عالية من الخصوصية والإتقان تتعالى الضحكات والمناقشات. «استراحة الشواب بالشارقة» القريبة من منطقة التراث بالشارقة والمطلة على ميناء الشارقة، منذ سنوات طويلة كانت المكان الوحيد الذي تدور فيه أحاديث الصيد والغوص، وكانت مزاراً يومياً يقبل عليه الصيادون والنواخذة وأصحاب المهن الزراعية والتجارية وأصحاب المهن البسيطة، بل كانت أول استراحة تحمل معاني البساطة والألفة والمحبة حين نسمع صوت الأحاديث والحوارات التي تخص الصيد والغوص وأخبار الفريج بزواج فلان من فلانة أو سفر أحد الصيادين في رحلة تجارة أو ختان أحد أطفال الحي. يحكي أبو محمد، الذي ارتسمت على محياه تعابير السنين وغزا الشيب الأبيض شعره عن رحلته في هذا المكان، قائلاً: «ماذا أقول عن هذا المكان الذي مازلت أعتبره مثل بيتي؟». يصمت ويتابع حديثه بهدوء: «منذ أكثر من عشرين سنة وأنا أزور الاستراحة، ففيها أجد راحتي مع أصدقائي الذين مازالوا لا ينقطعون عن زيارة هذا المكان الذي تفوح منه رائحة القديم، فمن طاولاتها تدور حلقات السمر والتسامر على أوراق (البتة) و(الدومنة)، أما حكايات التراث والغوص، فلا تزال عالقة في ذهني منذ عشرات السنين، لذلك أشعر بأنها باقية في وجداني وقريبة من قلبي طالما كان في العمر بقية..». يبتسم أبومحمد وهو يرتشف شاي «الكرك»، ويقول: «شاي (الكرك) والقهوة العربية التي تفوح منها رائحة الهيل، والشاي السليماني (الأحمر)، هي أكثر المشروبات الموجودة في القهوة، وأسعارها في متناول الجميع، لكن بعد التطور والحداثة تغير كل شيء حتى الطاولات والكراسي الموجودة في القهوة تغيرت نوعاً ما، ففي الماضي كان يسمى هذا المكان (مقهى أو قهوة شعبية)، أما الآن فأصبح يحمل اسماً ودلالة آخرين (استراحة الشواب)، وهي مكان يقصده الكبير والصغير، وفي جو عائلي كانت تدار من خلاله وبين ثناياه حلقات النقاش والتحاور عن كل ما يتعلق بحياة الآباء والأجداد في الماضي». ويلتقط أطراف الحديث صديق الُعمر حسن إبراهيم ويقول مازحًا: «في السابق كانت الاستراحة تجتمع فيها كل سكان الشارقة من كبار الشخصيات وكبار السن والشباب، ناهيك عن ذلك كان التجار يلتقون ويستريحون وأحياناً كثيرة ينامون فيها، أما التنافس على لعب (الدومنة) و(الكيرم) و(البتة)، فكان على أشده فأجواء الحماس والحركة وأصوات المشجعين الذين يشاهدون تفاعل كبار السن في اللعب كانت تجبر من يمر بجانب الاستراحة على التوقف لبرهة من باب الفضول أومتابعة أحداث التنافس، أما الآن فالوضع اختلف قليلاً، لكن ما أود قوله بعد طوال هذه السنين إن الاستراحة الآن أصبحت ملاذنا الوحيد والتي نشعر فيها بالراحة والأمان، وهي المكان الفريد الذي يرمز إلى الماضي؛ لأن هذا المقهى مازال عالقاً في أذهان القدامي والحاضرين، باعتباره مكاناً وجُد ليظل ثابتاً في زمن يتغير فيه كل شيء».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©