الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عند الحدود الكينية.. اللاجئون يكافحون شحّ الموارد

21 ابريل 2017 01:02
نيروبي (وكالات) باتت بلدة «كاكوما» الصغيرة في شمال كينيا، ثاني أكبر مخيم للاجئين في البلد، مع استمرار تدفق اللاجئين القادمين من جنوب السودان المجاورة، وتحولت البلدة الصغيرة إلى سوق يشتد فيها صراع محموم. فطوال الليل يتم حرق الأخشاب، بهدف تحويلها إلى فحم خشبي. وتقول «أليسه ماراكا»، إنها وأفراد أسرتها، قطعوا مسافات طويلة بحثاً عن الأخشاب في منطقة قاحلة، لتفحيمها ومقايضــة الفحــم بمــواد غذائية. وأوضحت أنها تحصل في مخيم اللاجئين التابع للأمم المتحدة في «كاكوما»، على طبقين من الطعام، مقابل تقديم صحن من الفحم. وتشتكي «ماراكا» قائلة: «ليس لدينا سوى التجارة مع اللاجئين، لكن المنافسة صارت أكبر، إذ أن اللاجئين أنفسهم بدؤوا يشتغلون في تفحيم الأخشاب، ومن ثم نبقى خاوي الوفاض». وتنتمي «ماراكا» إلى شعب «توركانا» الرعاة، الذين يسكنون المنطقة الممتدة بحوالي 100 كلم شمالاً حتى حدود جنوب السودان. وهناك تدور رحى حرب أهلية تدفع بالأهالي للفرار باتجاه شمال كينيا بشكل مستمر. ومثل «أليسه ماراكا» يعيش كثير من أسر شعب «توركانا» حياة الرُحل المتنقلين هناك بقطيعهم من الدواب والأغنام والبقر والجمال، التي تزود الناس باللبن واللحم. لكن الجفاف أتى على تلك الحيوانات، وأفقد الناس بذلك سبل عيشهم. وليس في المنطقة ما يمكن اعتباره بديلاً لتلك الموارد من أجل توفير فرص العيش للأهالي هناك، ومع القيام بتفحيم أخشاب الأشجار والنباتات تنقص معها الموارد المائية، وهو ما يساهم في استمرار جفاف المنطقة بشكل أكبر. وفقدت أسرة «أليسه» أيضاً في الأسابيع الماضية كل دوابها تقريباً. ولذلك، نصبت خيمتها المستديرة بالقرب من المخيم الأممي للاجئين، بهدف الحصول على ماء ومواد غذائية. وتقول: «في السابق لم يثر وجود اللاجئين انتباهنا، ولكن حالياً لدينا شعور بأنهم يسلبون أراضينا ومياهنا». وتقوم الأمم المتحدة ومنظمات المساعدات الإنسانية الأخرى، برعاية نحو 180 ألف لاجئ في مخيم «كاكوما». أما بالنسبة للمواطنين الأصليين فالحكومة الكينية هي المسؤولة عنهم، وهو ما يجعل اللاجئين وشعب «توركانا» في عوالم منفصلة، ولا تجمعهم إلا نقاط توزيع المياه أو صور الحياة اليومية في السوق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©