الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأزمة الخانقة تدفع فقراء فنزويلا إلى معارضة «مادورو»

21 ابريل 2017 01:03
كراكاس (أ ف ب) في حي «بيتاري» الشعبي، المعقل السابق لأنصار الرئيس الراحل «هوجو تشافيز» شرق كراكاس، تستعد «باولا نافاس» للتظاهر ضد الرئيس الاشتراكي «نيكولاس مادورو» باسم ابنتها «أنهيلي» التي توفيت الأسبوع الماضي في المستشفى بسبب عدم توفر الأدوية. وبسبب حداثة صدمتها، فإن دموع السيدة الخمسينية تنهمر لدى التلفظ باسم ابنتها «أنهيلي»، التي توفيت عن عمر22 عاماً، وكانت الخامسة بين تسع بنات تهتم وحدها بتربيتهن. وتتذكر الأم: «لم تكن تفوت أية مسيرة»، موضحة أنها على يقين أن ابنتها كانت ستكون إلى جانبها للمشاركة في «أم التظاهرات»، التي دعت إليها المعارضة أمس الأول. ووعد معارضو الرئيس الراحل «هوجو تشافيز»، الذي حكم من 1999 إلى 2013، بأن يكون تجمعهم السادس منذ بداية أبريل، «أم المظاهرات»، للمطالبة بانتخابات مبكرة، واحترام البرلمان، المؤسسة الوحيدة التي يسيطرون عليها منذ نهاية 2015. وانخرطت المعارضة، المنتمية إلى يمين الوسط، في عملية ليّ ذراع ضد «مادورو»، الذي تطالب برحيله في بلد تخنقه أزمة اقتصادية. وتقليدياً تجد الثورة «البوليفارية»، التي أطلقها «هوغو تشافيز» وبرامجها الاجتماعية الموجهة إلى الفقراء، أخلص أنصارها بين الفئات الشعبية. لكن إزاء وقع الأزمة وندرة السلع، بات سبعة من كل عشرة فنزويليين يرغبون في رحيل «نيكولاس مادورو»، الوريث السياسي لـ«تشافيز». وقالت «باولا نافاس»، التي تعمل في بلدية الإقليم التي تهيمن عليها المعارضة، «يجب أن تتغير فنزويلا، فهذه ليست حياة»، موضحة أن الأحياء الشعبية بصدد الانضمام للمعارضة، ونزعة تشافيز بصدد الزوال. وتؤكد «باولا»، التي تعيش في هذه المنطقة الفقيرة على تلة تطل على كراكاس منذ 15 عاماً، «إنها صديقة الجميع سواء أنصار تشافيز أم لا». وأشارت بأصبعها، وهي تمشي إلى أناس من حولها، وهي تقول: «هؤلاء مع المعارضة»، وحين مرت بجانب امرأة تعتمر قبعة بألوان أنصار تشافيز، أكدت: «هي أيضا معنا». وفي يوم تشييع ابنتها «أنهيلي»، عمت رائحة الغاز المسيل للدموع، حيث تم تفريق تظاهرة للمعارضة غير بعيد من المكان. وتوفيت ابنتها في يوم أحد، بعد أسبوع أمضته في المستشفى، حيث أدخلت إثر قيء وإسهال. وعولجت بمضاد «البنسلين»، الدواء الوحيد المتوفر، لكنها كانت تعاني من حساسية إزاء هذا المضاد. وتتذكر الأم: «كنت قلت للطبيبة إنها مريضة بالسكري، ولم تنظر إلى ملفها، ولم تطلب شيئاً». وقال لها رئيس الأطباء حين وصل: «لقد قتلتها». واستقلت الأم، وهي تحمل قنينة ماء في يدها الحافلة، متجهة إلى احدى نقاط انطلاق تظاهرات المعارضة، حيث وجدت فتاة شابة وقد طلت وجنتيها بألوان علم البلاد ورجلا يعتمر قبعة بألوان العلم. ولدى وصولها حيت سكاناً آخرين في الحي وجدتهم هناك. وأضافت، قبل أن تغيب وسط الجمع: «سأبقى هنا حتى النهاية، سواء استخدم الغاز المسيل للدموع أم لا، وسأتظاهر من أجل بناتي، ومن أجل ابنتي أنهيلي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©