الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

30 جندياً إسرائيلياً يروون فظائع العدوان على غزة

30 جندياً إسرائيلياً يروون فظائع العدوان على غزة
16 يوليو 2009 03:08
روى جنود إسرائيليون في شهادات ضمن تقرير أعدته منظمة «كسر الصمت» الإسرائيلية الداعية إلى السلام ونشرته أمس، فظائع ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي أثناء عدوانه الأخير على قطاع غزة في الفترة من 27 ديسمبر إلى 18يناير الماضيين. وقالت المنظمة في تقريرها، المستند إلى شهادات 30 جندياً إسرائيلياً شاركوا في العدوان، «إن الممارسات المقبولة في الجيش الاسرائيلي أدت الى مناخ من التساهل في بنية القيادة سمح للجنود بالتحرك دون أي ضوابط أخلاقية وبالتالي تدمير مئات المنازل والمساجد وإطلاق قنابل الفوسفور الأبيض على مناطق مأهولة ومقتل ضحايا أبرياء بأسلحة خفيفة وتدمير ملكيات خاصة وإحداث دمار هائل لا صلة له بأي تهديد مباشر للقوات الاسرائيلية». وأكدت أن جيش الاحتلال لم يميز بين الأهداف المدنية والعسكرية واستخدم مدنيين بينهم أطفال دروعاً بشرية. وقال المسؤول في منظمة مايكل مانيكن «إن الشهادات تثبت أن الحرب جرت وفق طريقة غير أخلاقية سببها الأنظمة المعمول بها وليس الجنود الأفراد». ورفض الجيش الاسرائيلي تلك الاتهامات، قائلاً في بيان رسمي «إن غالبية الشهادات لم تُكشف مصادرها وتنقصها تفاصيل يمكن أن تسمح للجيش بإجراء تحقيق وبتأكيد هذه الشهادات أو نفيها». وأضاف «من الواضح، وفقا للتحقيقات، أن جنود القوات المسلحة الاسرائيلية تصرفوا بما ينسجم مع القوانين الدولية والاوامر التي تلقوها، بالرغم من المعارك الصعبة والمعقدة». وتابع «ينبغي على منظمة كسر الصمت أن تحض أصحاب هذه المزاعم على أن يكسروا صمتهم حقيقة ويقدموا شكاوى محددة لقوات الدفاع الاسرائيلية. بدلا من التخفي وراء إفادات مجهولة وعامة، ينبغي عليهم إعلان أنفسهم والسماح للجيش بالتحقيق في الحوادث المحددة التي وصفوها». وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في بيان أصدره ردا على التقرير «إن جيش الدفاع الإسرائيلي واحد من أكثر جيوش العالم أخلاقية ويتصرف وفقا لأعلى القواعد الأخلاقية». وأضاف « أي منظمة لديها معلومات فيها انتقاد لأعمال الجيش الإسرائيلي يجب أن ترفعها إلي بصفتي وزير دفاع إسرائيل وإلى الحكومة التي وجهت جيش الدفاع الإسرائيلي لاستعادة السلام والهدوء للمجتمعات في الجنوب». وأكد الجنود استخدام المدنيين دروعا بشرية في منازل مشتبه بتحصن مسلحين فلسطينيين داخلها. وقال أحدهم «كلما اقتربنا من منزل كنا نرسل الجيران الى داخله». وقال جندي آخر ان قائد وحدته أوضح له «في بعض الاحيان تدخل القوات الاسرائيلية مكانا بوضع فوهة البندقية على كتف مدني وتتقدم في منزل وهي تستخدمه درعا لها». وقال الجنود ان الاوامر كانت تقضي بإطلاق النار أولاً قبل التمييز بين المدنيين والمقاتلين وطرح التساؤلات بعد ذلك لأن «قتل أبرياء أفضل من التردد في استهداف عدو». ووأوضح أحدهم «كان الهدف شن عملية بأقل عدد ممكن من الجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي، حتى دون التساؤل عن الثمن الذي سيدفعه الطرف الآخر,، لضمان تأييد الرأي العام الاسرائيلي للعملية». وأضاف «لم نتلق توجيهات بإطلاق النار على كل ما يتحرك بل قيل لنا بشكل عام : اذا شعرتم بأنكم في خطر، فأطلقوا النار». ونقل أحدهم عن قائد كتيبته قوله «لن تهتز شعرة لاي من جنودي ولن أسمح لأي منهم بأن يعرض نفسه للخطر جراء التردد. فإذا كنت غير متأكداً، أطلق النيران. إذا كان هناك شك، عندئذ لا يكون هناك أي شك». وقال آخر إنه شاهد جنوداً وهم يفتحون النار على واجهات المنازل وخزانات المياه من منطلق التغلب على الملل. وذكر أن أحد الضباط وصل إلى حد إجراء تدريب بإلقاء القنابل داخل منزل فيه مدنيون إلى أن دمره بالكامل. وأكد جندي آخر قوله «إن كنت غير متأكد، اقتل. كانت قوة النيران مجنونة. ما أن دخلنا حتى انطلقت النيران بجنون. في اللحظة التي وصلنا فيها الى خط البداية بدأنا اطلاق النار على أماكن مشتبه بها.» وأضاف «في حرب المدن الكل أعداؤك. لا وجود لأبرياء». وقال جندي «لقد أمرنا ضباطنا باستخدام القوه المفرطة ضد جميع سكان قطاع غزة دون استثناء وإن شعرت بعدم الأمان فاقتل». وقال آخر «كل سكان قطاع غزه أعداء، اقتل الجميع فلا يوجد أبرياء هنالك. عندما بدأت العملية العسكرية أمرنا بإطلاق نار لا يتخيله العقل وكان إطلاق النار كثيفاً جداً، وعندما تقدمنا أمرنا بإطلاق النار بغزارة نحو مناطق سكنية يشتبه بأن بداخلها مسلحين فلسطينيين». ولتجريد مقاتلي «حماس» والمنظمات المقاومة الفلسطينية من غطائهم، تكفل القصف الجوي والمدفعي وتفجير الشحنات الناسفة واستخدام الجرافات المدرعة بتدمير مناطق كاملة بما في ذلك الحدائق وبساتين الزيتون والبرتقال. وقال الجنود «إن القنابل الفسفورية حرقت الأخضر واليابس في غزة بدون سبب». ونقل التقرير عن جندي قوله «لم نر منزلا واحدا سليما لم يمس. البنية التحتية كلها والحقول والطرق كانت في دمار كامل. لقد مرت الجرافة المدرعة على كل شيء. كان هناك شعور واضح وتكرر ذلك في كل مرة تحدث الينا فيها آخرون بان الاعتبارات الانسانية لا دور لها في الجيش في الوقت الحالي. كان الهدف هو تنفيذ العملية بأقل خسائر ممكنة في الأرواح للجيش». وقالت المنظمة في مقدمة لتقريرها «إن الجنود الثلاثين خدموا في كل قطاعات العملية وأغلبهم ما زالوا يخدمون في وحداتهم العسكرية النظامية ولجأوا إلينا وهم في حالة حزن شديد على التدهور الاخلاقي لجيش الدفاع الاسرائيلي». وأضاف «روايات هؤلاء الجنود كافية للتشكيك في مصداقية الروايات الرسمية لجيش الدفاع الاسرائيلي. ان جيش الدفاع الاسرائيلي بذل جهدا كبيرا ليثبت انه اذا كانت تجاوزات قد وقعت فقد ارتكبها جنود مخالفون، فيما تشير الافادات الى ان الضربة الهائلة، التي لم يسبق لها مثيل، للبنية التحتية والمدنيين في غزة كانت نتيجة مباشرة لسياسة جيش الدفاع الاسرائيلي». وخلصت إلى القول «نحن نعتقد ان وجود مجتمع أخلاقي يستلزم بوضوح مناقشة تتسم بالعمق والصدق يمثل صوت الجنود في الميدان جزءا لا يتجزأ منها».
المصدر: القدس المحتلة، غزة، رام الله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©