الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سيدة البحيرة» تنحت القوام وتؤطره بالغموض

«سيدة البحيرة» تنحت القوام وتؤطره بالغموض
24 ابريل 2010 20:28
وسط أجواء ضبابية ساحرة وفقاعات أثيرية تسبح في فضاء المكان، أخذ المصممّ فيرن أونيه حضور اليوم الأخير من “أسبوع دبي للموضة” معه في رحلة خيالية إلى العصور الوسطى، حيث بدايات القرن السادس عشر، وتحديدا في زمن الملك آرثر وفرسانه الإثني عشر حول المائدة المستديرة، حيث تتداخل الأسطورة مع الخيال، ليستوحي تشكيلته الجديدة ويضعها تحت عنوان (The ady Of The Lake) أو “سيدة البحيرة”. من دبي دانة الدنيا، ومدينة المهرجان، التي تحولت إلى مدينة عالمية تنافس كبريات العواصم الأوروبية في إقامة عروض الأزياء، قدم المصمم العالمي فيرن أونيه مجموعته الجديدة لموسمي خريف وشتاء 2010/2011، وسط حضور لافت من كافة وسائل الإعلام وجمهور من المهتمين بهذا المجال. عوالم فانية كعادته، فإن أونيه يذهب بعيدا في أفكاره ليسترجع عوالم فانية تتأرجح بين الواقع والأوهام، والتي تشكل عنده نقطة تحول وتخلق لديه حالة من الإبداع والقدرة على الابتكار، ولهذا الموسم قرر أن يذهب إلى سبر أغوار الأساطير التي نسجت حول الساحرة “فيفيان” وأختها التوأم “دابز” مستوحيا من قصة الفيلم القديم “مارلين”، والذي أنتج في الأربعينيات، إلى ذلك، يقول: “لطالما كنت شغوفا بالأساطير، وقصص الخيال، والإلهام يأتيني عادة من كل شيء جميل، كقطعة موسيقى، أو لوحة فنية، أو حتى فيلم قديم، ولهذه المجموعة بالذات عشقت قصة الملك آرثر وفرسانه وكيف يتداخل السحر مع الخيال في هذه الملحمة التاريخية”. ويضيف: “استوحيت مجموعتي من شكل الساحر مارلين، ومن هيئة سيدة البحيرة فيفيان وأختها، كوجهان يعكسان الخير والشر، كما أخذت خطوطا من ملابس فرسان آرثر، وعملت على المجموعة كموضوع واحد لأطرح تشكيلة متكاملة، فيها قصة وذات مفهوم متناغم”. وفي ظلال غامضة مستوحاة من جو مسرحي عالي المستوى، خرجت العارضات على وقع أنغام صادحة يتخللها عواء الذئاب، فجاءت كل واحدة منهن بقطعة استعراضية، تحمل معان رومانسية، وشكل أثيري، لسيدة البحيرة وهي تسبح في ضوء القمر. ألوان تحمل نفحات من بياض الثلج وبرودته، ثم تدفأ قليلا لتأخذ ألوانا من طبقات الباستيل الناعمة، حيث الأخضر الفاتح الذي يرمز للجزيرة الضائعة “أفالون”، ثم الوردي المطفي مستوحى من قصور كاميلوت مع الأزرق السماوي من ماء البحيرة، فالأصفر الباهت المستمد من خيوط الشمس، ثم يأتي الوجه الآخر للسحر الأسود فتخرج القطع التي تحمل الألوان الرمادية والمكبوتة، وهكذا فقد استند المصمم إلى كل ما يدعم الفكرة التي شدت خياله، وألهمته ليبتكر هذه الملحمة. نحت القوام اختار أونيه القصّات على شكل المشدات أو “الكورسيهات” التي تنحت القوام، والمفصّلة بأسلوب القوالب والعظام التي ترسم الجسد، فتعيد صياغته من جديد، لترفع الصدر وتحّزم الخصر ثم تستدير عند الورك، وهو يشرح طرازه هذا، فيقول: “أرتدها قطعاً تغّلف الجسم لتظّهر حناياه، وجعلتها كفساتين سهرة متكّلفة لناحية الذوق والتنفيذ، بخطوطها المتوازية والمتداخلة، مع أوراكها الدائرية وخصورها الضئيلة التي تلّف القوام وتؤّطره بغموض وإغواء”. وعرضت في البداية الفساتين القصيرة التي تشبه دروع الفرسان القديمة، مع الشبكة الكريستالية التي تحمي الصدر، ثم جاءت البنطلونات المنسوجة من خيوط البريسم (نوع من الحرير) والمستوحاة من موديلات الجوكي (راكبو الجياد) في العصور الوسطى، مع الأكتاف العالية، والقلنسوات التي تحيط بالوجه، وتلتها الفساتين الفخمة الطويلة والمشغولة بشك متقن ونافر بالكريستال والخرز. وفي وصفه للخامات والأقمشة التي اعتمدها لمعظم المجموعة، يقول أونيه:”اعتمدت على خامة التوّل الفرنسية الشفافة التي أعشقها وأفضلها على الدوام، فشكلت عندي الأداة الرئيسية التي بيّنت من خلالها الشكل الساحر الذي أريده في كل تصميم، إلا أن ذلك لم يمنعني من إضافة أقمشة وخامات أخرى وظفتها بأسلوبي الخاص”. واستخدم المصمم قماش الأورجانزا في تنفيذ الكشاكش والدرابيه الذي ذيّل به بعض الأثواب، مع قطع من النايلون الشفاف والمشّبك الذي مرره بين القصّات، كما أضاف أمتارا هفهافة من الموسلين والحرير لبعض الفساتين، فظهرت كأجنحة متطايرة تضرب برشاقة خلف العارضات، ومنحتهن شكلا أسطوريا سابحا في فضاءات الخيال. وهكذا تألقت تشكيلة “سيدة البحيرة” بشكل آسر على منصة أسبوع دبي للموضة في يومه الأخير، واستحق مصممها أونيه جائزته التقديرية كأفضل “عرض مسرحي” نالها من لجنة التحكيم فكانت كمسك الختام لاحتفالية الأزياء. قصة الأسطورة آرثر هو ابن أُثر بيندراجون ملك بريطانيا، والدته ايجرين التي كانت زوجة جورلويس أوف كورنويل والتي استمالها آرثر بوساطة السحر. توّج آرثر ملكاً بعد وفاة أبيه، حين كان في الخامسة عشرة من العمر. وكان يملك سيفاً سحرياً يدعى اكسكاليبور يقال إن سيدة البحيرة أعطته إياه، وبسيفه هذا غزا كلاً من أسكتلندا وإيرلندا وآيسلندا واسكندنافية وبلاد الغال وجزر الأوركني. تزوج فيما بعد من سيدة نبيلة تدعى جوانهامارا أو (جنيفر) وكان بلاطه في كاميلوت. ويقال إن أخته مورجان لو فاي كانت من ألد أعدائه، وظهرت في الأسطورة ساحرة شريرة تخطط مع حبيبها للاستيلاء على العرش، وظهرت أحياناً أخرى ملكة محبة للخير وتطابقت صورتها أحياناً أخرى مع سيدة البحيرة. طلب الامبراطور الروماني لوسيوس من الملك آرثر أداء ما وجب عليه للامبراطورية، ولكن آرثر رفض وأعلن الحرب على الامبراطور الروماني وترك زوجته والمملكة تحت رعاية ابن أخيه مودرد. وحين كان آرثر على وشك الدخول إلى روما لمواجهة الامبراطور، علم أن مودرد استولى على العرش وسجن زوجته. فعاد آرثر إلى بلاده وتراجع مودرد إلى كورنويل، حيث لقي حتفه هو وكل فرسانه في المعركة التي واجه بها الملك آرثر ولكن ليس قبل أن يجرح الملك جرحاً بليغاً، أُخذ بعدها إلى جزيرة أفالون لتشفى جراحه ويعود يوماً ما إلى شعبه، ويقال إن زوجته أصبحت راهبة هناك. أما فرسان الملك آرثر فهم عدة من أهمهم: سير تريسترام، الذي تورط بعلاقة حب غير شرعية ومأساوية مع الملكة إيسولد زوجة عمه الملك مارك، وسير لونسيلوت، الذي تورط أيضاً بعلاقة حب غير شرعية مع جوانهامار زوجة الملك آرثر نفسه. وهناك عدد آخر من الفرسان ذوي الأهمية في الأسطورة مثل: سير بيلياس، الذي وقع في حب فتاة فظة القلب تدعى ايتار، وسير غاوين ابن أخ الملك آرثر الذي كانت له مواقف بطولية وفروسية، وغيرهم من فرسان المائدة المستديرة ولكن تظل شخصية الملك آرثر محور الأسطورة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©