الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زي الفل تقتحم السياسة بالاستعراض والسيرك

زي الفل تقتحم السياسة بالاستعراض والسيرك
28 مايو 2008 02:50
زي الفل هو اسم المسرحية التي بدأ عرضها على مسرح البالون في القاهرة· وهي تجربة بسيطة ومهمة في نفس الوقت· فعلى طريقة عروض السيرك الأوروبي التي تجمع المسرح والاستعراض وألعاب السيرك قرر المخرج عادل عبده تقديم زي الفل رافعاً شعار لا للملل ، ومؤكداً أنه لم يعد هناك مكان للمسرح القديم في ظل منافسة شرسة من الفضائيات وثقافة الصورة الغالبة· الد جلال رئيس قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية بوزارة الثقافة المصرية راهن على العرض وأعلن التحدي لطوارئ امتحانات نهاية العام، مؤكداً أن مصر كلها ليست في امتحان، وأن العرض الجيد يجذب الجمهور في كل وقت، وهو ما تؤكده ايرادات ''زي الفل'' حتى الآن، كما انه عرض يقتحم عالم السياسة من خلال المسرح الاستعراضي وعروض السيرك· مساحة للاستعراض النص الذي كتبه حمدي نوار بسيط ويعطي مساحة كبيرة للاستعراض الذي يعتبر عنصر تميز للعرض· وفكرة العرض تقوم على الشباب الذي يتجمع في ميدان التحرير يبيع بضائع رخيصة يحاول أن يكفي نفسه، رافضاً الوقوف في طابور البطالة ويقع ضحية للصراع بين رجل غني ومطلقته· الفنان وحيد سيف في دور ''حيدر بك'' لم يستغل كوميدياً كما ينبغي، خاصة أن النص لا يحمل كوميديا كافية لاستغلال طاقته وينتظر مع أيام العرض أن يتجلى وحيد ليبدع مواقف كوميدية وأفيهات من النوع الذي يعتبره الكوميديان بهارات أي عرض· ويبدو أن مؤلفي الكوميديا الذين يقدمون نصاً كوميدياً قد تناقصوا· كما أن العرض الكوميدي يحتاج للتجديد الدائم في الأفيهات التي يراعي الكوميديان أن تتناول أحداثاً آنية· ويقول وحيد سيف: ''زي الفل'' تجربة مهمة أخوضها، وكان البعض يراهن على رفضي العمل مع فرقة تابعة للدولة ولا تعنيني لافتة المنتج، والمهم هو العمل وأن تستحق التجربة العناء الذي نواجهه على المسرح، لذلك لم أجد أي مشكلة في الانضمام للمسرحية مع زملاء أحبهم وشباب متحمس والحماس معد وهذا ما ألاحظه· ويضيف وحيد سيف: في ''زي الفل'' نناقش قضايا مهمة بلا تعقيد وتذكرة دخول المسرحية في متناول المواطن البسيط أكثر شريحة تحتاج للبسمة دون تكلفة لا يستطيع تحملها· وربما تكون هذه أهم ميزة للفرق التابعة للدولة، فهي لا تبحث عن الربح وتقدم الفن المدعوم الذي يصل لمستحقيه وكل يوم عرض أقابل نوعية من الجمهور البسيط المحب للفن الباحث عن الترفيه· حضور البطلة الفنانة ميسرة أو ''سونيا'' الراقصة المعتزلة تسعى الى التخلص من تهديد طليقها وشريكها في أعمال غير مشروعة· وبينما يتصور انه نجح في خداعها تفاجئه بأنها تكشف خطته وانها استعانت بأمورة خطيبة ''عاشور'' للإيقاع به كما استخدم هو ''عاشور'' للإيقاع بها وهدفهما هو الحصول على المستندات التي يهدد كل منهما الآخر بها· وتقول ميسرة: أقف لأول مرة على مسرح الدولة بعد تجارب مع القطاع الخاص ولم أجد أي فرق فإدارة القطاع العام تتعامل بروح القطاع الخاص بعيداً عن البيروقراطية التي كنت أتخوف منها ومع كل ليلة عرض أشعر بالبهجة لإدخال السرور على جمهور يحتاج الى بسمة· وعن الشكل الذي اختاره المخرج لبدء ظهورها على المسرح حيث ظهرت راكبة حصاناً تقول: كانت فكرة مدهشة وغير تقليدية ولفتة جميلة من زملائي في العمل، كما أنها تستغل وجود الحصان في الكواليس والذي يقدم فقرة في العرض، وأحداث المشهد تدور في مضمار الخيل وهو ما قرر المخرج أن يقدمه كشريط فيديو صورناه في مضمار حقيقي· ويبدو أن ''شداد'' وهو اسم الحصان قد أدمن السكر الذي تعطيه إياه ميسرة التي تقول: تعرف على صوتي وأصبحت بيننا ألفة، لكنه أصبح يرغب في تناول كميات من السكر ولا يهتم بالعمل ولجأت للسكر لأصادقه وأتخلص من حالة الرعب التي أصابتني منه فهذه أول مرة أركب فيها خيلاً· وعن الملابس التي ظهرت بها في العرض تقول: كانت مناسبة ولم تكن للرقابة أي ملاحظات عليها، فأنا أقدم شخصية راقصة معتزلة ومن الطبيعي أن تكون الملابس ملائمة للشخصية والعرض بشكل عام لا يخدش حياء الأسر· شريف مدكور مذيع قناة النيل للأسرة والطفل الذي يتمتع بجماهيرية يحظى بشعبية كبيرة ويتلقى تحية حارة مع كل ليلة عرض ويقول: تلقيت عروضاً للتمثيل، ورغم حبي له كنت أعتذر الى أن عرض عليّ المخرج عادل عبده دور ''عاشور'' ووجدتني متحمساً للفكرة التي ضمت الاستعراض الذي أحبه بجانب التمثيل· ضحكات صيام ويفجر الفنان أحمد صيام الضحكات كل ليلة في دور ''رويحة'' صيام أنقذ العرض من التأجيل ليحل مكان سعيد طرابيك الذي أصيب بأزمة صحية قبل الافتتاح بليلتين· ويقول عن دوره: ''رويحة'' شخصية انتهازية يسعى الى مصلحته وولاؤه لمن يدفع أكثر، ورغم أنه شرير فإنه خفيف الظل· الفنانة ريم البارودي ''أمورة'' تقول: العلاقة بيننا كزملاء في العرض جيدة، فنحن نقدم عملاً استعراضياً أحبه الجمهور، والمهم ألا يحاول أحد إشاعة أخبار عن خلافات غير موجودة أصلاً واستفدت من الوقوف على خشبة مسرح البالون أمام أساتذة تعلمت منهم· وعن قبولها الدور الذي اعتذرت عنه نيرمين الفقي تقول: لكل ممثل ظروفه، ولحسن حظي أنني رُشحت للدور الذي سيكون نقلة مهمة لي، كما أنني قدمت من خلاله استعراضاً يجعلني أطرح نفسي في هذا المجال· مسرح وسيرك ويقول المخرج عادل عبده: هذه هي أول مرة يتم فيها توظيف عروض السيرك داخل الدراما وضمن الأحداث، وسبق أن قدمنا ''لولي'' على نفس المسرح ولكن المشهد كان يدور داخل السيرك ولم يشعر الجمهور في عرض ''زي الفل'' بأن فقرات السيرك مقحمة على العمل، فمثلاً قدمنا الحصان في مشهد مضمار الخيل وكذلك مشهد الكرابيج عندما يقابل ''عاشور سونيا'' في نادي الفروسية، وأوحى خلال الأحداث بأن الدنيا سيرك والكل يلعب لصالحه وأن السياسة مثل ألعاب السيرك· وعن الاستعراض في ''زي الفل'' يقول عادل عبده: منذ اختياري للنص تصورته بهذا الشكل فأنا أقدمه على مسرح البالون الذي يحتاج لعمل استعراضي كبير وشاهدت عروض السيرك واخترت الفقرات المناسبة للعرض وفقرات السيرك وفرت 20 في المئة من الإبهار في العرض، وهي فقرات لم يكن الغرض منها مجرد تشغيل السيرك التابع لقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية الذي أنتج ''زي الفل'' ولكنها ضرورة في النص· وعن الاستعراضات التي قدمتها فرقة عادل عبده يقول المخرج: أعرف تماماً إمكانيات اعضاء الفرقة الذين قدموا خطوات ورقصات صعبة فمعظمهم من خريجي معهد الباليه أو دارسيه، وأنا مصمم استعراضات قبل أن أكون مخرجاً، لذلك لا يمكن أن ياخذني الإخراج من الاستعراض· وعن السيطرة على 110 فنانين ما بين راقص وممثل ولاعب سيرك على المسرح يقول عادل عبده: تصميم الاستعراضات أعطاني قدرة على توجيه المجموعات الكبيرة على المسرح· وعن توقيت فتح العرض والامتحانات على الأبواب يقول المخرج: لم يعد للمسرح موسم ثابت، والكل يذهب للعرض الجيد في أي وقت، والمهم الا يكون العمل مملاً، فالجمهور يبحث عن فرجة مسرحية ولا يطيق الجلوس 3 او 4 ساعات لمتابعة عرض مسرحي بالمنطق القديم·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©