الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جدران المخيمات اللبنانية تبكي معاناة اللاجئين الفلسطينيين

جدران المخيمات اللبنانية تبكي معاناة اللاجئين الفلسطينيين
17 يوليو 2009 01:52
التمسك بالأرض والتصميم على العودة والحنين الدائم إلى رائحة تراب الوطن، من السمات الثابتة لدى الانسان الفلسطيني الذي يعيش على أمل الرجوع الى احضان بلاده التي شتتها الاستعمار منذ عشرات السنين، في نكبة مأساوية لم يعرف العالم مثيلاً لها. شعارات.. كتابات.. شعار.. كلمات نثرية تزين جدران المخيمات الفلسطينية من اقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، تحمل معاني وآمال حق العودة، وعدم التفريط بحبة تراب من الوطن السليب. كلمات نقية وشعارات وجدانية تلخص تطلعات صادقة نحو وطن اشتاق اليه اهله وشعبه الذين يشكلون بتصميمهم وارادتهم خريطة فلسطين، ويحدثك ابناء المخيمات الذين ترى في نظراتهم مأساة الشعب الفلسطيني وروح الانتصار القادم على صور واوراق ثبوتية مؤرخة منذ اعوام ما قبل النكبة، تثبت ملكية اصحابها لاراضيهم وبيوتهم في المدن الفلسطينية المختلفة. إلى ذلك، يقول الحاج محمد عابدين، وهو من اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا عن أراضيهم عنوة عام 1948 جراء الاحتلال الإسرائيلي: «عايشت كل ظروف القهر والعذاب بعيداً عن وطني، ومشقات الحياة التي نعيشها كلاجئين، تشعرك بالظلم، لاسيما اننا نرى بلدنا بالعين المجردة من لبنان. وهذه النقطة وان كانت الاخيرة في المسافة مع فلسطين المحتلة، الا ان حكاية النضال تشدد على التمسك بالارض من خلال الممارسة العملية، بعدم نسيان القضية التي نسعى اليها جميعاً كعرب لاسترداد ما اغتصب منا». ويضيف الحاج عابدين: «والله ان الكهف في قريتي يساوي كنوز الدنيا، وحلمنا بالعودة لا بد وان يتحقق مهما طال الوقت. ففلسطين في دمنا ووجداننا، والشعارات والكتابات على جدران المخيمات المنتشرة في لبنان، هي ليست كتابات انشاء بل انها صادرة من القلب، والاحتلال الظالم الذي سلبنا اعز ما نملك الا وهو الارض، وحولنا الى لاجئين لن يمنعنا من العودة». ويؤكد: «انا لم احب حياة المخيم، فبعد ان كانت لنا الاراضي والاملاك، تحولنا الى لاجئين يعيشون في الازقة وتحت رحمة المساعدات، وهذا الواقع صدقني زادنا تصميماً وارادة، فأنا لا اريد ان اشعر بأن ارضي سلبت مني، وبالرغم من مرور ستين عاماً على نكبة فلسطين، الا ان شوقي يزداد وامنيتي ان ادفن في تراب وطني، اضافة الى ذلك فأنا لم اتخلَ عن العادات في قريتي، وقد تستغرب انه اثناء انقطاع الكهرباء، ألجأ لإضاءة قناديل الزيت، تماماً كما كان الامر في ضيعتي قبل 60 عاماً». ويختم عادين: «وجودي في المخيم يذكرني بالمأساة التي عاشها اللاجئون خصوصاً في الايام الاولى للنكبة، وان وجودي بالقرب من فلسطين يذكرني بالقرية والارض، والايام السعيدة التي كنا نعيشها قبل التهجير. وعائلتي تسير حسب ما احب وتسعى مثلي تماماً، في التمسك بالارض. وكثيراً ما نبكي حين نرى القرى الفلسطينية التي طمست بالمستوطنات، ونتمنى العودة اليها في كل لحظة، حتى وان شعرنا بالقهر الشديد عندما نرى اناساً غريبين عن الارض، يعيشون فيها ويزرعونها، واكثر شيء يسبب لي الألم حين يطلب المستعمرون اليهود ممن بقي بمغادرة المنطقة».
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©