«أبراج كابيتال» تتفاوض لإبرام 3 صفقات استثمارية بقيمة مليار دولار في 2010

تتوقع شركة أبراج كابيتال المتخصصة في استثمارات الملكية الخاصة تنفيذ صفقتين الى ثلاث صفقات استثمارية خلال العام الحالي بقيمة مليار دولار بالإضافة إلى دراسة القيام بعدد من عمليات تخارج مربحة من شركات قائمة، وفقا للعضو المنتدب للشركة مصطفى عبد الودود. وقال عبد الودود لـ “الاتحاد” إن أبراج كابيتال تدرس كذلك طرح صناديق خاصة بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة في عدد من الدول العربية تحت مظلة صندوقها الاقليمي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة الذي أطلقته مؤخرا. وأوضح العضو المنتدب لشركة أبراج كابيتال التي تدير أصولا بقيمة 6.6 مليار دولار ضمن صناديقها الاستثمارية،ان عام 2010 سيشهد عودة الشركة الى نشاط الاستحواذ بعد عام 2009 الذي لم يشهد عقد أي صفقة خلاله،باستثناء الصفقات التوسعية للشركات القائمة، كاشفا عن وصول المفاوضات لثلاث صفقات الى مراحل متقدمة لكن تنفيذها قد يستغرق من شهرين إلى ستة أشهر. وقال:”حسب التقديرات يتوقع ان تتراوح قيمة الاستثمارات المتوقعة لصفقات عام 2010 والتي لن تزيد على 4 صفقات ما بين 500 مليون دولار الى مليار دولار، كما ان الاموال المخصصة لهذه الاستثمارات دائما ما ترتبط بالفرص”. وأضاف:” رغم ان عام 2009 كان مليئا بالتحديات لصناعة الملكيات الخاصة فإن أبراج كابتال رصدت العديد من الفرص التي عرضت عليها خلاله، إلا انها لم تقم بدراسة سوى القليل منها والدخول في مفاوضات بشأنها تترجم الى عمليات يمكن تنفيذها”. وأكد عبد الودود ان حالة السوق بالنسبة لشركات الملكية الخاصة حاليا باتت أفضل بكثير عن الأشهر الماضية،لافتا إلى حدوث تحسن قوي في مناخ الاستثمارات الخاصة طويلة المدى وذلك رغم التحديات التي فرضتها الأزمة المالية. وأوضح ان الأزمة وفرت العديد من الفرص أمام القطاع خاصة بعد ان سادت الواقعية البيئة الاستثمارية في المنطقة، والتي سوف تسمح بالاستفادة من شركات الملكية الخاصة كجسر عبور للشركات المتعثرة والتي تواجه تحديات عدة خلال هذه المرحلة، وأشار إلى ان الرؤية الاستثمارية بالنسبة للقطاع باتت حاليا أوضح عن ذي قبل بالإضافة إلى ان قبول رؤوس أموال شركات الملكية الخاصة أصبح أكثر رغبة من قبل الشركات التي تسعى الى الحصول على تمويل ودخول الأسواق المالية. وتعتبر “أبراج كابيتال” أكبر مجموعة متخصصة في استثمارات الملكية الخاصة في الشرق الأوسط، جمعت الشركة منذ إنشائها في عام 2002 حوالي 7 مليارات دولار، كما تدير نحو 6.6 مليار دولار ضمن صناديقها الاستثمارية، بحسب عبد الودود. ترتيب الأولويات وفيما يتعلق باستراتيجية الشركة خلال عامي 2009 و2010،أكد عبد الودود ان أبراج كابيتال عملت خلال العام الماضي على إعادة ترتيب الأولويات بالنسبة للاستثمار الخاص من خلال تكثيف التركيز على الشركات القائمة التي تستثمر فيها من خلال اتباع منهجية دفاعية تهدف الى تعزيز قدرة الشركات على المرور من مرحلة الأزمة وتعظيم قدرة الفريق الاداري في كل شركة على مواجهة التحديات من خلال تأمين الهيكل المالي للشركات وإعادة هيكلة. وأضاف “ وبعد نجاح هذه المنهجية في النصف الأول من العام تمكنت الشركات من الارتقاء بوضعها بشكل يمكنها من الاستفادة من الظروف الحالية في الأسواق وتحسين وضعها النسبي في السوق، وهو ما تحقق بالفعل في النصف الثاني من العام الماضي،الأمر الذي عزز قدرة عدد كبير من الشركات على تجاوز الظروف الصعبة بالفعل وسهل عبروها للأزمة بصورة أفضل من أمثالها في نفس المجال”. وأوضح عبد الودود:” بالرغم من ان شركات الملكية الخاصة تركز عبر استثماراتها على تحسين وضع الشركات المستثمر فيها وتوسيع نشاطها لتحقيق أفضل وضعية يمكن عندها القيام بعمليات تخارج، فإن ذلك يعد جزءاً بسيطاً من الاستثمار،وان الجزء الأكبر والأهم هو تحسين أداء الشركات من خلال النمو الذاتي بالاستحواذ على شركات أخرى تعمل في نفس مجالها وبالتالي يمكن ان توسع من أعمالها”. وفيما يتعلق بخطط الشركة واستراتيجيتها لعام 2010 على صعيد الاستحواذات والتخارج،قال عبد الودود:”برغم ان أداء معظم الشركات التي تمتلك ابراج كابيتال حصصا بها كان جيدأ في عام ،2009 إلا انها لم تكن الظروف مناسبة لعمليات التخارج خاصة في ظل ضعف الاسواق وتراجع فرص الاستحواذ وعدم وجود طروحات جديدة”. وشدد على ان:”أبراج كابيتال لم تكن في وضعية تضطرها الى التخارج دون تحقيق ربحية جيدة من ورائه، لاسيما ان الشركة لم تكن في حاجة الى سيولة،لهذا لم نتخارج في 2009 لاننا لم نكن سنحقق نتائج ملائمة”. وأضاف:” في عام 2010 الأولويات بدأت تتغير لاسيما انه في الوقت الذي كنا نركز فيه عن قرب على الشركات ،بدأنا في نفس الوقت نرى تحسن أوضاع وقدرة اكثر من شركة بسبب العمل الذي قمنا به في 2009،الأمر الذي قد يشجعنها على التخارج بنتائج مربحة جدا من أكثر من شركة هذا العام والعام المقبل”. استثمارات في التعليم والصحة وأكد عبد الودود أن أبراج كابيتال لديها في الوقت الحالي “استثمارات في مجال التعليم والصحة ومن خلال هذه الاستثمارات، مضيفا أن الشركة تتطلع إلى فرص توسع في ومصر وتركيا ودول أخرى في المنطقة بأكملها التي تتمتع بفرص عالية خاصة في قطاعات خدمات البترول ومجال الأغذية والشركات اللوجستية والخدمات المالية غير المصرفية التي بدأت أوضاعها في التحسن عقب الأزمة”. وتدير أبراج سبعة صناديق استثمارية، تضم أربعة صناديق للاستحواذ وصندوقين عقاريين، وصندوقا للشركات الصغيرة والمتوسطة كما قامت مجموعة أبراج بأكثر من 35 استثماراً في 11 بلداً، بالإضافة إلى 20 عملية تخارج، وتملك الشركة حصصا في حوالي 24 شركة، كما قامت بتوزيع حوالي 3 مليارات دولار على مستثمريها. وعلى صعيد الصناديق الاستثمارية كشف العضو المنتدب لأبراج كابيتال عن دراسة الشركة طرح عدد من الصناديق الخاصة بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة في عدد من البلدان العربية مثل مصر والأردن والجزائر،وذلك بعد الإطلاق الناجح لصندوق فلسطين مؤخرا”. وأوضح ان:”فلسفة الشركة في مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة اعتمدت على طرح صندوق إقليمي يتبع له عدد من الصناديق الاخرى الخاصة بكل دولة على حدة،لاسيما ان أول صندوق أطلقته أبراج كابيتال كان في شركات متوسطة الحجم وحقق نجاحا قويا وبالتالي نحاول تكرار الفرصة مجددا لأنها أصبحت حاليا أفضل مما كانت عليه في السابق”. الأوضاع الاقتصادية وفيما توقع عبد الودود ان تشهد صناعة استثمارات الملكية الخاصة في المنطقة نموا قويا هذا العام وان يزيد نشاطها مقارنة بعام 2009،إلا أنه أشار الى انحسار عدد الشركات المتخصصة في هذه الصناعة بعد ان “غربلت” الأزمة المالية القطاع من الشركات الصغيرة مع اتجاه المستثمرين للتركيز على الشركات التي تتمتع بسجل قوي من الانجازات والمصداقية والقدرة على مواجهة التحديات”. وأضاف:” الأجواء في المنطقة حاليا باتت أفضل بكثير مما كانت عليه من قبل خاصة وان المناخ العام آخذ في التحسن مع النظرة الايجابية من قبل المستثمرين للأسواق وهو التحسن الذي بدا واضحا عقب الاجراءات الأخيرة التي قامت بها دبي فيما يتعلق بإعادة جدولة ديون مجموعة دبي العالمية”.