الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طرق جديدة لتدوين وقائع رحلات الطائرات

طرق جديدة لتدوين وقائع رحلات الطائرات
17 يوليو 2009 01:57
أثبت حادثا الطائرتين اليمنية والبرازيلية أن الاعتماد على الصناديق السوداء للطائرات للوقوف على أسباب الحوادث، لا يكون مجدياً في الكثير من الأحيان خاصة عندما تسقط الطائرة وسط مياه المحيطات العميقة. وكانت هذه الحقيقة دافعاً قوياً لبحث شركات الخطوط الجوية عن وسائل عملية بديلة لتلك الصناديق. وتتفق آراء الخبراء على أن الحل المتاح يكمن في بث معلومات لاسلكية متواصلة إلى مراكز المتابعة في المطارات وبحيث تغني تماماً عن وظيفة الصندوق الأسود. وتكمن مشكلة هذه الطريقة في أن الطائرات التي تعبر أعالي المحيطات، تخرج عن نهاية نطاق استقبال الترددات اللاسلكية تماماً، ولا يمكنها الاتصال ببقية العالم إلا عن طريق الأقمار الاصطناعية، حيث يكون الاتصال بهذه الطريقة ذا تكلفة باهظة. وفي هذه الحالة يمكن أن لقادة الطائرات أن يعمدوا إلى اختصار مراسلاتهم إلى أدنى الحدود الممكنة من أجل تخفيض أجورها. وعند مناقشة هذه الطريقة، قالت مصادر خبيرة في شركة إيرباص إن استخدام موجات الراديو العادية لإرسال كافة بيانات الرحلات الجوية يتطلب أن تكون قناة إمرار حزمة الموجات اللاسلكية عريضة بشكل هائل. وكان البروفيسور كريشنا كافي الأستاذ في كلية هندسة الكمبيوتر بجامعة نورث تكساس قد اقترح منذ عام 2001 إرسال البيانات التي يحتفظ بها جهاز تسجيل وقائع الرحلة مباشرة إلى مراكز المتابعة في شركات الخطوط الجوية. وقال في هذا الصدد: «إن حجم المعلومات المرسلة في هذه الحالة سيكون أقل من حجم صور الفيديو التي يستقبلها كمبيوتر عادي عن طريق الشبكات الاجتماعية». ويبدو أن هذه الطريقة تلقى الآن ترحيباً كبيراً من الخبراء؛ ومنهم مثلاً مايك بول الخبير في تحليل حوادث الطائرات في إحدى الشركات المتخصصة بأنظمة سلامة الطيران في كندا الذي يرى أنها الطريقة المثالية لاستبدال الصناديق السوداء بالرغم من أن تحقيقها من النواحي التقنية ليس بالأمر السهل على الإطلاق. ويقول مايك: «وعندما ندخل في التفاصيل، سرعان ما نستشعر مدى صعوبة تحقيق هذا الهدف». وتكمن صعوبة استقبال سيل البيانات من الطائرات المحلقة بشكل مباشر في أن هناك الألوف منها التي تكون في حالة تحليق في أية لحظة. وينبغي أن تكون كل طائرة في ظروف تسمح لها بالاتصال بالأقمار الاصطناعية، وهذا ما لا يتحقق بشكل دائم. ويضاف إلى ذلك أن هذه الطريقة تتطلب تجهيز قمرة القيادة بكاميرا لتسجيل نشاطات الطاقم الفني بشكل مستمر، وهو ما تلحّ كل نقابات الطيّارين الجويين على رفضه. وفي إطار البحث عن حلول بديلة، اقترح بعض الخبراء استخدام «مسجّل الرحلات» التقليدي، ولكن بعد تعديل تركيبه التقني، بحيث يصبح قادراً على العمل فور وقوع حادث التحطم. ويكون مجهزاً بتقنية تسمح له بالعوم فوق سطح الماء إذا سقطت الطائرة في الحر ليبث من هناك آخر بيانات الرحلة قبل وقوع الحادث. وهذا هو الاتجاه الذي يستأثر باهتمام خبراء سلامة النقل الجوي الآن. عن (إنترناشونال هيرالد تريبيون)
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©