السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عرض كوميدي ارتجالي في دبي يعالج هموم الفرد والمجتمع

عرض كوميدي ارتجالي في دبي يعالج هموم الفرد والمجتمع
28 مايو 2008 02:58
استضافت شبكة تلفزيون شو تايم في دبي مؤخرا عرضا كوميديا ارتجاليا لتسعة من الفنانين الذين تضمهم فرقة آكسز إف إيفل تاور ، وقد حمل العرض عنوان مساء الجمعة على الهواء · العرض الذي استمر ساعتين من الكوميديا الارتجالية أتاح لكل من الفنانين التسعة تقديم حكايته وهموم الجالية التي ينتمي إليها في أميركا، فكل منهم قادم من بلد ومن ثقافة تختلف عن البلد الآخر وثقافته، وهو ما يمنح فرصة لقاء الثقافات وحوارها· وهذا ما تحدث به عدد من الفنانين المشاركين في العرض خلال لقاء معهم· كانت هذه هي المحاولة الثانية من ''شو تايم'' لتقديم هذا النمط من العروض للكوميديا الارتجالية، أو ''الكوميديا ع الواقف''، في الشرق الأوسط، وذلك بعد نجاح كبير حققته الفرقة في عرضها الأول· وقال مارك أنطوان دالوين الرئيس التنفيذي لشبكة شو تايم إن الشبكة ''ملتزمة ببناء مفهوم الكوميديا الارتجالية في الشرق الأوسط، وأنها تأتي بهذا المزيج من الكوميديين الذين ينتمون إلى أعراق وثقافات متنوعة، لتقدم عرضها في دبي لأعراق مختلفة أيضا· الكوميديون التسعة الذين شاركوا في العرض هم: الفلسطيني هارون أبو خضير، الأردني مايك بتايا، المصري روني خليل، الكوري وانهو تشونغ، المصري جورج عزمي، اللبناني نمر أبو ناصر، دوين بيركنز، والكندي/ الهندي شوغار سامي، والكندي رون جوسول· ومعظمهم من حملة الجنسية الأمريكية· هذا النمط من العروض جديد على المنطقة، أو أنه ما يزال غير معروف تماما، ولم يأخذ فرصته في الانتشار بعد، ويأتي هذا العرض ليؤسس للتعريف بهذا الشكل غير المتداول من المسرح، ويسهم في انتشاره جماهيريا، ليشكل بديلا للكوميديا الهابطة التي تعرفها الساحة المسرحية العربية· فمن حيث المبدأ يمكن اعتبار هذا الفن من بين الفنون الأكثر حرية في تناول القضايا والهموم الفردية والمجتمعية، ففي هذا الشكل الفني يكون الفنان أكثر عفوية في التعبير عن نفسه وعما يحيط به· وفي اللقاء مع بعض أعضاء الفرقة تحدث كل من الأردني مايك بتايا (بطايح) الذي لا يتحدث العربية، والكوري الجنوبي وانهو تشونغ (الذي يتكلم العربية بطلاقة)، والمصري روني خليل الذي يتكلم العربية بصعوبة، وقد تناوب الثلاثة على شرح طبيعة عملهم، وطبيعة تكوين الفرقة التي يعملون من خلالها، والفكرة الأساسية من وراء هذا العرض· وأكد ثلاثتهم على الطبيعة الاجتماعية/ الانتقادية لعملهم، حيث يقدم كل من الفنانين التسعة عرضا فكاهيا لمدة ربع ساعة تقريبا يشتمل على نكات هادفة تتناول ظواهر اجتماعية مرَضية بالنقد والتشريح· الكوميديا الارتجالية التي يقدمها هؤلاء تخلو من السياسة المباشرة، تبتعد عن القضايا السياسية كلها، لتتفرغ لهموم الإنسان والمجتمع، فالدخول في عالم السياسة كما يؤكد الكوري وانهو تشونغ يمكن له أن يفرق الجماعة، كما أن الجميع متفقون على عدم مقاربة القضايا ذات الحساسية سواء كانت دينية أو عرقية أو سياسية، لهذا تجد أن عروض الفرقة وأعضائها تتعرض لما يجمع أعضاء هذه الفرقة وما يقربها من الجمهور· طبعا هناك تنويع كبير على هموم الفرد في مجتمع يشعر فيه بالغربة، لكنه يشعر بالتنوع والتعدد الذي يوفر الغنى في طرح الأسئلة، ويفتح آفاق الحوار بين الفنانين أساسا، وبينهم وبين الجمهور المتنوع ثانيا، فالفنان في هذه الحالة مضطر للبحث عن القضايا والهموم المشتركة بينه وبين جمهوره، ولأن أداءه ارتجالي فهو يحاول تلمس ما يحتاج إليه هذا الجمهور، لذا فهو قد يبدأ بحكاية معينة ويتلمس من خلالها مدى تقبل الجمهور لها أو عدم تقبله، وقد يضطر إلى تغيير خطته كلها· هناك عادة نص أو مخطط يعتمد عليه الممثل، حيث يقوم بالتحضير لمجموعة من القضايا التي سيتناولها، لكن الظرف والجمهور قد يفرض عليه تغيير نصه، ففي هذا النوع من الكوميديا يحتاج الممثل إلى امتلاك قدر كبير من الحساسية تجاه ما يطلبه الجمهور، وكذلك امتلاك قدر من النباهة والقدرة على الانتقال من موقف إلى آخر من دون ارتباك، الأمر الذي يتطلب مهارات عالية في مخاطبة المشاهد· أما الفنان اللبناني نمر أبو ناصر فقال إنه يكتب النص الخاص به بنفسه، لكن ذلك لا يمنعه أن يقوم بالارتجال بين ثنايا هذا النص، ووفقاً لمزاج الجمهور وقدرته على تقبل ما يقول، وهو يعتبر أن جمهور دبي يختلف عن جمهور لبنان، لأنه كعادته يقدم عروضاً ارتجالية كوميدية عن السياسة والدين التي هي بمثابة الخطوط الحمراء بالنسبة لي لا يحاول تجاوزها مطلقا خاصة وأنهما يفرقان بين فئات الشعب، وهو في عمله يحاول التوحيد وتجميع الرؤى المختلفة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©