الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العراق... الفراغ السياسي وخطر عودة العنف

العراق... الفراغ السياسي وخطر عودة العنف
24 ابريل 2010 21:21
أوقع الهجومان المتزامنان اللذان شنهما مسلحون يوم الجمعة الماضي وسط بغداد وفي محافظة الأنبار الواقعة غرب العراق 67 قتيلا على الأقل، ليثير ذلك مخاوف عديدة من أن القضاء على قياديين في تنظيم "القاعدة" في العراق قد لا يكون كافياً وحده لإخماد نيران العنف الطائفي، وقد استهدف التفجيران مناطق شيعية في العاصمة بغداد مباشرة بعد صلاة الجمعة، بالإضافة إلى محافظة الأنبار التي واجه فيها السُّنة بنجاح مسلحي "القاعدة" قبل أربعة أعوام. ومع أن أحداً لم يعلن مسؤوليته عن التفجيرين، إلا أنهما وبحسب المراقبين، يحملان بصمات تنظيم "القاعدة". وفي تطور لافت أعقب العملية التفجيرية أعلن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، أمام القنوات الفضائية أن مليشيات "جيش المهدي" التي دخلت في هدنة طويلة منذ عام 2008 سيعاد تفعيلها لحماية المساجد، وهي الخطوة التي تذكر بعامي 2004 و2005 عندما نشطت ميليشيات "جيش المهدي" في مدينة الصدر وسط العنف الطائفي الذي استشرى وقتها في العراق. وقد حرص المسؤولون العراقيون على التحلي بالشجاعة وتحدي أعمال العنف، واصفين التفجيرين بأنهما النزع الأخير للجماعات المسلحة، وقال اللواء "قاسم عطا"، الناطق الرسمي باسم الجيش العراقي في بغداد: "إن استهداف المساجد الشيعية محاولة يائسة لإشعال الفتنة الطائفية، لكن ما حدث هو العكس تماماً ولابد أن مخططات الإرهابيين ستؤول إلى الفشل". وجاء التفجيران في وقت ما زال فيه السياسيون عالقين في مأزق تشكيل الحكومة المقبلة وذلك بعد مرور ستة أسابيع على الانتخابات التي جرت في الشهر الماضي. كما أن إعادة فرز الأصوات في بغداد التي أمرت بها المفوضية العليا للانتخابات أثارت العديد من الأسئلة حول المدة الزمنية التي ستستغرقها العملية، هذا بالإضافة إلى المخاوف التي برزت عقب الكشف يوم الإثنين الماضي عن سجن سري أكد مسؤولون سُنة أن معتقلين عرب سُنة من الموصل كانوا يتعرضون فيه للتعذيب. وعلى رغم الاضطراب الذي تشهده الساحة السياسية العراقية والتأخير في تشكيل الحكومة الجديدة أكد مسؤولون في واشنطن أن القوات الأميركية سينخفض عديدها إلى 50 ألف جندي بنهاية شهر أغسطس المقبل كما هو محدد في الاتفاقية الأمنية التي وقعت مع العراق. وكان لافتاً أيضاً أن توقيت التفجيرين تلا الإعلان يوم الإثنين الماضي عن قتل قياديين من تنظيم "القاعدة" في العراق في عملية مشتركة بين القوات الأميركية والجيش العراقي، ويبدو أن المسلحين حاولوا استغلال حالة الفراغ السياسي الذي يعيشه العراق حاليّاً لإذكاء أوار الفتنة الطائفية بين الشيعة والسُّنة، وقد أكد تفجيرا يوم الجمعة الماضي أن الجماعات المسلحة ما زالت تستطيع على التحرك وتنفيذ عملياتها على رغم الخسائر التي تكبدتها في الفترة السابقة. يذكر أن سيارتين مفخختين ومجموعة أخرى من المفخخات انفجرت في الشارع الرئيسي والأزقة المحيطة بمكتب تابع لجماعة الصدر بالقرب من مدينة الصدر، وقد انفجرت السيارتان عندما كان المصلون يغادرون المساجد وهو ما أوقع 34 قتيلا و120 جريحاً حسب مصادر أمنية وشهود عيان. وعقب التفجيرين سارع أهالي المنطقة إلى إلقاء اللوم على السياسيين العراقيين وعلى التوتر السائد بسبب الصراع حول تشكيل الحكومة، وقد أفاد بعض شهود العيان أن مواطنين غاضبين رشقوا الجنود العراقيين بالحجارة مباشرة بعد التفجيرين، وهو ما حدا بالجنود إلى إطلاق الرصاص في الهواء لتفريق الجمهور. ويبدو أنه في خضم الشد والجذب الذي يسود العراق حاليّاً على خلفية تشكيل الحكومة تبرز أهمية جماعة الصدر في ترجيح كفة طرف على الآخر والمساعدة في إنهاء حالة الفراغ السياسي التي تعيشها البلاد. وفي هذا السياق يرى "أبو حسام" وهو عراقي كان عائداً إلى بيته عندما انفجرت السيارتان، أن العملية هي رسالة من أحد الأطراف لتسريع التعاون وتشكيل الحكومة، أما "فرحان باقر خلف" الذي يدير مطعماً بالمنطقة فقد حذر من أن الناس لن تصبر طويلا على عجز الحكومة عن حمايتهم، وعن ذلك يقول: "لن يحترم العراقيون حكومة لا تستطيع حمايتهم، ولا أعتقد أن صبر المواطنين سيستمر طويلا". ووفقاً لحيدر عبد الحسين يرجع السبب الأساسي وراء التدهور الأمني الأخير إلى الفراغ السياسي، معبراً عن تذمره بقوله: "بمن علينا أن نثق؟ ومَن هو الأجدر بالاتباع؟ في النهاية أقول إنه لا أحد من السياسيين يفكر في الشعب، إنهم يفكرون فقط في أنفسهم وأحزابهم السياسية". وكانت قنبلة أخرى قد انفجرت خارج مسجد شيعي في غرب بغداد بحي الحرية مخلفة ثمانية قتلى، فيما سقط 16 قتيلا آخر في تفجير استهدف مسجداً شيعياً في منطقة شرق مدينة الصدر، هذا في الوقت الذي قتل فيه مواطن آخر في تفجير مسجد "الزعفرانية" جنوب شرق بغداد. وتعتبر هذه المناطق معاقل رئيسية للتيار الصدري الذي تُتهم الميليشيا التابعة له بالتورط في عمليات انتقام طائفي ضد مواطنين سُنة خلال الحرب الطائفية التي شهدها العراق. نيد باركر - بغداد ينشر بترتيب خاص مع خدمة "إم. إس. تي. إنترناشيونال"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©