الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرنسا.. حملة الحسم المؤجل

21 ابريل 2017 21:51
قبل أيام قليلة من بدء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، ما زال ما يقرب من ثلث الناخبين لم يقرروا بعد أي مرشح سيختارونه، أو ما إذا كانوا سيذهبون أصلاً إلى صناديق الاقتراع. وقال «جايل سليمان»، رئيس معهد «أودوكسا» لاستطلاع الرأي، إن تردد الناخبين «هائل». وفيما يعد تحولاً في واحدة من أهم الانتخابات التي لا يمكن التنبؤ بنتائجها في التاريخ الفرنسي، من الممكن أن يؤدي تردد الناخبين، وإحجام أولئك الذين لم يشاركوا في الادلاء بأصواتهم، إلى تغيير حاد في السباق الذي يشارك فيه أربعة متسابقين تفصلهم عن بعضهم بعضاً نقاط قليلة. ومع حصول كل منهم على نحو 20 % في استطلاعات الرأي التي تسبق الجولة الأولى المقرر إجراؤها غداً الأحد 23 أبريل، فإن مصير المرشحَين اللذين سيخوضان جولة الإعادة سيحدده أولئك الأشخاص الذين لم يتخذوا قرارا بعد. ووفقاً للاستطلاع الذي أجراه معهد «أودوكسا»، لصالح قناة «فرانس إنفو»، فإن نسبة من لم يتخذوا قراراً بعد تبلغ نحو 32 %. أما نسبة الناخبين الذين قالوا إنهم واثقون من اختيارهم فهي الأقل منذ عام 2002، عندما حققت «الجبهة الوطنية» اليمينية المتطرفة نجاحاً في الجولة الأولي من الانتخابات، حسب ما قال «إيمانويل ريفيير»، منظم استطلاعات الرأي في معهد «كانتار سوفريس» لاستطلاعات الرأي، على تويتر في 12 أبريل. وأضاف «لا تزال نسبة التردد مرتفعة، كما كانت الحال في عام 2002». وعلاوة على هذه الحالة من عدم اليقين، فإن 66 % فقط من الناخبين المؤهلين واثقون نسبياً من أنهم سيدلون بأصواتهم، وفقاً لنتائج استطلاع للرأي أجرته شركة «إبسوس» لاستطلاعات الرأي لصالح صحيفة «لوموند». وتقل هذه النسبة عن نسبة إقبال بلغت 79,5 % في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية لعام 2010. أما استطلاع «أوبينيون واي» الذي صدر يوم الاثنين، فقد أظهر أن زعيمة «الجبهة» الوطنية اليمينية المتطرفة «مارين لوبن» متساوية مع المرشح الوسطي «إيمانويل ماكرون»، حيث حصل كل منهما على 22 %، يعقبهما المرشح الجمهوري من يمين الوسط «فرانسوا فيون» بنسبة 21 %، ثم «جان لوك ميلانشون»، المرشح اليساري المدعوم من قبل الشيوعيين بنسبة 18 %. ويظهر استطلاع الرأي أن كلاً من ماكرون وفيون سيهزم لوبن بسهولة في جولة الإعادة في السابع من شهر مايو. أما الدعم لـ«ميلانشون» فيبدو ضعيفاً إلى حد ما. وفي حين أنه صعد في استطلاعات الرأي بعد أدائه القوي في المناظرات الأخيرة، إلا أن استطلاع «أودوكسا» وجد أن 34 % من الناخبين الذين أدرجوه كخيار أول لهم قالوا إنهم قد يغيرون رأيهم. أما النسبة التي حصل عليها ماكرون فكانت 23 %، في حين أن 20 % من ناخبي فيون المحتملين، و13 % من ناخبي لوبن، قالوا إنهم قد يغيرون رأيهم. ومن الممكن أن يلقى ميلانشون ولوبن صعوبة في جعل ناخبيهم يذهبون إلى مراكز الاقتراع. وقد وجد استطلاع «إبسوس» أن 65 % فقط من مؤيدي اليسار المتطرف، و68 % من مؤيدي «الجبهة الوطنية»، من المرجح أن يدلوا بأصواتهم يوم 23 أبريل. وعلى النقيض من ذلك، فإن 75 % ممن يدعمون حزب ماكرون المستقل، و74 % من الجمهوريين، و72 % من الاشتراكيين، قالوا إنهم يتوقعون الذهاب للتصويت. يذكر أن كثيراً من الناخبين الذين كانوا يؤيدون الرئيس فرانسوا أولاند في العام 2012 «يشعرون بالإحباط من أداء الحكومة، ولذا فقد قرروا عدم الذهاب للاقتراع»، وفقاً لما ذكره «دوجلاس ويبر»، أستاذ العلوم السياسية في كلية «إنسيد» للأعمال في «فيونتينابلو». وفي إشارة أخرى إلى استياء الناخبين، يخشى الحزبان الرئيسيان احتمال سقوط مرشحيهما في الجولة الأولى. وقد تراجع المرشح الاشتراكي «بينوا هامون» إلى المركز الخامس وحصل على نسبة 8 % فقط في آخر استطلاع للرأي أجراه «أوبينيون واي». أما الجمهوري «فيون» فقد جاء في المركز الثالث بعد أن انحسر التأييد الذي كان يحصل عليه بسبب مزاعم بأنه قد استخدم المال العام لتعيين زوجته في وظائف وهمية. وبالنسبة لمرشح الوسط «ماكرون» فقد حصل على التأييد من بعض الاشتراكيين والجمهوريين، ولكن الناخبين العاديين «لا يعرفونه حقاً»، كما ذكرت عاملة تليفون متقاعدة في باريس. وقالت إنها كانت تفكر في ماكرون بعد خيبة الأمل التي أصابها بها فيون. ويتضح احتمال التحول في اللحظة الأخيرة بشكل كبير بين الناخبين الاشتراكيين، حيث وجد استطلاع «أودوكسا» الذي أجري في 12 و13 أبريل أن 43 % منهم ما زالوا مترددين، مقارنة بـ29 %من ناخبي يمين الوسط، و26% من مؤيدي اليسار المتطرف، و7 % فقط من مؤيدي «الجبهة الوطنية». وربما يكون المرشح الذي يمكن أن يحقق أكثر استفادة هو ماكرون. وكما يقول «أنتونيو باروسو»، نائب مدير الأبحاث في مركز تينيو إنتيليجانس في لندن، فهو «أفضل سياسي عام بين جميع المرشحين». ومع ذلك، فإن شريحة الناخبين المترددين كبيرة بما يكفي لإعطاء كل من المرشحين الأربعة الأوائل فرصة الوصول إلى الجولة الثانية. * كاتبة ومحللة سياسية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©