السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«الشارقة القرائي للطفل».. أفكار طموحة ترتقي بالنشء

«الشارقة القرائي للطفل».. أفكار طموحة ترتقي بالنشء
21 ابريل 2017 21:54
أزهار البياتي (الشارقة) للمرة التاسعة على التوالي، وتحت شعار «اكتشف عن قرب»، تواصل هيئة الشارقة للكتاب احتفالياتها الثقافية الواسعة لمهرجانها القرائي المتميّز لأدب الطفل، والذي بدأت فعالياته المتميّزة يوم 19 أبريل، وتستمر حتى 29 منه، وذلك سعياً وراء تعزيز ثقافة القراءة وبث شغف المطالعة بين الصغار، في سبيل توسيع مداركهم، وإثراء خيالهم، وترقية طموحاتهم، وآفاقهم الذهنية والمهارية بمختلف الخبرات المعرفية الجديدة. ولعل الزائر لهذا العرس الثقافي، بكل ما يحتضنه ويروج له من دور نشر وإصدارات جديدة وبرامج تنتصر لاهتمامات الطفل المعاصر، سيكتشف بلا شك أهمية الدور والاهتمام الذي يحظى به رافد القراءة والكتاب الورقي كمصدر معرفي أول عند الصغار والكبار على حد سواء، حيث تتصدر كل أجنحة هذا المهرجان المتفّرد كماً ونوعاً آلاف العناوين الجديدة والمطبوعات الموجهة لفئة الأطفال والناشئة، وبشتى مصادر المعارف والآداب والعلوم. شغف المطالعة يؤكد أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أهمية الترويج لهواية القراءة وشغف المطالعة في الفئات العمرية الصغيرة، مبيناً دور الكتاب الورقي في ترقية أسلوب الحياة، باعتباره من أهم مصادر الثقافة والتعليم، ويلعب دوراً رئيساً في إثراء مفاهيم التربية والعلوم وكل المعارف الإنسانية، مساهماً في تطوير الأفكار، وتوسيع المدارك وتطوير المهارات، حيث يكتسب الطفل في مراحله العمرية المبكرة عادات إيجابية تتمثل في شغف المطالعة، من خلال تحفيز فضوله المعرفي وتشجيعه على الاستزادة من روافد الآداب والعلوم، كما يسهم في بناء شخصيته وتلوين عالمه، وتنمية ملكاته الذهنية والمهارية، فيجعل منه شخصية منفتحة، طموحة، وواعدة، ومن هذا المنطلق، فإن إقامة مثل هذه المهرجانات والمعارض النوعية التي تشجع على انتشار ثقافة القراءة وتدعم إنتاج الكتب وتطوير دور النشر في الوطن العربي، صارت ضرورة حتمية في زمن العولمة والتكنولوجيا الحديثة، إضافة إلى كونها تفتح أمام الأطفال وذويهم فرص الاطلاع على آخر المستجدات والمطبوعات الأدبية والمعرفية والأكاديمية. ويضيف العامري: وسط اجتياح التكنولوجيا الحديثة وعصر الألعاب والأجهزة الإلكترونية لعالم الطفل، يواجه أغلبية أولياء الأمور والتربويين على حد سواء، صعوبات جمة وتحديات كبيرة في كيفية احتواء الطفل المعاصر واستقطابه نحو فضاء القراءة والاستمتاع بالكتاب الورق، متخلياً عن الإغراءات المرئية التي تشد انتباهه، وتحاصر عالمه، وتبهره طوال الوقت، وتؤثر بشكل سلبي في كل سلوكياته، مبتعدة به عن جنة المعارف والآداب والعلوم الكلاسيكية التي من الممكن تحصيلها بين دفتي كتاب. مسؤولية دور النشر وعن هذا التحدي الكبير تقول نوال محمد: نواجه صعوبة كتربويين وأولياء أمور، في جذب الأجيال الجديدة نحو عالم المطالعة وشغف القراءة، فلم يعد الكتاب الورقي ورواية القصص والحكايات ضمن أولوياتهم واهتماماتهم وهواياتهم، بل يسبقها التهافت على الألعاب الإلكترونية والأجهزة الحديثة «البلاي ستيشن، والآيباد والهواتف المحمولة»، وصار أمر استقطاب الطفل إلى القراءة واستكشاف متعة الكتب الورقية أمراً صعباً، كونها لا تحرك لديه عناصر الإثارة والتشويق مقارنة بعالم المرئيات. وتكمل نوال: «لذا لا بد من خلق توجه ومنهاج مدروس في استعادة الطفل وجذبه مرة أخرى نحو ثقافة القراءة، كما أن معظم دور النشر في الوطن العربي لا ترتقي إلى مستوى تفكير الجيل الجديد، فهنالك شح وتواضع كيفي في النشر باللغة العربية، ما يقلل من حماس أبنائنا للكتاب الورقي، كما يضعف لديهم أواصر الانتماء والهوية. تبادل الخبرات ويؤكد صلاح أحمد (ولي أمر)، على أهمية ثقافة القراءة ودورها في تنمية الطفل ذهنياً ومهارياً، فيقول: في زمن العولمة والحروب والصراعات لا بد من دعم أي مشروع ثقافي وإبداعي يستثمر في الإنسان، وبلا شك فإن أبناءنا الصغار هم أكثر من يحتاجون لمثل هذه المبادرات الريادية التي ترتقي بالفكر والثقافة والعلوم كافة، كونها تعيد الاعتبار للكتاب الورقي، وتشجع النشء على التحلي بثقافة القراءة وجعلها أسلوباً أمثل في الحياة، متحدية بمختلف فعالياتها وأنشطتها المتنوعة، ثورة التقنيات وموجات التغريب والعولمة التي تحاصر الأطفال من كل مكان، لذا فإن الجيل الجديد من أطفالنا بحاجة ماسة إلى دعمهم بجرعات ثقافية وقيم تربوية وسلوكيات إيجابية تنسجم مع قيمنا الإسلامية والاجتماعية. ويضيف صلاح: «في هذا المهرجان، تستعرض دور نشر عربية وعالمية آلاف الإصدارات والعناوين والمطبوعات التي تنتصر لمعارف الطفل كافة، فاتحة المجال واسعاً لتبادل الخبرات والاطلاع على التجارب والتعرف على الآخر، كما أن فعاليات المهرجان وُضعت ضمن قوالب ممتعة تجمع بين الترفيه والفائدة، كما تتوجه لكل أفراد الأسرة، صغاراً وكباراً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©