الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«حاميها حراميها» مواقف نقدية تقليدية شكلاً ومضموناً

«حاميها حراميها» مواقف نقدية تقليدية شكلاً ومضموناً
17 يوليو 2009 02:22
انطلقت في أبوظبي مساء أمس الأول عروض الموسم المسرحي الخامس الذي تنظمه جمعية المسرحيين، ويحتضنه مسرح أبوظبي على كاسر الأمواج. وقدم مسرح الفجيرة القومي أول العروض، بعرض مسرحية «حاميها حراميها» إعداد الكاتب المسرحي إسماعيل عبدالله عن مسرحية «حفلة على الخازوق» للمؤلف المصري محفوظ عبدالرحمن وإخراج حسن رجب وتمثيل جمعة علي بدور المحتسب وحميد فارس بدور الوزير وعبيد الهرش بدور مدير السجن ومحمد إسماعيل بتقمصه ثلاثة أدوار وهي دور مساعد مدير السجن وكاتب المحتسب ومساعد الوزير والفنانة هند بدور رشا وخالد علي بدور النجار ومبارك ماشي بدور النخاس وعبدالله الرشدي بدور حسن وناصر الضنحاني بدور الوالي. توزعت المسرحية على 6 مشاهد تدرجت خلالها قصة العرض عبر صراع قادته الفتاة رشا التي كانت تشكو ظلماً وقع على «أخيها» حسن من قبل مدير السجن ومساعده باتهامه في محاولة تدبير مؤامرة لاغتيال الوالي. يبدأ المشهد الأول برؤية حسن على كرسي التحقيق ومدير السجن ومساعده يقومان بتوجيه أصابع الاتهام إليه، في الوقت الذي بدا فيه مدافعاً عن نفسه، وفي منتصف المشهد تدخل رشا متوسلة للإفراج عن «أخيها» حسن غير أن مدير السجن يرى فيها فتاة جميلة، أرملة، تعيش لوحدها، وتبحث عن خلاص أخيها، لذا كانت تلك الأسباب مدعاة لمراودتها عن نفسها. المشهد الثاني تذهب فيه رشا إلى المحتسب شاكية مدير السجن وتروي حكاية مشاهدة مدير السجن لها عند ساحل البحر مما جعله يقوم بحبس أخيها، غير ان المحتسب يرغب فيها أيضاً وما بين ثنائية الخطيئة/ الغفران يتحول المحتسب إلى طاغية آخر، يتعارض فعله مع ما يدعيه من ورع وزهد ظاهر، فتنفر رشا منه. المشهد الثالث تذهب فيه رشا إلى الوزير شاكية المحتسب ومدير السجن، فنكتشف أن الوزير يمتلك 365 امرأة على عدد أيام السنة ويراود رشا عن نفسها فتنفر منه أيضاً. المشاهد 1، 2، 3 ما هي إلا تمهيد للمشهد الرابع الذي تبدأ فيه الحكاية تأخذ أبعاداً فانتازية حين تغري رشا الثلاثة، مدير السجن والمحتسب والوزير بالمجيء إلى بيتها وتعد صندوقاً بأربع خانات «طبقات» وتعيد تشكيل أكذوبتها ثانية مدعية أن زوجها لم يكن ميتاً كما ظنت ، إذ عاد تواً بعد أن كان مفقوداً في حرب أخيرة خاضها جيش الوالي. وتخبئ الوزير في الطبقة السفلية للصندوق بعد أن يطرق باب الدار طارق فجأة ثم تخبئ المحتسب في الخانة الثانية وتخبئ مدير السجن في الطبقة الثالثة وأخيراً تخبئ النجار في الطبقة الرابعة العلوية لأنه أراد منها سوءاً أيضاً حين هددها أن يكشف سر الصندوق الذي صنعه، هنا ينتهي الفعل القصصي حيث استطاعت رشا أن تسجن سجاني حسن وتنتهي الحكاية المقتبسة من « ليالي ألف ليلة وليلة». المشهد الخامس يلعب فيه المخرج على المكان إذ الطبقة الأرضية / الوزير والطبقة الأولى / المحتسب، والطبقة الثانية/ مدير السجن وفوقهم الطبقة الأخيرة النجار، وضمن هذا التقسيم المكاني أراد المخرج حسن رجب أن يسيّد الطبقة المسحوقة «الأعلى متمثلة بالنجار» على الطبقات الثلاث «المتمثلة في مدير السجن والمحتسب والوزير» حيث يهددهم النجار برمي قاذوراته عليهم، في محاولة لتهشيم السلطة باعتباره موقفاً يمكن أن يكشف عنه العنوان «حاميها حراميها». المشهد السادس تكميلي للحكاية بدخول الوالي وحسن ورشا ليكشف حسن للوالي ما يحتويه الصندوق ذو الطبقات الأربع، حيث تتضح الحقيقة ويتبين من خلال الاعتراف الأخير لرشا أن حسن لم يكن أخاها بل هو خطيبها الذي استطاعت أن تخرجه من السجن بعد أن أوقعت بمدير السجن والوزير والمحتسب وبذلك يتشكل نسقاً ثلاثياً 1، 2، 3 بتحولات أكذوبة رشا حول حسن وهو نمط من أنماط الحكاية التقليدية. حاول النص تعرية فساد الدولة التي تتاجر بالجسد الأنثوي والفكر والقيم مستغلة مواقعها من أجل رغباتها الذاتية، كما حاول حسن رجب أن يربط المشاهد الستة للنص المسرحي بموسيقى «قدك المياس» من روائع الموشحات الاندلسية، وهنا لا يوجد سبب لاستخدام هذا النص المفرح مع مأساوية الحكاية أي لا تطابق بينهما أولاً، كذلك لم يتبدل ديكور المسرح ولا إضاءته طوال المشاهد الثلاثة الأولى حيث الكرسي والستارة وربما يعطي عدم تبديل الديكور تشابهاً بين موقع السلطة لمدير السجن والمحتسب والوزير.. لقد حصل التبدل في المشهد الرابع، وتجلي الديكور في المشهد الخامس الأكثر تأثيراً وفاعلية حيث سلط الإضاءة على طبقات الصندوق الأربع. مفاجأة النص أن قدم الوالي تشكيلة دولته الجديدة بعد أن استبدل الوجوه القديمة إلا أننا نكتشف أن الوجوه الجديدة تحمل ذات السمات التي ذهبت مع الراحلين.. السلطة ذات وجه واحد حتى لو تبدلت رموزها. شارك عدد من الفنيين في إدارة العمل وهم حسن رجب لتصميم الديكور والإضاءة والأزياء بالإضافة إلى إخراجه النص وكلمات الأغنية لعبدالله صالح والمكياج لروز وتنفيذ الديكور لمبارك ماشي والإضاءة لآدم علي والصوت لإبراهيم حيدر والموسيقى لفهد الجسمي ومساعد الإنتاج لمحمد عبدالرزاق والإشراف العام لحميد فارس.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©