الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

عدم تأهلنا إلى مونديال الشباب أجبرنا على الاستفادة من تجربة الإمارات

عدم تأهلنا إلى مونديال الشباب أجبرنا على الاستفادة من تجربة الإمارات
24 ابريل 2010 23:13
تخيلوا أن اليابان تتطلع إلينا بهدف الاستفادة من أحد فصول تجربتنا في كرة القدم؟.. الأمر ليس من قبل المزحة أو الترويج، وإنما هو حقيقة، تكشف في عمقها، طبيعة الاحتراف الحقيقي، وكيف بالإمكان أن نتطلع إلى التجارب مهما كانت في بداياتها، وألا ننظر فقط إلى المنتخبات الأولى لنصنف الدول والتجارب، وإنما علينا أن نبحث عن مناطق الضوء لنستفيد منها في إنارة الدرب. هذا ما كشفت عنه زيارة شيكارا شوجي عضو الاتحاد الياباني لكرة القدم إلى الإمارات ولقائه مسؤولي رابطة المحترفين واتحاد الكرة، والتي لم تكن مجرد زيارة عشوائية أو حتى ودية لعضو اللجنة الفنية لمجرد استطلاع الموقف أو للحديث مع مسؤولي اتحاد الكرة عن أمور ودية أو غيرها بل كانت زيارة مخططة من قبل اتحاد بلده رغبة منهم في التعرف إلى التجربة الإماراتية، والاستفادة منها، خاصة على صعيد الشباب والناشئين. وكان من المثير أن يؤكد الياباني شوجي أن الإمارات تفوقت على اليابان في مجال منتخبات الشباب ومن قبلها الناشئين، وقال: كان لا بد أن نعرف لماذا تفوقت الكرة الإماراتية على آسيا كلها على صعيد منتخب الشباب الذي تأهل إلى كأس العالم بالقاهرة العام الماضي. وتحدث شوجي عن التجربة اليابانية في الاحتراف وكيفية التطبيق للعملية برمتها ومن ثم تطورها حتى بلغت ما هي عليه الآن، مبدياً سعادته بنقل التجربة اليابانية وفرضها على القارة الصفراء ضمن المشروع الاحترافي الذي يطبق الآن في مختلف أرجاء القارة، وتناول خلال حديثه الخاص مع (الاتحاد) الكثير من الملفات التي تكشف إلى حد بعيد القدرات اليابانية وطريقة التفكير الياباني في التعامل بجدية شديدة مع كرة القدم بمختلف عناصرها. وزار شوجي قبل العودة إلى بلاده مجدداً بعد زيارة استمرت عدة أيام، بعض الأندية ووقف على بنيتها التحتية، وكشف عن كيفية علاج ظاهرة المدرجات الخالية التي تتضح في ملاعبنا على هامش لقاء جمع بينه والدكتور طارق الطاير رئيس رابطة المحترفين. وأكد شوجي أنه عرض على الرابطة الإماراتية ضرورة التواصل مع التجربة اليابانية خاصة فيما يتعلق بكيفية جذب الجماهير للمدرجات. وأشاد شوجي بالإمكانيات الكبيرة التي شاهدها بالأندية الإماراتية التي قام بزيارتها مؤخرا سواء في البنية التحتية أو حتى في قطاعات الناشئين، وكيفية الاهتمام بكافة التفاصيل الصغيرة والتي إذا ما تم استغلالها بالصورة المثلى ستؤدي بما لا يدع مجالاً للشك إلى ارتقاء الكرة الإماراتية وتطورها. وقال شوجي: أبهرني ما وجدته على أرض الواقع، فلديكم ملاعب مميزة وبنية تحتية رائعة كما وجدت ملاعب كثيرة مخصصة لقطاعات الناشئين، وقد زرت ناديي الشباب والنصر ولفت نظري لدى الأول أن هناك اهتماماً كبيراً بحراس المرمى بل هناك ملاعب مجهزة ومخصصة لتدريبات الحراس وحدهم وأخرى لتدريبات قطاعات الناشئين بخلاف حافلات تقلهم من منازلهم، وهذه الرفاهية تحديداً غير موجودة بأندية اليابان لأن معظم الأسر هي التي تتكفل بإحضار أطفالها للتدريبات وفي بعض الحالات الخاصة جدا تجد أندية توفر حافلات ولكن باشتراكات مادية وليست بالمجان. وأشار شوجي إلى أن هذا الاهتمام بقطاعات الناشئين لا ينقصه إلا ضرورة زرع المفاهيم الاحترافية لدى اللاعبين في السن الصغيرة، لأنه الحل السحري الذي لم تلتفت إليه اليابان خلال السنوات الماضية، وقال: كان الاهتمام منصباً على لاعبي الفرق الأولى، بالإضافة إلى منح اللاعبين بقطاعات الناشئين الاهتمام المطلوب ولكن ليس بالقدر الكافي، فقد كنا نتجاهل زرع مفاهيم الاحتراف لدى الأطفال في تلك المرحلة، ونؤجل ذلك حتى وصولهم إلى سن الشباب واللحاق بالفرق الأولى هناك. وعن السر وراء الزيارة ولقاء مسؤولي اتحاد الكرة الإماراتي، قال شوجي: طوال الأعوام السابقة لم يهتم الاتحاد الياباني بالتواصل مع دول غرب القارة بل كان العمل مقتصراً على النهوض باللعبة وتطويرها وتطبيق الاحتراف والنهوض به في مجتمع لم يكن يتعامل قبل عام 1990 بالجدية الكافية مع كرة القدم أو حتى بالحب الكافي لها. أضاف: لقد اهتممنا بالكثير من التجارب الأوروبية التي سبقتنا في هذا المجال وبعد فترة أصبحت هناك دول في غرب القارة لديها كرة قدم قوية بل وتطبق الاحتراف بشكل جيد، ومنها الإمارات والسعودية وقطر، ولذلك أصبحت هناك حاجة لضرورة التواصل مع تلك الاتحادات والاطلاع على التجارب الاحترافية لديها ومدى ما وصلت إليه من قدرات وإمكانيات. ورداً على سؤال يتعلق بماهية الاستفادة التي يبحث عنها في الكرة الإماراتية والتي لم تقدم أنديتها بدوري الأبطال مستوى مرتفعاً، كما لم يحقق منتخبها الأول لقب القارة حتى الآن وصعد لكأس العالم مرة واحدة فقط، قال: قبل أن نطبق الاحتراف كنا أقل كثيراً من الإمارات ومن دول عدة بالقارة الصفراء ولكن بالالتزام بمفاهيمه والتعامل مع هذا المشروع بجدية كافية على مدار فترة لم تقل عن 10 سنوات جنينا الثمار وأصبح الدوري الياباني متميزاً ويضم لاعبين جيدين، ولو تحدثت عن الدوريات في الدول الخليجية، فأعتقد أن الإمارات تفوقت في شيء وهو منتخب الشباب الذي حصل على لقب آسيا وتأهل إلى المونديال الأخير بمصر، وبلغ فيه دور الثمانية، أما السعودية فمنتخبها وصل كثيراً إلى كأس العالم والأندية هناك دائماً ما تحقق مستويات طيبة بدوري الأبطال، ما يعني أن الكرة السعودية متطورة أكبر على مستوى اللاعبين الكبار، بينما الإماراتية لديها التطور والإنجازات على مستوى قطاعات الناشئين، فيما تعتبر الكرة القطرية، تجربة مثيرة نحترمها كثيراً وتمتلك مقومات مميزة، ولديها خبرات طويلة في اختيار العناصر المميزة من المقيمين ومن ثم تجنيسهم وضمهم للأندية والمنتخب وهذا أيضاً توجه موجود بالاتحاد الياباني الذي لا يمانع في تجنيس لاعب ترعرع في المجتمع الياباني ويعيش هناك. وأضاف: نحن لدينا ثقافة الاطلاع على تجارب الغير من أجل اختيار الجوانب الإيجابية منها والعمل على محاولة تطبيقها والابتعاد عن سلبيات تلك التجارب حتى نرتقي ونتطور. واستطرد شوجي: في ظل ما رأيته من إمكانيات فمن المفترض أن يكون لديكم دوري قوي ومنتخب أول ينافس على لقب القارة ويتأهل إلى المونديال، ولكن هذا لم يتحقق إلا لفئة الشباب فأردنا أن نعرف أسباب تفوقكم علينا في هذا الجانب. وتحدث شوجي عما وصفه بالكارثة التي منيت بها الكرة اليابانية خلال العام الماضي، وقال: العام الماضي كان عاما سيئاً على الكرة اليابانية حيث لم يتأهل منتخب الشباب إلى المونديال بمصر، وخرج من التصفيات الآسيوية، وفي المقابل حمل منتخب الإمارات لقب البطولة، ولذلك كان من الضروري أن نعلم أسباب فشلنا ونحاول القضاء عليها ونعلم أيضاً أسباب تفوق الغير لجلبها والاستفادة منها. وأكد شوجي أن مسؤولي الاتحاد الياباني اكتشفوا أن اللاعبين الصغار وفي سن الشباب ما بين 17 و19 سنة لم يكن لديهم اهتمام كاف باللعبة، وتقرر بعد هذه الصدمة الآسيوية أن يطبق الاحتراف مبكراً قليلاً على اللاعب الياباني، وقال: لاعبونا في هذه السن تفكيرهم منصب أكبر على الدراسة أولاً ولكننا وضعنا خطة حتى يكون هناك توازن بين الدراسة واللعبة عبر معاملة اللاعب كمحترف من سن 14 عاماً. المقيمون مفتاح الحل لظاهرة عزوف الجماهير دبي (الاتحاد)- أكد شوجي أنه عرض على الرابطة الإماراتية ضرورة التواصل مع التجربة اليابانية لحل مشكلة الغياب الجماهيري عن المدرجات في دوري الإمارات. وقال: يجب عليكم توجيه فكركم وطاقاتكم نحو أفراد الأسرة، فأنتم لديكم حافلات تنقل اللاعبين الصغار فلماذا لا يفرض على أفراد الأسرة الحضور خلال تدريبات أبنائهم كما فعلنا في اليابان حتى أصبحت الأسرة كلها مع مرور الوقت مرتبطة بالنادي ومن ثم تأتي الخطوة الثانية بتوفير تسهيلات ومنح للأسر التي تهتم بالحضور للمدرجات ومتابعة الفريق الأول. وأشار شوجي إلى أن توجيه الاهتمام للمقيمين أمر مهم أيضاً خاصة إلى الجاليات التي تحب كرة القدم، وقال: لماذا لا يسمح لأبناء المقيمين بالإمارات بممارسة الكرة والتدرب بصفوف الأندية حتى الفريق الأول؟.. لو فعلتم ذلك، ستجدون المدرجات مكتملة بعد فترة لن تزيد على 10 سنوات . جاهزون للتعاون وتوقيع اتفاقية توأمة دبي (الاتحاد)-أوضح شوجي أنه ركز في زيارته على نقل رغبة اليابان في التعاون مع الكرة الإماراتية، وقال: في حالة رغبة مسؤولي الاتحاد والرابطة الإماراتية في ذلك فنحن نمد أيدينا ومستعدون لتوقيع اتفاقيات توأمة وتبادل الخبرات سواء بإرسال المدربين والإداريين اليابانيين هنا بخلاف إقامة معسكرات لفرق يابانية مختلفة أو حتى على مستوى المنتخبات هنا وفي دبي أو استضافة فرق ومنتخبات إماراتية في طوكيو. «الطريقة اليابانية» في تطوير الكوادر دبي (الاتحاد)- لفت عضو لجنة المسابقات والاتحاد الياباني إلى أن بلاده تتبع طريقة مضمونة في تطوير كوادرها سواء في التدريب أو الإدارة بالأندية والاتحادات واللجان المختلفة العاملة في مجال كرة القدم. وقال شوجي: نرسل مسؤولاً إدارياً أو مدرباً للإقامة الكاملة ببلد أوروبي مثل إيطاليا أو انجلترا أو إسبانيا لأننا مهتمون بتجارب تلك الدول وبقدرات لاعبيها ومسؤوليها وخلال الإقامة يتم إجبار ممثلنا على تعلم اللغة في تلك البلد وإتقانها عبر المكوث فيها فترة لا تقل عن 5 سنوات وقد تزيد وبعد ذلك يعود لليابان بعد حصوله على الدبلومات والكورسات والشهادات المطلوبة ليبدأ في تطبيق ما تعلمه من مهارات وقدرات وهكذا يتم العمل بصورة جيدة. وأكد شوجي أن اليابان مهتمة بتحويل بعض مبعوثيها الذين أقاموا فترة في إنجلترا وتعلموا اللغة الإنجليزية حتى يقيموا هنا في الإمارات ليتعلموا اللغة العربية فيما بعد وينقلوا بعضاً من الخبرات بدول الخليج إلى اليابان. وقال: حتى لو كان ما ستنقله تلك الكوادر قليلاً مقارنة بما يتم نقله عن دول أوروبا فهذا لن يعوقنا لأنكم بالتأكيد لديكم شيء متفوق وعلينا أن نتعلمه مثل تطور مستوى منتخب الشباب الإماراتي بطل آسيا، أو تطور منتخب السعودية والأندية هناك. أندية يابانية ترغب في ضم أحمد خليل دبي (الاتحاد)- أكد شوجي أن مسألة احتراف اللاعب الإماراتي بالدوري الياباني تتعلق أكثر برغبة مسؤولي الأندية الإماراتية في ذلك، لا سيما أن هناك معلومات نشرت بالصحف اليابانية الرياضية عن رفض بعض الأندية الإماراتية ترك لاعبيها للاحتراف بالدوري هناك. وقال: شكا بعض وكلاء اللاعبين من موقف الأندية الإماراتية خلال الموسمين الماضيين، وكانت هناك محاولات لجلب لاعب أو اثنين للاحتراف لدينا، وبعد توجه الاتحاد الآسيوي بفرض احتراف لاعب آسيوي أصبحت عيون مسؤولي الأندية هناك تراقب لاعبين من الدوري السعودي والإماراتي والعماني لأن تلك الدوريات تفرز لاعبين أصحاب مواهب. وكان فيصل خليل مهاجم النادي الأهلي قد تلقى عرضاً للاحتراف بالدوري الياباني بداية الموسم الماضي إلا أنه فضل تأجيل العرض لوقت لاحق. وعن أسماء هؤلاء اللاعبين، قال شوجي: لا أعرف بالضبط أسماءهم ولكن بعض التقارير الإعلامية التي نشرت أكدت رغبة أندية يابانية في ضم بعض عناصر منتخب شباب الإمارات خاصة هداف أمم آسيا للشباب وأفضل لاعب شاب في آسيا وهو أحمد خليل وكان ذلك العام الماضي. وأشار شوجي إلى أن الأمر نفسه ينطبق على بعض اللاعبين الآخرين، سواء في منتخب شباب الإمارات أو بالدوري السعودي أو العماني بغض النظر عن الأسماء، واصفاً هذا التوجه بالإيجابي الذي سيثمر عن تعاون أكبر بين اليابان ودول الخليج. اليابان بطل كأس العالم خلال 30 عاماً دبي (الاتحاد)- أشار الياباني شوجي إلى أن اليابان تعمل دائماً وفق مخططات طويلة الأمد، توفر لها الوسائل التي تضمن تحقيقها ونجاحها من دون كلل أو ملل، ومن ضمنها هدف الفوز بكأس العالم، وقال: نحن مجتمع لا يقبل كلمة الفشل، وأكبر هدف من الاحتراف في كرة القدم والذي تم وضعه منذ عامين فقط، يتمثل في ضرورة أن تكون اليابان بطلة العالم في فترة تمتد من بداية عام 1010 وحتى 2040. أضاف: قد يسخر البعض من هذا الهدف الاستراتيجي للكرة اليابانية وللاتحاد هناك، لأن الفترة طويلة، وقد يسأل البعض عن أسباب هذا التوجه لكنه أمر طبيعي وفق ما نقوم بتوفيره حالياً باليابان من قدرات وإمكانيات وفق دراسة علمية كفيلة بأن تنصب اليابان بطلة للعام في كرة القدم في فترة لن تزيد على 30 سنة قادمة. وقال: نحن نعلم أن الهدف صعب ولكن في ثقافتنا لا شيء مستحيل وحتى مع تبادل الأجيال وتولي مسؤولين جدد للمسؤولية، وأكد شوجي أن العمل هناك لا يتم عبر تدمير المسؤول الجديد للعمل السابق بل يتم السير على الخطة مع إدخال التعديلات البسيطة وذلك بسبب اهتمام اليابان بتأهيل الكوادر المدربة التي تطلع على التجارب الخارجية ومن ثم ترتبط بما يحدث داخلياً ما يعني أن طول المدة الاستراتيجية لن يعوقه حتى تغير مسؤولي الاتحاد، لأن هناك كوادر وصفاً ثانياً وثالثاً يعمل أيضاً في الخطة نفسها وليس بمعزل عنها.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©