الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ازدهار الإيثانول يدفع صناعة عصر قصب السكر في البرازيل نحو الاندماج

29 مايو 2008 00:08
تتجه البرازيل لتسجيل محصول قياسي من قصب السكر ومن المتوقع أن يرتفع الانتاج إلى 580 مليون طن· وتعد البرازيل من الدول المتقدمة في مجال الوقود الحيوي ولديها خبرة ترجع لعشرات السنوات في تصنيع الايثانول من قصب السكر ليستخدم كوقود للسيارات وهي عملية أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية من الذرة المغذي الرئيسي لصناعة الايثانول في الولايات المتحدة· وبدأت البرازيل حملة وطنية لتحفيز استهلاك الايثانول وانتاجه في السبعينات ولقيت اكبر دفعة في الاونة الاخيرة في عام 2003 بتدشين سيارة يمكن ان تعمل بالبنزين أو الايثانول أو بخليط من الاثنين· وفي وقت سابق من هذا العام تجاوز استهلاك الايثانول استهلاك البنزين لاول مرة في عقدين، غير ان رياح التغيير تهب مع اجتذاب الصناعة المزدهرة مستثمرين من جميع انحاء العالم ويخشى البعض ان تتلاشى العادات القديمة وتذهب معها نماذج الإدارة التقليدية فيما تتحول الصناعة لعمليات ينتج عنها عدد أقل من الشركات الاكبر حجما والاكثر تكاملا· ويتوقع المحلل خوليو ماريا بورجيس أن يتضاعف انتاج قصب السكر البرازيلي بحلول عام 2015 ولكنه توقع ان تسيطر عليه حوالي 30 مجموعة كبيرة مقارنة بنحو 200 حالياً· وأوضح مثال على هذا الاتجاه مجموعة كوسان وهي اكبر شركة لإنتاج السكر والايثانول في البرازيل وقامت بعصر 36 مليون طن من آخر محصول للقصب، واشترت المجموعة بعضاً من اصول اكسون موبيل في البرازيل في ابريل لتصبح أول شركة في العالم في مجال الطاقة المتجددة تمتد عملياتها من الزراعة إلى محطات تزويد السيارات بالوقود· كما أن دخول شركة بي·بي العملاقة القطاع والذي أعلن عنه الشهر الماضي مثال آخر للتغيير· واشترت الشركة البريطانية نحو نصف تروبيكال انيرجيا وهو مشروع مشترك بين مجموعتي سانتليسا فالي وكايدي البرازيليتين، وتدير الشركة الجديدة مصنعين للإيثانول· وقال المدير الفني في اتحاد صناعة قصب السكر (يونيكا) انطونيو دي بادوا رودريجيز: ''سينتهي قلق الشركات بشأن بيع منتجاتها من المصنع فقط وستتطلع للوجهة النهائية''، وضرب أمثلة باستثمار شركة كريستالسيف البرازيلية وكارجيل الاميركية في مصنع للسكر في سوريا ومصانع كويمكس وكريستالسيف لفصل الماء عن الايثانول في الكاريبي ومرفأ كوبرسكر للايثانول في روتردام· وأضاف بادوا: ''الآن تمتلك جميع الشركات الكبرى شركات·· للتعامل في منتجاتها، ومن المحتمل أن تتجمع الشركات الاصغر لتشكل شركات تجارة أيضاً؛ وفي هذه البيئة يمكن أن تتلاشى عادات وتقاليد قديمة· وقال رئيس داتاجرو لتحليل بيانات السكر والايثانول بلينيو ناستاري: ''مع حدوث اندماج في الصناعة ووصول شركات أجنبية من المحتمل أن تختفي التقاليد· لن يحافظ صندوق من نيويورك أو لندن على مثل هذه الأمور''، وكانت بي·بي أول شركة عملاقة تدخل السوق ولكن يتوقع وصول آخرين· وفي عام واحد فقط تضاعفت الحصة الأجنبية من كميات قصب السكر التي تعصر في البرازيل إلى 12% حسب بيانات داتاجرو، وذكرت ''يونيكا'' أن نحو 85 مصنعاً جديداً بدأ الانتاج منذ عام 2005 ومن المقرر ان يبدأ 60 مصنعاً آخر العمل في عام 2010 باستثمارات تصل لحوالي 40 مليار ريال برازيلي· وزاد التوسع من المخاوف البيئية ليضغط على الصناعة لتغيير ممارسات كانت تطبق منذ أيام العبودية مثل التقطيع اليدوي، ومع توقعات بشراء شركات دولية عدداً كبيراً من الشركات المحلية يرى البعض في هذا الازدهار فرصة للتوسع· وقال خايرو بالبو: ''لن تكون السنوات الثلاث المقبلة سهلة تأتي الشركات الجديدة بإمكانات استثمار لا نملكها هنا''، ولمواجهة منافسة أشد يجري بالبو مفاوضات مع شركة كبرى لم يكشف اسمها من أجل صفقة تشمل تحويل حصة أقلية في مجموعته التي أسسها جده اتيليو بالبو في عام ·1947 ويبلغ إجمالي الإيرادات السنوية للمجموعة حاليا حوالي 350 مليون ريال برازيلي (210 ملايين دولار) وستفتتح قريباً مصنعاً ثالثاً، وقال خايرو بالبو: ''ستتغير صناعتنا كثيراً في غضون عشرة اعوام'' مشيراً الى حالة سانتليسا فالي ثاني أكبر منتج للسكر والايثانول في البرازيل كمثال ناجح· وتأسست سانتليسا فالي من خلال اندماج مجموعتي سانتا اليسا وفالي دي ريساريو في العام الماضي، وبعد أشهر قليلة اشترى بنك الاستثمار جولدمان ساكس حصة أقلية في المجموعة وتلاه أحد بنوك التنمية في البرازيل· وكانت آخر خطوة مهمة للمجموعة التي تنوي طرح أسهمها في بورصة ساو باولو الصفقة مع بي·بي، وقال لويس بياجي الذي مازالت أسرته تمتلك حصة مسيطرة على المجموعة التي تنوي عصر 20 مليون طن من قصب السكر هذا الموسم ''يتراجع الطابع الشخصي للشركات وتبتعد عن الناس· ولكن أعتقد أن بعض العادات ستستمر بشكل دائم''·
المصدر: سرتاوزينهو، البرازيل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©