الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«طيران الإمارات» يكرّم بدور القاسمي لدورها في نشر المعرفة

«طيران الإمارات» يكرّم بدور القاسمي لدورها في نشر المعرفة
8 مارس 2013 00:13
جهاد هديب (دبي) - كرّم مهرجان طيران الإمارات للآداب صباح أمس بدبي الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس التنفيذي لدار «كلمات» للنشر، كما أقيمت ليلة أمس الأول في منطقة العوير على مقربة من دبي، القراءة الشعرية المشتركة بين شعراء عرب وأجانب التي حملت عنوان «شعر الصحراء». وشارك في الأمسية الشعراء: عادل خزام ونجوم الغانم من الإمارات، وروجر ماكغوف من إنجلترا، وشون من آيسلندا، والشاعر الهندي البريطاني جيت ثايل، وسايمون أرميتاج من إنجلترا، والنيجيري الهندى بن أوكري. وقامت ايزابيل أبو الهول، مدير المهرجان، بتسليم جائزة شخصية عام 2013 إلى الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، لدورها في تعزيز الدور الاجتماعي للثقافة والمعرفة، وكونها ناشطة في مجال أدب الأطفال، كما جاء في حيثيات الفوز. أما في صدد الأمسية، فيمكن القول إنها واحدة من أجمل الأمسيات التي أقامها المهرجان منذ انطلاقته قبل خمسة أعوام، بل ربما تكون الأكثر إقناعاً أيضاً لجهة تنظيمها وإدارتها والاستعداد المسبق لها. بدأت القراءة مع الشاعر عادل خزام يصحبه عازف العود كمال زيد دعبل من سوريا، جاءت القراءة هادئة أمام جمهور تشعر أنه محترف من فرط ما يصغي فلا نأمة ولا رنين هاتف متحرك ولا ضجيج همس، بحيث إن صوت عادل خزام بدا أوضح وأعمق، بالمعنى الشعري للكلمة، فبدت نزعة الشعر إلى المقاربة الصوفية أصفى وصوت الفرد أيضاً أكثر نقاء، يجعل شعر عادل خزام المنثور من المصغي إليه يعتقد بأنه عازف ناى يقول موسيقاه في عزلة. لعل ذلك تأثر كثيراً بالمجال والمحيط الذي جرت فيه الأمسية وأيضاً من اختيارات عادل خزام لقصائده التي كانت عالماً متسقاً من عناصر ذلك المحيط. قرأ عادل خزام بالتناوب في الإلقاء مع ترجمتها بالإنجليزية، وهي ترجمة جاءت متزنة ومعقولة، وبدا تأثير الشعر على جمهور يسمعه لأول مرة لافتاً. تالياً قرأ شون، فعادت الإنجليزية وحدها وظلت العربية بعيدة، لكن الشاعر بعوالمه وتأملاته والمفارقات الشعرية التي تضمنتها القصائد بدا اكتشافاً بحق. صحيح أنْ لا طريقة خاصة بالإلقاء ميزت قراءته، لكنه شعره العميق يقرّبه إلى القلب، وقصائده قصيرة ومضغوطة بل وضاغطة على عصب الشعر، بمعنى ما. تاليا قرأ روجر ماكغوف، الذي يعتبر أحد أشهر الشعراء الإنجليز الأحياء، وبحسب قراءته فهو شاعر مخضرم بطريقة خاصة في الإلقاء الشعري إذ يأخذه إلى ما هو أقرب إلى التمثيل خصوصاً أنه شعر من النوع السهل والواضح، ويدرك مسبقاً أنه سيثير لدى جمهوره قَدْراً من الضحك، خاصة عندما يميل إلى السخرية إنْ في القول الشعري أو في الأداء. على العكس منه، فشعر جيت ثايل أقرب إلى مزج المقاربة التاريخية بالقول الشعري لكنْ صوته فردي أي لا يميل إلى «شعرنة» السرديات الكبرى بل يعيد قولها من وجهة نظر خاصة. أما سيمون أرميتاج، الذي يراه الإنجليز شاعراً عالمياً، فقدم قصائد يشعر المرء إزاءها بأنها نتاج تجربة شخصية شديدة الثراء أو هو شعر مدفوع الثمن بتأملات لا تخسر فعل قراءة العالم لكنها تعيد إنتاجه بكل حسيته الملموسة وتجريديته الغامضة. ومع أنه قرأ قصائد قصيرة إلا أن المرء يلمح فيها بنية سردية متبلورة. لكنّ ما قرأه يحتاج إلى أنْ يراه المرء ثانية، ذلك أن قراءته الهادئة وصوته العميق بجمالياته كلها لا يستدر كلاماً كثيراً عليه إنما يحتاج منك إلى أنْ تقرأه. هذا الهدوء طبع على نحو مفاجئ قراءة بن أوكري، فهو يباغت المرء بذهابه مباشرة نحو الشعري وليس العرض الشعري، أي أنه أراد، في قراءته، أن يقترب الجمهور من شعره لأنه كذلك. ومع أنه يقترب من الشاعر جيت ثايل في ترك المؤثرات الثقافية الأولى تطفو على سطح الشعر إلا أن اوكري أكثر حرارة عاطفية وأشد وضوحاً في رؤيته لعالم اليوم أو هو أكثر نزوعاً إلى التعبير عن العالم مثلما نحياه، لكنه عالم لا يسرّ أحداً بالتأكيد. وأخيراً، إلى نجوم الغانم حيث معها عادت القراءة بالتناوب إلى الحضور، وبدا الشعر وصوته أكثر عمقاً وصفاءً، إذ أن عوالم الغانم تمتاز بحسيتها من دون تعقيد أو مباشرة أو حتى مجانية، مثلما يبدو الشخص – المرأة الساردة ـ في القصيدة وكأن لديها رغبة عارمة في التعبير عن صراع جوّاني يمور في داخلها. صورها الشعرية أشبه بصورها السينمائية، لجهة الوضوح ولجهة تتابعها وتساقها داخل بنية نصية إذ تقدمها بطريقة خاصة وببحة في الصوت لا تخلو من الرنين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©