ساسي جبيل (تونس)
أكّد فخامة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الدور المركزي للثقافة في تطوير الشعوب وتنمية المجتمعات، وشدّد على ضرورة الاستثمار في مختلف المجالات الثقافية باعتبارها الحصن الواقي، وصمّام الأمان ضدّ الفوضى والإرهاب والفكر المتطرف.
جاء ذلك خلال استقبال فخامته، أمس، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «ألكسو» الدكتور سعود هلال الحربي، ووفد اتحاد الناشرين العرب برئاسة محمد رشاد، ووفد الهيئة العربية للمسرح برئاسة أمينها العام المسرحي إسماعيل عبد الله.
وعقب اللقاء، عبّر الحاضرون، بحضور وزير الشؤون الثقافية التونسي، محمد زين العابدين، عن شكرهم وتقديرهم لتونس على احتضان فعاليات الدورة الرابعة لمؤتمر الناشرين العرب يومي 09 و10 يناير الجاري، وكذلك فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي من 10 إلى 16 يناير 2018، ونوّهوا بالجهود التي بذلتها تونس في الإعداد لهاتين التظاهرتين بالتعاون مع مختلف الهياكل المعنية بقطاعي النشر والمسرح.
وفي تصريح خاص لـ«الاتحاد» أشاد الفنان المسرحي الإماراتي إسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح بالحفاوة التي حظي بها من لدن الرئيس التونسي، وأثنى على الدور الكبير الذي تلعبه تونس كحاضنة ثقافية حداثية ومستنيرة.
وأوضح عبد الله أن اختيار تونس من طرف الهيئة العربية للمسرح لاحتضان الدورة العاشرة ليس إلا تكريما لجهودها وتميزها الابداعي محليا وعربياً. وأضاف: «إن المسرح التونسي يعتبر نموذجاً يحتذى به في الخريطة العربية والدولية».
وخلص عبدالله إلى أن هذه الدورة ستشكل منعرجاً حاسماً في مسيرة المهرجان الذي أصبح اليوم من العلامات المتميزة في الساحة العربية والدولية.
السلطة والمعرفة في المؤتمر الفكري المسرحي
تونس (الاتحاد)
أكد الدكتور محمود الماجري، المنسق العام لمهرجان المسرح العربي، أن المؤتمر الفكري الذي يحمل عنوان «السلطة والمعرفة في المسرح» سيتضمن ثلاثة محاور هي: «المسرح في علاقته بالسلطة»، و«سلطة المؤلف ومعارفه» و«سلطات ومعارف صناع العرض: (الممثل، السينوغراف، المخرج)».وبيّن أنه وردت على هيئة المهرجان قرابة 132 ورقة للمشاركة في فعالياته الفكرية، وتم قبول ومشاركة 32 متدخلا استجابوا للمحاور الخاصة بهذه الندوات.
وأضاف أن كل محاور المؤتمر الفكري تندرج ضمن ورقة واحدة ورؤية واحدة هي السلطة والمسرح، فعندما قمنا بتحليل كلمة «السلطة» لم نقتصر على كونها سلطة سياسية أو سلطة أخلاقية، أو حتى سلطة دينية، لأن الفنان يمثل في حد ذاته سلطة، وندرك جيداً أن داخل سلطة العرض المسرحي هناك صراع بين السلطات الموجودة في داخل العرض المسرحي وهي: سلطة المؤلف، سلطة صناع العرض، سلطة المخرج، وسلطة الجمهور الذي دونه لا يمكن أن يوجد مسرح، لذلك تم حصر كل هذه الأشياء في المفردات المكونة لهذين المصطلحين: المعرفة والسلطة.
وأشار إلى أن الهيئة العربية للمسرح تحمل مشروعاً يخطو بخطوات ثابتة نحو البحث الرصين والمتأني المتعلق بالمسرح من خلال الندوات الفكرية، والمنشورات التي فاقت 200 كتاب، ومنها الآن 5 كتب عن المسرح التونسي، بالإضافة إلى مجلتها الخاصة «مجلة المسرح العربي».
.. وتكريم 10 مسرحيين تونسيين مخضرمين
تونس (الاتحاد)
كرّمت إدارة الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي عدداً من المسرحيين التونسيين، لما قدّموه من جهود وأعمال فنية، وشمل التكريم عشرة أسماء هم: دليلة المفتاحي، وفوزية ثابت، وصباح بوزويتة، وفاتحة المهداوي، ومحمد نوير وصلاح الدين مصدق، وأنور الشعافي، والبحري الرحالي، ونورالدين الورغي.
الكاتبة والمخرجة والممثلة المسرحية فوزية ثابت، أكدت أن «المسرح بالنسبة لها هو الحياة، ومادام المسرح مستمراً، فالحياة مستمرّة»، معتبرة أن تكريمها من قبل المهرجان العربي للمسرح يعدّ «تكريماً لجيل كامل مخضرم».
ولفوزية ثابت عدة أعمال مسرحية شاركت فيها، سواء على مستوى التمثيل أو الكتابة، أو الإخراج، مثل «الكمنجة» و«الجرحى» و«حالة أخرى». كما أسست فضاء «الركح الصغير» الذي احتضن عروضا مسرحية إلى جانب نشاطات ثقافية مختلفة، كالعروض الموسيقية والأمسيات الشعرية ومعارض الرسم.
واعتبرت الفنانة دليلة المفتاحي، هذا التكريم بمثابة «العرس الذي أقيم في بيتها (تونس) لتشرف الهيئة العربية للمسرح من خلال هذا المهرجان على تكريم أهل البيت».
وتعد المخرجة والممثلة المسرحية والسينمائية والتلفزيونية دليلة المفتاحي أحد أبرز الوجوه الفنية التي عرفها جمهور أبو الفنون في تونس، إذ مثلت في ما يقارب 75 مسرحية، وقامت بإخراج 12 عملاً مسرحياً، من بينها «شهرزاد للّة النساء»، و«من حقي نحلم»، و«مرّ الكلام» وغيرها.
أما الممثل المسرحي صلاح الدين مصدق، فقال «تخونني الكلمات في مثل هذه المواقف والمناسبات التي تشكل عيداً يجمع العائلة الفنية العربية». يشار إلى أن المحتفى به احترف المسرح منذ 1984 ليشارك في نحو40 مسرحية، آخرها «قبلة لتشيكوف» (سنة 2017) من إخراج منير العرقي، فضلاً عن عدد من الأعمال التلفزيونية على غرار «الخطاب على الباب» الذي نال نجاحاً جماهيرياً لافتاً. كما شارك في أعمال سينمائية تونسية، مثل «عصفور سطح» وأشرطة أجنبية على غرار «قطرة ماء» للمخرج الفرنسي مارال بلوال. وقال المؤلف المسرحي والسيناريست والصحفي والناقد السينمائي والشاعر، نور الدين الورغي، بأنه يُهدي تكريمه إلى جميع المسرحيين التونسيين الذين فقدتهم الساحة الثقافية.
عدد اليوم
