الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عباس يدعو أميركا لفرض حل القضية الفلسطينية

عباس يدعو أميركا لفرض حل القضية الفلسطينية
24 ابريل 2010 23:44
دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الإدارة الاميركية الى فرض حل للقضية الفلسطينية بعد إعلانها أن قيام دولة فلسطينية مستقلة هو «مصلحة استراتيجية» ووطنية لها. وقد أكدت الولايات المتحدة رغبتها في تحقيق السلام في الشرق الأوسط بسرعة لا في “مستقبل غامض وبعيد”، لكنها استبعدت حدوث تقدم كبير باتجاه استئناف محادثات السلام خلال مهمة مبعوث الرئيس الاميركي باراك أوباما الى الشرق الأوسط جورج ميتشل في فلسطين المحتلة المقرر انتهاؤها اليوم الأحد. وقال عباس خلال كلمة افتتح بها اجتماعات «المجلس الثوري» لحركة «فتح» دورته العادية الثالثة في رام الله “ما دمت كنت تعتقد يا سيدي الرئيس (أوباما) وانتم يا أعضاء الادارة الاميركية بأن قيام دولة فلسطينية مصلحة استراتيجية أميركية، اذن من واجبكم ان تحثوا الخطى من اجل ان نصل الى الحل وان تفرضوا هذا الحل. طلبنا منهم اكثر من مرة أن افرضوا حلاً”. وأضاف “الشرعية معروفة، واضحة وهذه القضايا معروفة وواضحة وهذه هي رؤيتنا: تفضلوا حلوا.” وتابع “إنني أتوجه الى الادارة الاميركية وعلى رأسها الرئيس اوباما بالدعوة من اجل مواصلة المساعي من اجل وقف الاستيطان واطلاق المفاوضات الجادة على الرغم من كل المعوقات والمصاعب وانا ادرك ان من لديه مثل هذه الرؤية لن يتردد او يصاب بالإحباط امام اي مصاعب تعترضه”. وطالب عباس بتطبيق نموذج الحل الذي جرى فرضه لإنهاء نظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا مطلع العقد الماضي. وأوضح “اريد التاكيد من خلال تجربة السنين الماضية في خوض غمار عملية السلام وكذلك من تجارب عدة لقضايا صراع قومية وإقليمية مختلفة لا تقل صعوبة او تعقيدا عن قضيتنا وكانت تبدو مستعصية على الحل”. وأضاف “أمام العالم باسره فرصة كما أمامنا فرصة حتى نقبض على هذه اللحظة التاريخية لتوفير شروط حل عادل ومتوازن وقابل للديمومة”. وقال “من المفارقات أن العالم يعتبر النظام العنصري ذكريات والنظام العنصري يتكرس اليوم ويتسع نفوذه وممارساته عبر الاحتلال الاسرائيلي المباشر ومصادرة الاراضي والمقدسات عنوة”. وأكد أن إسرائيل تكرس نظام الفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية عبر قرارها العسكري الأخير القاضي بترحيل آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية. وقال “إن القدس عنوان السلام وما يجرى فيها من انتهاكات باطل ولا يمكن القبول به كأمر واقع أو الاستسلام لنتائجه”. وحذر عباس من انتكاس عملية السلام، قائلاً “هي انتكاسة ستكون الأخطر على مستقبلنا ومستقبل المنطقة وشعوبها ودولها كافة وما يترتب على ذلك من انعكاسات على الوضع الدولي برمته”. وأضاف “المشكلة تكمن في أن الموقف الاسرائيلي لا يسعى فقط الى استمرار الاستيطان وتغيير معالم الأرض واقتلاع المزيد منها، مما يفقد المفاوضات المباشرة وغير المباشرة جدواها، وإنما يسعى ايضا الى تعطيل هذه الفرصة الاستثنائية التاريخية لتحقيق السلام تحت ستار حجج وذرائع شتى واهية”. وتابع “ان الوصول الى السلام يحتاج قيادة شجاعة في اسرائيل وانا أتساءل اليوم: هل تتوفر لدى دولة اسرائيل تلك الشجاعة التاريخية المسؤولة التي تدرك ان اسرائيل ستكسب على المدى المباشر والاستراتيجي من تحقيق السلام مع شعب فلسطين ومع الأمة العربية والإسلامية اكثر بكثير مما تكسبه من التوسع الاستيطاني”. وجدد عباس رفضه اقتراح رئيس الوزراء الإسرائيلي إقامة فلسطينية مؤقتة وقال “لن نقبل الدولة ذات الحدود المؤقتة باي حال من الأحوال لانها تطرح ايضا هذه الأيام. لكن انا احذر من ان فكرة او مقولة الدولة الواحدة بدأت تتسرب بين الناس لان الامل على ارض الواقع اصبح يتضاءل شيئا فشيئا. السؤال للجانب الاسرائيلي هل تريدون الدولتين على حدود 1967 ؟ نحن جاهزون وان كنتم لا تريدون فانتم مسؤولون عما يجري بعد ذلك”. ودعا عباس إلى حوار سياسي مفتوح بين مختلف القوى بين المؤسسات والقوى والأحزاب الفلسطينية والإسرائيلية كافة بشأن تنفيذ «حل الدولتين». وأبدى استعداده لبدء حوار مع المنظمات اليهودية في العالم، خاصة في الولايات المتحدة، لشرح كل المواقف والقضايا المطلوب حلها لتحقيق السلام. ودعا «الدول العربية المؤثرة» إلى ممارسة دور أكبر لدعم تحقيق السلام في المنطقة، كما حث المجتمع الدولي على تدخل أكبر لمساندة الجهود الأميركية من أجل إلزام إسرائيل بالعملية السلمية. من جانب آخر. قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي لصحفيين في واشنطن مساء أمس الأول إن “الهدف الفوري” لزيارة ميتشل إلى القدس المحتلة ورام الله هو حمل الفلسطينيين والاسرائيليين على إجراء حوار غير مباشر قريباً لمناقشة جوهر الأمور. لكنه أضاف “اشك في ان يحدث ذلك في نهاية هذا الأسبوع. هل ننتظر اختراقا من هذه الزيارة؟ على الأرجح لا”. إلى ذلك أكد رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات للصحفيين عقب لقاء عباس وميتشل في رام الله مساء أمس الأول أن المحادثات غير المباشرة لن تنطلق خلال الأيام المقبلة. وقال “إننا نريد إعطاء فرصة للجهود الأميركية وقرار بدء المحادثات يتوقف على الإيضاحات التي سنتلقاها من الجانب الأميركي واستكمال الصورة لدينا”. من جانبه، قال ميتشل قُبيل لقائه عباس “إن الولايات المتحدة ستواصل العمل من أجل إحلال السلام في المنطقة، لأن السلام هو مصلحة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وللولايات المتحدة”. وأضاف أن اوباما ملتزم بحل القضية الفلسطينية “على أساس إقامة دولتين (فلسطين وإسرائيل) لكي يحظى الشعب الفلسطيني بأمان وسلام وحياة أفضل لأولاده لأن الفلسطينيين يستحقون حريتهم والكرامة التي تأتي مع حقهم في تقرير مستقبلهم”. وذكر ميتشل أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كلفته بنقل رسالة إلى الشعب الفلسطيني مفادها أنه يستحق الاستقلال وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ذات تواصل جغرافي. وقال “لا يجب أن يكون السلام الشامل في هذه المنطقة مجرد حلم بل يجب ويمكنه أن يصبح حقيقة ونرغب في تحقيق هذه الحقيقة بسرعة، لا في مستقبل غامض وبعيد”. وأضاف “هناك صعوبات كثيرة وستكون هناك صعوبات أكثر، لكننا مصممون على مواصلة الجهود حتى نصل إلى السلام المنشود”.
المصدر: رام الله، واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©