الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إماراتية تقفز بالمظلة من باب التحدي على ارتفاع 13 ألف قدم

إماراتية تقفز بالمظلة من باب التحدي على ارتفاع 13 ألف قدم
17 مارس 2014 17:27
هناء الحمادي (دبي)- من منا لم يفكر أن تكون لديه جرأة النمساوي «فيلكس بومجارتنر»، حين قفز من الفضاء مخترقاً جدار الصوت، من منا لا يحب أن يعيش تجربة محفوفة بالكثير من المخاطر والتحديات ليختبر فيها كل توتره ويخوض تجربة رفع منسوب الأدرينالين، القفز بالمظلة، من المغامرات المحببة التي يحلم بها الكثير من الشباب والفتيات، فالبعض يؤجل تلك التجربة إلى حين يكون على أهبة الاستعداد ليقفز من أعلى ارتفاع شاهق، ويخوضها مرة واحدة في عمره، والبعض الآخر يعيد تكرار التجربة في مغامرة جوية مجنونة يكررها في الفضاء الأزرق ليشعر بالحرية وليسابق الريح. لكن بالاقتراب من المظلية شيخة أحمد تبلغ من العمر19عاماً، تخصص علوم صحية «تغذية» في جامعة الشارقة تعد إحدى عضوات فريق الإمارات للسيدات للقفز بالمظلات، لم تهاب الريح بزفيرها المتدرج بقوته، بل عاشت رحلة التحدي للمرة الأولى في سماء منطقة مرغم الواقعة على طريق دبي العين، ثم بطولة دبي الدولية للقفز بنسختها الرابعة، حيث قفزت بزيها المحتشم وغطاء الرأس «الحجاب» على ارتفاع 13 ألف قدم من دون خوف ولتتكرر المحاولة مرة أخرى في المكان نفسه من باب التحدي. وتحكي شيخة تجربتها في مجال قد يعتقده البعض أنه للرجال فقط بقولها: هذه الرياضة ليست مخصصة للرجال فقط، بل هناك الكثير من النساء، حيث استطعنا منافسة الرجال في هذه الرياضة، وتميزنا في القفز لارتفاعات كبيرة ليثبتن قدرتهن أمام الجميع أنهن لسن أقل من الرجال. تجربة وتضيف: بعد البحث المضني في مجال هذه الرياضة، وجدت أنه لا توجد أي إماراتية في مجال القفز بالمظلات، لذا فإن حب التحدي والتميز والتفرد دفع بي إلى خوض هذه التجربة التي اعتقد أنها ستكون ناجحة بمجرد دخولي هذا المجال، كما أن لدي شغف بالمغامرة، وكنت أبحث عن الأشياء التي تنطوي على تحد كبير، ولم يجربها الكثيرون، وبالفعل بعد دخولي مدرسة القفز بالمظلات في منطقة «مرغم» كانت سماء المنطقة الصافية والجو اللطيف سبب إقدامي على القفز للمرة الأولى على ارتفاع 13 ألف قدم. وتذكر شيخة هذه اللحظة بابتسامة: لم أتخيل نفسي وأنا وسط السماء الزرقاء وتحتي الأرض، والمنظر الجميل البديع للأرض من فوق، هذا الشعور زادني إصرارا على تجربة القفز مرة أخرى في اليوم نفسه، وسبب ذلك هو شعوري بالسعادة وتلاشى الخوف، أثناء التحليق وسط الغيوم التي أشعرتني بالوصل إلى أقصى درجات الحرية. وحول سبب دخولها مجال القفز بالمظلات ترى أنها تبحث عن التميز في حياتها، لكن هذه الهواية التي تعد خطره لمن يمارسها، فإن ذلك لم يمنعها من تجربة القفز بالمظلة من ارتفاعات شاهقة، وذلك لتثبت أنها أول إماراتية تخوض هذه التجربة بعد تخوف أفراد أسرتها من هذه الرياضة، لكن بالإصرار والعزيمة أكدت للجميع أنها قابلة التحدي والحصول على رخصة القفز بالمظلات بجدارة واحتراف. وتضيف: التزام من يمارس هذه الهواية بالملابس المخصصة، وأخذ احتياطات السلامة أثناء القفز بالتأكيد ستكون رحلته في السماء ناجحة، خاصة حين يتلاشى الخوف من قلبه، ليتأمل في الوقت ذاته الغيم الذي يفرد ذراعية له، ويكون على موعد من الحرية في أروع تجلياتها. رخصة القفز وحول كيفية الحصول على رخصة القفز بالمظلات، لفتت شيخة إلى أن كل من يدخل مجال القفز بالمظلات لابد له أن ينضم إلى الكثير من التدريب والمعسكرات التي تؤهله للحصول على الرخصة بجدارة، وقد تختلف القفزات من 12 قفزة إلى 10 آلاف قفزة. وتضيف: منذ انضمامي إلى فريق الإمارات للسيدات على القفز بالمظلات وصل عدد قفزاتي 1?300 قفزة وهو رقم عال خلال سنة واحدة، وأسعى حالياً إلى أن أحصل على أكثر من ذلك وهو 10 آلاف قفزة. وتستطرد شيخة: فيما يتعلق بالرخصة فإن من يريد الحصول عليها عليه أن يقوم بالقفز من (7-10) قفزات ويمنح عندها الرخصة (إيه)، وإذا أراد المواصلة فعليه أن يكمل إلى 25 قفزة فيحصل على الرخصة (بي)، التي تصل إلى 500 قفزة، ويرجع الأمر للشخص فهو من يقرر أن يواصل القفزات للوصول إلى مرحلة الاحتراف. تشجيع الأهل وحول دور الأهل في هواية شيخة، تذكر أن الأمر كان مرفوضاً من البداية، خوفاً عليها من تعرضها لمكروه ما، وذلك لأن القفز بالمظلة من أعلى ارتفاع قد يشكل خطراً على حياتها، لكن مع الإصرار والعزيمة والتعامل مع أفراد أسرتها بمنطق المناقشة والإقناع، تمت الموافقة على الاستمرار في ممارسة هوايتها المفضلة «القفز بالمظلات»، خاصة حين انضمت لفريق الإمارات للسيدات للقفز بالمظلات باعتبارها أول فتاة إماراتية تنضم للفريق رغم صغر سنها. وتتابع بابتسامة ثقة: تعد مشاركتي في بطولة دبي الدولية للقفز بالمظلات في نسختها الرابعة هي الثانية، وفي هذه البطولة تعرضت لموقفين صعبين لم يخطر على بالي، حين تعطلت المظلة ولم تفتح أثناء القفز من الطائرة، وفي هذه اللحظة تمالكني الخوف، لكن سرعان ما تلاشى وتبخر حين استعنت بالمظلة الاحتياطية، لافتة إلى أن كل من يملك الخبرة والمهارة باستطاعته التغلب على هذه المعضلة مع عدم الشعور بالخوف. وتضيف: هذا الموقف شجعني على مواصلة مسيرة القفز بالمظلات ولم يثنينِ، بل زادني حماسة وإصراراً على تحدى هذه المواقف وإكمال مسيرة الحصول على الكثير من التدريبات والدورات في عالم رياضة القفز بالمظلات التي أصبحت لا أستغنى عنها. إضاءة أوضحت المظلية شيخة أحمد تبلغ من العمر 19 عاماً أن المتدرب في بداية أمره على التدريب النظري، وبعدها التدريب التحريري، ثم التدريبات على المظلة في الأرض، والتدريبات على القفز الميداني في الأرض أيضاً، وبعدها يبدأ التدريب على القفز من الطائرة، مشيرة إلى أن هناك نوعان من القفز، القفز برفقة مدرب حيث يتم ربط المتدرب أو الهاوي مع المدرب في مظلة واحدة، أو أن يقفز المتدرب وحيداً والمدربون يحيطون به ويبقون قريبين منه ليشعر بالأمان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©