الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مركز وحديقة مرايا الفنون» يعكسان العادات اليومية بطريقة إبداعية

«مركز وحديقة مرايا الفنون» يعكسان العادات اليومية بطريقة إبداعية
16 مارس 2014 23:26
هلا عراقي (الشارقة) - احتضنت الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية مجموعة ثرية من الأعمال الفنية المعاصرة من خلال معرضي «خلق العادات: الممارسات والطقوس اليومية»، و«المواجهة: الإصغاء إلى المدينة» اللذين وظفا عناصر الفن الجمالية بما يخدم ويعكس أساليب حياتنا اليومية، باعتبار الفن لغة الشعوب منذ الأزل، تلك الأبجدية التي تبرع العيون في قراءتها، بألوان زاهية مؤثرة، تستوقف العقول لتتأمل ما جادت به أنامل المبدعين. ويقام معرض «خلق العادات: الممارسات والطقوس اليومية» بمركز مرايا للفنون في القصباء، فيما يقدم «المواجهة: الإصغاء إلى المدينة» في حديقة مرايا للفنون بواجهة المجاز المائية، ويستمران خلال الفترة من 12 مارس وحى 12 مايو 2014. مشهد فني ونجح المعرضان في أن يقدما مشهداً فنياً فتح أعماق ذواتنا على الطقوس اليومية الحياتية بأسلوب حمل الكثير من الإبداع، بقدر ما حمل من قوة في التعبير عن حياتنا اليومية برموز فنية تعكس واقعنا بشفافية لمسناها مع كل عمل فني. هذه التحف الفنية التي وقفنا أمامها وكل منا يملك نظرة الإعجاب على التطور الفني الذي تشهده الحركة التشكيلية العالمية. ومع تباين المواد والأدوات المستخدمة في كل عمل فني، كان ذلك الحوار البصري متصلاً مع كل لوحة وأمام كل مجسم. حيث ازدحمت قاعة العرض بأمواج من الأساليب الفنية التي زين بعضها جدران المعرض، بينما افترش بعضها أرض المكان مما جعل المكان يضج بالفن فتسير على وقع خطى ذلك الجمال الذي يحاصرك من كل اتجاه. إبداع وأبدع الفنانون المشاركون في تقديم صورة عن حياتنا اليومية مطرزة ومزينة بإضاءات فنية جمالية، قوامها بساطة لا تخلو من الإتقان والتميز بإيقاعات من الألوان والأصوات التي نقلت إلينا محتواها بعفوية وإحساس صادق. وتشمل قائمة الفنانين المشاركين في معرض «خلق العادات: الممارسات والطقوس اليومية» الفنان المصري محمد الشرقاوي الذي يحتفي من خلال عمله بعادة أصبحت على شفا الاندثار بالريف المصري، وتتمثل في استخدام الموشحات والأناشيد الدينية في علاج بعض الأمراض، بحيث صور في لوحاته المعنى الروحي لهذه الموشحات. فيما قدمت الفنانة التركية نيلبار جوريش عملاً عكست فيه الطقوس والتقاليد الغريبة لسكان ترابزون التركية، أما الهندية شيلبا غوبتا فقدمت عملاً تركيبياً يعتمد على صور فوتوغرافية التقطتها لعشرات الطوابير في مدينة بومباي، صورت فيها المواقف المختلفة للحياة اليومية لدارسة تأثير الأفعال المتكررة على مشاعر الإنسان. ونجح الفنان ريان ثابت في أن يرحل بنا بعيداً عبر تاريخ الشرق الأوسط المليء بالصراعات والنزاعات المسلحة من خلال عمله التركيبي الذي يتكون من آلاف القطع الفريدة الرائدة في محاولة لإعادة الطقوس القديمة التي كانت تمارسها جدته. فيما سلط محمود عبيدي من خلال عمله «السيف المكنسة» الضوء على السيف كرمز مطلق للتقاليد والسلطة والعنف والذكورة، وكيف يمكن لهذا السيف أن يتحول إلى مجرد لعبة أو أداة طيعة في يد الإنسان. أحلام وابتكر الفنان الفلسطيني تيسير البطينجي من خلال عمله «حنون» مساحة تشبه الأحلام ترتفع أرضيتها بمقدار 10 سم لتشكل عتبة لا يمكن تخطيها، في تعبير عن صعوبة العيش والعمل في فلسطين، مجسداً من خلاله الذاكرة الفلسطينية وارتباطها بزهرة الحنون وذكريات المناضلين. وجسد الفنان رائد ياسين سلسلة الأفعال المترابطة «الرقص، التدخين، التقبيل» في محاولة لتجسيد ذكريات الطفولة، وكيف يمكن للإنسان أن يجمع بين الماضي بذكرياته وحاضره وأدواته الحديثة. ودمج الفنان جو نعمه الرقص الشعبي الإماراتي التقليدي مع إبداعات فرق موسيقية من خلال عرض حيوي تحت اسم «نصف خطوة». كما تضمن معرض «المواجهة: الإصغاء إلى المدينة» أعمالاً تركيبية يتم عرضها ضمن حاوية شحن وضمن نافورة الشارقة وداخل حديقة مرايا للفنون، شملت أربعة أعمال لفنانين دوليين ومحليين هم هانز روسنستروم، كابواي كيوانجا، ميثاء دميثان وهند مزينا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©