أبو الغيط: قضية صواريخ «سكود» أكاذيب مضحكة

وصف وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس ماتردد من تقارير حول قيام سوريا بتزويد “حزب الله” اللبناني بصواريخ سكود، بأنها”أكاذيب تدعو إلى الضحك”. وقال أبو الغيط في تصريحات للصحفيين في بيروت “من لديه معرفة بطبيعة هذه الصواريخ يعلم أنها لا يمكن إخفاؤها أو تهريبها إلى لبنان”. وأضاف “التقارير المتعلقة بصواريخ سكود أكاذيب تدعو إلى الضحك”. وقال أبو الغيط الذي أجرى محادثات مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، إن هدف زيارته للبنان هو الاجتماع مع المسؤولين اللبنانيين والتعبير عن دعم بلاده للبنان في ضوء الأوضاع الحساسة الراهنة. واضاف “نحن نقف مع لبنان وندعمه”، موضحا ان زيارته تهدف الى “توطيد العلاقات وتأكيد دعم مصر للبنان في كل الظروف”. وتابع ان “مصر تقف الى جوار لبنان ضد أية تهديدات”. وردا على سؤال عما اذا كان يحمل رسالة من اسرائيل، قال وزير الخارجية المصري، “لا أحمل أية رسائل الى شقيقة عربية من طرف عدو”. وحول العلاقات مع سوريا، اكد ابو الغيط ترحيب مصر بزيارة الرئيس السوري بشار الأسد. وردا على سؤال عن محاكمة عناصر لحزب الله في مصر، اكتفى ابو الغيط بالقول إن “الامر مطروح على القضاء”. وكان مسؤولون أميركيون قد أعربوا مؤخرا عن قلقهم إزاء تقارير شحن صواريخ سكود إلى لبنان. وقال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادني السفير جيفري فيلتمان في حديث لصحيفة “النهار” اللبنانية، إنه إذا صدقت التقارير التي تتحدث عن تزويد سوريا “حزب الله” بصواريخ “سكود”، فإن “هذا يعني انها خطيرة جداً، وعلينا النظر في كل ما يمكننا ان نفعله لقلب او إلغاء مثل هذا الاجراء”. ومضى قائلا: “اذا كانت هذه التقارير صحيحة فإنها تأخذنا في اتجاه مضطرب جداً”، وأضاف:” لا نزال ندرس المعلومات المتوافرة لدينا. ووجدنا معلومات خلال هذه السنة مثيرة للقلق الى درجة دفعتنا الى إجراء اتصالات مع السوريين حول هذه التقارير”. من جانبه قال قائد الجيش اللبناني جان قهوجي إنه مقتنع بأنه لا توجد صواريخ “سكود” في لبنان. وقال قهوجي في تصريحات نشرتها جريدة “النهار”امس “انا مقتنع بأن لا صواريخ سكود في لبنان والكلام عن الموضوع سياسي”. ظهرت هذه المزاعم للمرة الاولى في تقرير لصحيفة كويتية في العاشر من أبريل الأمر الذي أثار انزعاجا في واشنطن. ورفض قائد الجيش اللبناني جان قهوجي هذه المزاعم قائلا ان صواريخ بعيدة المدى ليست مثل صواريخ كاتيوشيا سهلة الحمل والتي كانت السلاح المفضل لحزب الله خلال حرب عام 2006. وقال “صورايخ سكود ليست كاتيوشا تحمل على الكتف وتنقل من منطقة الى اخرى، فطول الصاروخ 30 مترا ويحمل على آليات كبيرة ويحتاج 40 دقيقة لتجهيزه وعملية نقله ليست لعبة بل عملية كبيرة جدا”. وحول سؤال عن احتمالات الحرب على لبنان، قال قهوجي “في اي لحظة يمكن لاسرائيل ان تشن حربا ولكن المؤشرات حتى الساعة توحي بأن لا حرب في المدى المنظور ولا أسباب موجبة للحرب والجنوب هادئ كليا”. كما قال قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال البرتو اسارتا كويباس “لم أر ولم تر قواتنا لا صواريخ سكود ولا سواها، وقد قرأت عن هذا الموضوع في الصحف فحسب وانا متأكد من انه في منطقة عمليات اليونيفيل ليس من صواريخ”. الى ذلك اكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك امس ان اسرائيل تفترض حصول “حزب الله” على اسلحة متقدمة، وابلغ باراك الاذاعة العبرية بـ”ان من بين هذه الاسلحة صواريخ ارض ارض من طراز (سكود) وهي تنظر بخطورة الى هذا الامر”. وقال باراك “ان اسرائيل لن تبادر الى شن حرب جديدة على حدودها الشمالية”، مشيرا الى ان “ادخال الاسلحة المذكورة يخل بميزان القوى ويعرض الاستقرار الاقليمي للخطر”. في غضون ذلك اخترق الطيران الحربي الإسرئيلي امس الاول الأجواء اللبنانية في تحد جديد لقرار مجلس الامن الدولي رقم 1701. وقال بيان لقيادة الجيش اللبناني ان طائرة استطلاع حربية اسرائيلية اخترقت الاجواء اللبنانية من فوق البحر مقابل بلدة الناقورة، ونفذت طيرانا دائريا فوق منطقتي الجنوب وبيروت ثم غادرت من فوق البلدة في اتجاه الاراضي المحتلة. وتزامن هذا الخرق مع توتر نتج عن تحركات للآليات الإسرائيلية المؤللة على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.