الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات تواجه تحديات التغير المناخي باستراتيجية وطنية للبيئة

الإمارات تواجه تحديات التغير المناخي باستراتيجية وطنية للبيئة
16 مارس 2014 23:28
موزة خميس (دبي) - التعاون الكبير على المستوى الإقليمي والدولي ضرورة ملحة من أجل تفهم الواقع البيئي، والنهوض به حاضراً، لتجنب حدوث أي مخاطر أو تحديات بيئية مستقبلاً، حيث إن المخاطر البيئية تقف عائقاً أمام الخطط والبرامج التي تضعها الدول، بهدف مواكبة التطور وتحقيق سبل الحياة السعيدة لشعوبها، بعيداً عن المخاطر الصحية والكوارث الطبيعية، وتغير مكونات الغلاف الجوي وتلوث مكوناته، مما يحدث تغيراً في التوازن الحقيقي لتلك المكونات، وقد ينتج كذلك تكوين مواد جديدة في الغلاف الجوي. إن ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض يكون نتيجة الزيادة في تركيز بعض الغازات مثل غاز ثاني أكسيد الكربون، بسبب النشاط الصناعي أو الزيادة في وسائل النقل وحرق الوقود، ويؤدي ذلك إلى ما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري، التي تشكل خطراً على صحة الإنسان ومكونات عناصر غذائه، وربما تمتد المخاطر البيئية عموديا إلى طبقات الجو العليا، وذلك نتيجة استعمال الإنسان لبعض المركبات الكيميائية، أو قيامه ببعض النشاطات الصناعية أو الزراعية، التي ينتج عنها مركبات كيميائية تتصاعد في الغلاف الجوي، وتحد من تركيز طبقة الأوزون التي تمتص الأشعة فوق البنفسجية الخطرة. تآكل طبقة الأوزون يقول الدكتور عديسان أبوعبدون من كلية العلوم بجامعة الشارقة: هذه المركبات تؤدي إلى تآكل طبقة الأوزون، وحدوث هذه الظاهرة لها العديد من المخاطر على صحة الإنسان، وعلى إنتاج النبات نتيجة الخلل في عملية البناء الضوئي، وإدراكا من العلماء بحجم وتعقيد المشاكل البيئية المذكور بعضها، فقد تم حث أفراد المجتمع المحلي والدولي، من خلال مناشدة الدول جميعا لتجنب المخاطر البيئية، من خلال تكاتف الجهود واتخاذ التدابير، والاستفادة من تقنيات العصر الحديثة والبرامج العلمية، مثل الاستشعار عن بعد في رصد الملوثات، ومعرفة حقيقتها وتركيزها وحركتها في الغلاف الجوي على مدار الساعة. وما حدث من مخاطر وكوارث بيئية في المرحلة الزمنية الأولى من القرن الحادي والعشرين، أثرت على بعض الدول بشكل مباشر، وجلبت لبعض الدول مخاطر متفاوتة، رغم الاستعدادات والتدابير التي اتخذت من قبلها، وعلى المستوى الدولي كان ذلك من خلال تقديم المعلومات والدراسات، وبرغم الحديث عن مسببات ونتائج الاحتباس الحراري أو تآكل طبقة الأوزون، ورغم أخذ التدابير للحد منها على المستوى الإقليمي، إلا أن ذلك لا يكفي، بل لابد من أخذ الاستعدادات التامة وتكاتف الجهود على المستويات المحلية والدولية كافة، ولابد من غرس الثقافة البيئية لدى الأفراد على جميع المستويات، وعقد الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية، من أجل تدارك المخاطر والتغيرات البيئية، أو في حال حصول خلل في مكونات الغلاف الجوي، تجنبا للانعكاسات الخطرة على حياة الأفراد والمجتمعات والدول وتقدمها. دعم الثقافة البيئية وتحرص دولة الإمارات العربية المتحدة، حسبما يؤكد أبوعبدون، على الالتزام بالعمل التضامني الدولي، من أجل حماية البيئة وتجنب تغير عناصرها الأساسية أو تلوثها، وذلك من خلال دعم الثقافة والوعي البيئي لدى جميع أفراد المجتمع، وعقد الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ورعايتها والمشاركة الفاعلة بها، وكذلك من خلال التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية، التي تعمل في هذا المجال والاستفادة من الخبرات العالمية، وتطويرها ثم تطبيقها محليا، وليس أدل على ذلك من الالتزام باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغير المناخي وبروتوكول كيوتو، وذلك بفضل سياستها البيئية المتوازنة التي يؤكد عليها بشكل مستمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وقد أردنا الحديث عن المزيد من التفاصيل حول الاهتمام العالمي بالقضايا البيئية. ويضيف أبوعبدون، أن حرص دولة الإمارات لم يقتصر على المشاركات في العمل البيئي وفق الالتزامات البيئية الدولية، بل إن الدولة من خلال قيادتها الحكيمة الموفقة، مدركة تماما للتحديات البيئية التي ستقوم على مواجهتها ومعالجتها، عن طريق استراتيجية وطنية للبيئة، وهناك برامج وأنشطة عديدة، وبشكل مستمر تتخذ من أجل الإسهام في زيادة ترسيخ الوعي والعمل البيئي السليم، بهدف المحافظة على سلامة عناصر البيئة الأساسية من أي تغير أو خلل، قد يهدد مشاريع التنمية والتطوير. أهمية البيئة السليمة ونحن جميعا كمسؤولين وأفراد من هذا المجتمع، حسبما يرى أبوعبدون، ندرك أهمية البيئة السليمة لنا ولأجيال المستقبل، فنعمل جاهدين على تطوير قدراتنا العلمية والتوعوية بشأن كل ما هو جديد ونافع، وذو علاقة بالحرص على توفير البيئة السليمة، التي تضمن توفير الحياة السعيدة لأفراد المجتمع جميعا، ونحن قادرون على تخطي أي عقبات ومواجهة أي تحديات، من خلال حرصنا على نشر الوعي البيئي وتشجيع العمل الجماعي، لأجل المحافظة على البيئة السليمة، وللدولة جولات مشرفة تبرز حرصها على تعزيز أطر التعاون الدولي، لمواجهة ما يحدث عن التغيرات المناخية، وهي تعمل ونحن من خلالها على تطبيق التوجهات التي توفر البيئة سبل الحرص على البيئة السليمة. ويضيف: الحقيقة أن مجال الأبحاث والدراسات في مجال البيئة والغلاف الجوي، من أكثر العلوم نشاطاً وإنتاجاً، لحل ما قد يتغير في التوازن البيئي أو العبث في عناصره، لذا نستطيع القول إن المستقبل واعد بحل ما قد ينجم من أية مستجدات بيئية، ولابد من القول إن التقنيات الحديثة تضع كل ما هو في الغلاف الجوي، أو يصدر من سطح الأرض موضع تمحيص ودراسة، من أجل ضمان غد أفضل، ومستقبل بيئي آمن. ولعل العمل المستمر للجهات واللجان المتعددة المهتمة بالمحافظة على سلامة البيئة، وفعاليات وأنشطة المدارس والجامعات، وجهود الأفراد سواء من خلال الأسرة أو كل على حدة، إنما هو شكل من أشكال العمل الجماعي السليم، الذي يجب أن تؤديه المجتمعات البشرية إزاء بيئتهم ومحيطهم، ومن ناحية أخرى فإن الأنشطة البيئية تشكل إحدى الوسائل الرئيسية، التي يشحذ بها الوعي البيئي الصحيح والمفيد، ويعزز من خلالها نشر المفاهيم الحضارية نحو الاهتمام بالبيئة، بحيث نكون جزءا فاعلا من الدول التي تهتم بسلامة البيئة، فيصبح ذلك الحرص من خلال النشاطات المحلية، وكأنه ليس فقط لنا في الدولة وإنما رافدا على النطاق العالمي، في مجال المحافظة على البيئة. مخاطر التغير المناخي ويقول أبوعبدون: هناك فعاليات عالمية نشارك من خلالها العالم ونستفيد منها، وكما تعمل الجهات والمؤسسات البيئية والصديقة لها، والمؤسسات الحكومية المعنية بتنفيذ الاستراتيجية البيئية، على طرح البرامج البيئية وحل المشكلات، وبذلك نؤكد دائماً من خلالها على ضرورة التعاون والتنسيق الدولي، فيما يخص قضايا المحافظة على سلامة البيئة، والجدير بالذكر أن الاحتفال بالبيئة والاهتمام بشؤونها، لا يقتصر فقط على يوم واحد أو مناسبة واحدة، بل إن هذه المناسبات تتعدد وتتنوع لتذكر بفرصة للتقارب الدولي والعالمي، بين الشعوب والمؤسسات والأفراد، والدفع بهم نحو المزيد من العمل في هذا المجال، وبهذا تتكامل الطاقات لإيجاد صيغ مشتركة، للحفاظ على بيئة حضارية سليمة، يعيش فيها الجميع بأمن واستقرار وصحة سليمة. أما قضية التغير المناخي فتعد تحديدا، واحدة من أخطر القضايا والتحديات التي تواجه سلامة البيئة والمجتمع الدولي، وعلينا أن نعمل دوماً من خلال التعاون المشترك، وأن نحرص على تنفيذ الممارسات التي تكفل توفير البيئة المستدامة، إدراكاً بحق الأجيال القادمة في حياة سعيدة، وبالتالي نحرص على الإيجابية في التقليل من الآثار السلبية لتغير المناخ على البيئات وعلى المجتمعات، ومن أهم ما تأثر الأوزون وطبقاته، وهو أمر يضر بصحة الإنسان ويصيبه بأمراض قاتلة، خاصة تلك التي تأثرت بشكل كبير، مثل المجتمعات القطبية والنتائج التي ترتبت على ذلك عالمياً، حيث أصبح هناك ذوبان للجليد بشكل كبير ومستمر مما يهدد حياة الكائنات، ولا يمكن تجاهل مصير تلك الكائنات المرتبطة بمصير الإنسان، لأن موتها يعني أن خللا يحدث في التوازن البيئي، وبالتالي تتضرر حياة الإنسان. خطوة نحو الاستدامة ويوضح أبوعبدون، أن اهتمامنا بالمحافظة على البيئة وسلامة شأنها يدل على عمق إدراك، وعلى حرص الدولة على المستوى العالمي كذلك بقضايا البيئة، والوقوف على حل مشاكلها، وكل خطوة نخطوها نحو الاستدامة، تشكل خطوة جادة نحو حل مشكلة التغيرات المناخية، التي باتت تشغل حيزا كبيرا من مساحة العمل البيئي في كثير من بلدان العالم، ولذلك علينا عدم التوقف عن ممارساتنا الخضراء والمستدامة، بل زيادتها لأن ذلك يشكل جزءاً من حل مشكلة التغير المناخي، وأن ذلك سيؤثر بشكل إيجابي وسريع على نوع وطبيعة الحياة. والمناسبات البيئية تعد فرصة لإعطاء القضايا البيئية ملمحاً إنسانياً ودولياً، وذلك من خلال تمكين الناس ليصبحوا عناصر فعالة ونشطة لتحقيق التنمية المستدامة، والترسيخ لمفهوم مفاده أن كل فرد وكل مؤسسة تستطيع أن تؤدي دورها الفاعل، في تغيير المواقف تجاه القضايا البيئية، ومناصرة الشراكة التي تضمن، أن تتمتع كل الأمم والشعوب بمستقبل أكثر أماناً وازدهاراً لنا وللأجيال القادمة، خاصة في ظل التأكيدات العلمية المستمرة، التي تفيد أن الإنسان هو المسبب الأول لما حدث من تغيرات مناخية في العقود والسنوات الأخيرة، فالحقيقة أن الإنسان عليه أن يتحمل مثل هذه المسؤولية فعلياً، والسير في طريق المحافظة على سلامة البيئة من التلوث، وفي الوقت ذاته عليه أن يعمل جاهداً، لعلاج ما قد يتفاقم من مشاكل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©