الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الخوف».. نظرة أخرى في مرآة الذات

«الخوف».. نظرة أخرى في مرآة الذات
11 يناير 2018 01:53
تونس (الاتحاد) شهد الافتتاح الرسمي للنسخة العاشرة لمهرجان المسرح العربي في تونس، عرضاً تونسياً هو مسرحية «الخوف» للمسرح الوطني، وهي عمل للثنائي فاضل الجعايبي وجليلة بكار، وذلك بفضاء المسرح البلدي بالعاصمة. العمل الذي كثر الحديث حوله منذ عرضه الأول أثار العديد من الإشكاليات، واستطاع أن يشد الجمهور الغفير الذي حضر الحفل. ومسرحية «الخوف» هي الحلقة الوسطى من ثلاثية بدايتها «العنف»، وتتمتّها ستكون هاجساً آخر من هواجس الشأن العام التونسي والأفريقي والعربي وحتى العالمي، بما أن مسرح الجعايبي يهتم بالإنسانية جمعاء على حدّ تعبير نعمان حمدة أحد الممثلين في هذا العمل الفني. ترتكز «الخوف» أساساً على الآن وهنا، إذ إن هناك العديد من الأشياء التي أعيد النظر فيها بعد «العنف» من خلال المعيش والأحداث المتسارعة في تونس، مما يجعل المشاهد في حالة من الخوف في مطلق معانيه، وهذا ما دفع المخرج ومجموعة الممثلين لبعث هذه المسرحية للوجود. مسرحية «الخوف» هي محاولة لإعادة النظر في مرآة الذات من زاوية أخرى، إذ إن في العمل اشتغالاً على حالة استنفار قصوى تفرض على الشخص أو الشخصية على حد سواء، فيخرج مع ظهور عوامل محرّضة كالجوع وفقدان الأمل والتجرد من الضوابط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ذلك الوحش الكامن فينا. واعتبرت الممثلة لبنى مليكة المخرج الفاضل الجعايبي «أسطورة» باعتباره فناناً جديّاً للغاية، وتتمثل الجدية في وضع الممثل في وضعيات وأفكار تحرض على الإبداع والإضافة، فالشخصيات وقعت في ظروف قاسية للغاية، لذلك فمن الطبيعي أن يخرج الحيوان في أي شخص، مضيفة أن عملية ولادة شخصية «شمس» (دورها في مسرحية الخوف)، التي تقترب من شخصها كثيراً، تطلبت الكثير من العمل والنقاشات والارتجال. وهنا تستطرد مليكة بأن تجربة الجعايبي لا تكتمل إلا بوجود جليلة بكار، فهي التي تعمل مع الممثل على مستوى النص والدراماتورجيا لذا فإن الإضافة «البكاريّة» مهمة وأساسية في تجربة الجعايبي ككل. أما عن الجانب الاستشرافي في مسرحية «الخوف» فقد تجلى في جانب «اللاوعي» الذاتي الذي يتحدث عن اللاوعي الجماعي أيضاً. ومنذ مسرحية «خمسون» قيل إن الفاضل الجعايبي يستشرف الواقع التونسي، وهو أمر يعود إلى حساسية الفنان التي من شأنها أن تعطي نظرة عن قادم الأيام. تتلخص أحداث المسرحية في عاصفة رمليّة جعلت مجموعة كشفية تحتمي بمستشفى مهجور ليُفرض عليهم حصار، فتتكون علاقات مشوهة بين الذات والآخر ما سيؤدي إلى إخراج أو اكتشاف الوحش الكامن في كل ذات إنسانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©