أشرف جمعة (أبوظبي) - استطاع مقدم برنامج تويتر زون الإماراتي طلال الفليتي الذي يعرض على قناة «نجوم»، أن يحقق حلمه الذي ظل يراوده منذ سنوات طويلة وهو أن يتفاعل مع جمهور حقيقي عبر تقديم أحد البرامج على الشاشة الصغيرة، وعلى الرغم من أن طلال ظل سنوات طويلة يتنقل من وظيفة إلى أخرى، إلا أنه لم يفوت مناسبة كانت تحتاج لمقدم في الوظائف التي التحق بها إلا وقام بهذا الدور على أكمل وجه، لكن لم يتوقف عند هذه المرحلة بل أصر على أن يلتحق بدورات مكثفة في الإعلام مثل «المراسل التلفزيوني الناجح» ومن ثم اجتياز دورة تدريبية لمقدمي نشرات الأطفال لمدة شهرين في أكاديمية فوكاس أكاديمي. من أجل صقل موهبته وتدعيمها بمهارات خاصة.
أسهم تعلق طلال الفليتي باللغة العربية في إعطائه جرعة عالية من الثقة بالنفس وهو ما حقق له النجاح في تقديم باكورة برامجه التلفزيونية «تويتر زون»، الذي يعد من البرامج التعليمية التي تهدف إلى تثقيف وتوعية أبناء المجتمع ومن ثم تشجيعهم على التغريد بوعي ووطنية، وما من شك في أن هذا البرنامج استطاع أن يجذب قطاعا واسعا من المشاهدين الإماراتيين على وجه الخصوص، لكونه يغرس في نفوسهم قيماً وطنية عالية.
هواية محببة
حول طبيعة برنامج «تويتر زون»، الذي يبث بشكل أسبوعي على قناة نجوم ومدى استفادة مقدم البرنامج طلال الفليتي من حركته الدائبة في مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت النواة الحقيقية لتقديمه هذه النوعية من البرامج، يقول: ظللت سنوات طويلة أمارس هوايتي المحببة في إنشاء حسابات متعددة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وهو ما جعلني أحظى بشعبية بين زملائي الذين تعمقت علاقتي بهم نظراً لكوني كنت أسهم في نشر بعض الأخبار، وأقوم بعملية تثقيف واسعة لمفاهيم المواطنة الصالحة ونشر معلومات مهمة عن الثقافة الإماراتية ومنظومة القيم والتقاليد المتعارف عليها في الدولة، والتي تعد من أهم ما يميز الشخصية الإماراتية في الماضي والحاضر.
برنامج تفاعلي
ويتابع: من خلال نشاطي الملموس على مواقع التواصل الاجتماعي فوجئت باتصال هاتفي من المنتج والمخرج سهيل العبدول رئيس مجلس إدارة قنوات «نجوم»، الذي كان يتواصل معي بصورة مستمرة عبر الشبكة العنكبوتية وحدثني عن فكرة برنامج تفاعلي مع الجمهور، ومن هنا بدأنا نقارب بين الأفكار حتى وصلنا إلى الشكل النهائي لطبيعة برنامج «تويتر زوم»، وبالفعل انطلق البرنامج وأصبحتُ أستضيف متخصصا أكاديميا في الإعلام الجديد في كل حلقة، وذلك من أجل تشجيع أبناء الدولة على التغريد للوطن لدرجة أن نسب مشاهدة البرنامج وصلت في بعض الحلقات إلى نحو 15 ألف مشاهد وهو ما يؤكد نجاح رسالته.
أمنية تراثية
وبخصوص ما يحلم به الفليتي في المستقبل يذكر أنه يتمنى أن يقدم برنامجاً تراثياً يساعد الجيل الجديد في فهم الموروث الشعبي الإماراتي العريق، الذي يحمل في مكوناته ثراء كبيراً نظراً لكون هذا الموروث يتمتع بمزايا عديدة، فضلاً عن أن بعض أبناء الجيل الحالي ليس لديهم الوعي الكافي مثلاً بتربية الهجن وما الذي كان يمثله الجمـل من قيمـة كبيـرة فـي حياة المواطن الإماراتي قديماً، بالإضافة إلى أن هذا البرنامج لا يتعارض مع برامج تراثية ناجحة وموجودة على الساحة، لكن الطرح مختلف بحيث يصل إلى قطاع واسع من طلاب المدارس والجامعات.
عادات وتقاليد
ولا يخفي الفليتي أنه يفضل الظهور في البرامج الحوارية التي يجيد من خلالها لغة التفاعل مع الجمهور، ويبين أنه اهتم كثيراًِ منذ طفولته بالقراءة حتى أصبح الكتاب صديقه الحميم، وهو ما أسهم في إعطائه ثقة عالية بالنفس فضلاً عن مشاهدته المستمرة للعديد من البرامج الأجنبية. ويلفت إلى أن البرنامج ليس مع استنساخ البرامج الغربية لأنها لا تعبر عن عادات وتقاليد وثقافة دول الخليج والشعوب العربية، ويؤكد إعجابه بالعديد من البرامج الهادفة التي تحظى بمصداقية كبيرة لدى المشاهد في الإعلام المرئي الإماراتي.
أصغر «مقدم نشرات»
يعود طلال الفليتي بالذاكرة إلى فترة الطفولة التي كان يحرص فيها على قراءة الصحف، ويقول: كان والدي له مجلس يجمع العديد من المثقفين والأصدقاء والأقارب وتشجيعاً لموهبتي كنت أقف بينهم لألقي على مسامعهم نشرة أخبار وهم يقولون لي «أنت أصغر مقدم نشرات إخبارية نعرفه، إذ كنت أجمع العديد من الأخبار الصحفية ذات العناوين المهمة وأقف بينهم لأقوم بمهمة «مقدم نشرة»، ويضيف: تكرر هذا المشهد كثيراً إلى أن قررت أن أكون من ثوابت التقديم الإذاعي في المرحلة التي سبقت الجامعة، ثم لازمني هذا الأمر في المؤسسات التي عملت بها فقدمت العديد من الحفلات المهمة والفعاليات الوطنية، إلى أن حققت جزءاً من طموحاتي بتقديم برنامج «تويتر زون».
عدد اليوم
